ندوة يمنية مصرية ضد التكفير استعرضت تجربة د. حمود العودي.. معارك الإخوان ضد الثقافة

السياسية - Wednesday 21 September 2022 الساعة 03:44 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

أقامت مؤسسة "أروقة" للدراسات والنشر فعالية خاصة في قاعة السفارة اليمنية بالقاهرة، مساء الاثنين، حول إصدارات الدكتور حمود العودي لمجموعة من المؤلفات أهمها: "المحاكمة"، "النظام الاتحادي في اليمن"، "نظرية الفن والأدب من منظور اجتماعي"، "نظرية الفائض"، "العنف والتمييز الاجتماعي بين أشكاله الثقافية وأبعاده السياسية والاجتماعية". 

الفعالية حملت عنوان "المحاكمة.. من محكمة الصمت إلى محكمة التاريخ"، عنوان كتاب يحكي قصة أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء فترة الثمانينات حين تعرض للمحاكمة كمرتد وتحديداً في 1985 قبل أن يهرب إلى الجنوب ويؤسس قسم علم الاجتماع ليعود بعدها إلى صنعاء في العام 1990م.

قدم الفعالية الباحث المصري والشاعر عيد عبد الحميد. بالإضافة إلى أوراق للأستاذ عبد الباري طاهر والشاعر الصحفي أحمد الشرعبي إلى جانب العديد من المداخلات وكلمة المحتفى به الدكتور حمود العودي.

وبحضور جمع من المهتمين حملت الفعالية كثيراً من الذكريات والأحاديث حول المحاكمات عموماً في الوطن العربي واليمن خصوصاً وأبرز الأسماء التي كانت عرضة لتلك المحاكمات القاسية التي عكست حالة غير صحية أثرت نفسياً على الكثير من المفكرين كما أوصدت الأبواب أمام الاجتهاد وعززت من الجمود الفكري.

أوراق المشاركين

المصري عيد عبد الحميد، عرّج على قضايا شائكة حول التكفير وما تلاه من فتاوى وصلت إلى الاتهام بالكفر والزندقة والإلحاد والردة وانتهى بعضها بالقتل؛ وأتى على العديد من الأسماء من مصر واليمن أشهرهم نصر حامد أبوزيد والعودي والدكتور المقالح وغيرهم.

كما أشاد بأسلوب ولغة العودي الأدبية والجزيلة. وقال إن هناك حالة من التربص العربي، مؤكداً على خطورة تداخل السياسة بالدين أو تشاركهما من أجل قمع المفكر وإغلاق باب الاجتهاد.

أمر آخر هو أن أمثال هؤلاء، إشارة إلى أصحاب نزعة التطرف، عندما يفقدون الحجة يذهبون إلى التكفير الذي يصل إلى القتل والاعتقال ومصادرة الآراء، وهذا يشكل خطراً على المجتمع.

كما أشار إلى نماذج عدة عبر التاريخ أشهرها الحلاج وكيف تمت محاكمته، مؤكداً على أن اسم الرجل باق حتى هذه اللحظة، لأنه كان يحمل فكرة لكن لا أحد يعرف اسم الذي حاكمه أو قتله.

عيد دافع عن هؤلاء أمثال نصر حامد وجار الله عمر والعودي والمقالح، على اعتبار أنهم أرادوا تراثًا إيجابياً يصلح للواقع قابلاً للتعايش وليس هشًا، وأفكارًا صائبة لا تصيب الحياة بالجمود!!

طاهر والشرعبي

عبد الباري طاهر قدم ورقة مقتضبة حاول فيها العودة إلى جزء بسيط من حياة الدكتور العودي وعملية القمع التي تعرض لها.

وقال فيما معناه، فترة المحاكمة كانت أمرا خطيرا ومأساة لم نستطع الوقوف أمامها، واعتبرها وباءً انتشر في المنطقة. أدى إلى اشتعال الفتن وخلف كثيراً من الأحداث المأساوية.

كما أثنى على شخص العودي كرجل يجمع بين القول والفعل، غزير الثقافة والتواضع والأمانة. إضافة إلى أنه واسع الفكر من خلال الكتابة عن الفن والأدب بشجاعة، ورمز من رموز الأجيال التي وضعت بصمتها بجدارة على المستوى الفكري وفي أروقة جامعة صنعاء كعالم اجتماع.

من جهته جاءت ورقة أحمد الشرعبي مختصرة. حيث قال "لا يجمع الله بين عسرين". في إشارة إلى صعوبة الحديث عن محاكمة الدكتور العودي والفترة التي رافقت عددا من المثقفين وما يجري اليوم أيضًا.

وأضاف، هل نحن بهذا الشتات قادرون على العودة وقراءة ما تم تدوينه سواء حول المحاكمة أو الأحداث التاريخية التي وقعت شمالا وجنوبا أم يكفي أن ننشغل بما نحن عليه من تمزق وشتات.

وتابع: في محنتنا الآن ما يكفي ويغني سنعود إليه عندما نتخفف من هذا الواقع فلا يجمع الله بين عسرين. المحاكمة كانت إعداما للشعب والفكر وشخص المفكر.

وأشار إلى أن مصدر القرار لم يكن القضاء وإنما مثلث برمودا (الفرقة - المرشد - الأمن الوطني). وأن تكييف التهم وسياقاتها كانت تذهب بالمفكر إلى المشنقة مباشرة، وأنها فترة ساد فيها التكفير ضد الكتاب وأن الجميع كان في مواجهة هذه الآفة.. والمحاكمة بأبعادها تمت في ظروف معروفة.

مداخلات وخاتمة

أما المتداخلون فقد أجمعوا على عظمة سبتمبر الشهر الذي نحن فيه وثورته الخالدة التي يجب أن نحييها من أجل مواجهة مليشيا الحوثي وهي تسعى إلى إعادة اليمن لعهد التخلف والجهل.

فيما أكد الدكتور حمود العودي على كثير من النقاط منها عودة الإمامة بشكلها الطبقي وما يحدث من تمييز وتمزيق وتدمير للمجتمع من قبل القوى الرجعية.

وقال، بالعودة إلى أسباب المحاكمة، لا يوجد في الإسلام أمر اسمه الردة ويجب الإيمان بذلك، فالإسلام بريئ، والردة هي من اختراع رجال الدين ومن يدورون في فلكهم.