جامعة الوسطية تشيد بنجاح مؤتمر “عالمية الإسلام.. لبناء الإنسان”‬

متفرقات - Wednesday 28 September 2022 الساعة 03:32 pm
‫نيوزيمن، احمد باضاوي:‬

‫"عالمية الإسلام.. لبناء الإنسان" شعار عصري فريد انعقد به أكبر المؤتمرات الدولية العلمية في الناحية الشرقية باليمن "محافظة حضرموت”، خلال شهر سبتمبر الجاري.‬

‫المؤتمر الذي كان عصارة فكرية من المفكر الإسلامي العلامة أبي بكر العدني بن علي المشهور -رحمه الله تعالى- والذي نسق لكل شئونه وترتيباته قبل وفاته ليكون تتويجاً للعلم (فقه التحولات) الذي أسس قواعده وأرسى منهجه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مجتمعنا المسلم، على منهج الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي.‬

‫المؤتمر العلمي الدولي والذي أقيم لأول مرة بمقر جامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية، برعاية كريمة من معالي وزير التعليم العالي: أ.د. خالد أحمد الوصابي. ومحافظ محافظة حضرموت: الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، هو الأول والأكبر من نوعه يقام خلال العشر السنوات الأخيرة بالبلاد منذ 2011م.‬

‫استضاف كوكبة كبيرة من العلماء والمشايخ والدكاترة والأكاديميين والأساتذة من داخل اليمن وخارجها ببحوث علمية وفكرية دارت في رحاها النقاشات حول علم فقه التحولات بعنوان "المتغيرات والمستجدات.. بين التوجيهات الربانية والفكر الإنساني"، شاملة قواعد ومتغيرات الزمان من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال المفكرين وقادة علماء المسلمين لصلاح الشعوب وقوام اعوجاجها، والحلول المتبعة في دحض الفتن، ونبذ التعصب والحروب والفقر، وطرح الحلول الشرعية لنهضة المجتمعات بصلاح الحكم والاقتصاد لتنعم الشعوب بخيراتها.‬

‫فالعلامة المشهور -عليه رحمة الله- مثالاً للعلماء الوسطيين الذين حملوا على عاتقهم منهج السلامة الوسطي المعتدل دون إفراط ولا تفريط، المنبثق من منهج مدرسة حضرموت التي نشرت الإسلام في اصقاع شتى من العالم بالأخلاق الحسنة والتسامح والبشاشة وحب الخير للناس.‬

‫وقد خرج المؤتمر بالتوصيات الآتية:‬

‫1- الترحم على روح فقيد الأمة الإمام الحبيب أبي بكر العدني بن علي المشهور، ويدعو إلى ضرورة دراسة إرثه الفكري والعلمي والأدبي كونه مثل مدرسة تجديدية داخل الخيمة الإسلامية.‬

‫2- إن لغة القرآن والسنة لغة عالمية المنهج والرؤية والمعالجة لقضايا الإنسانية بعمومها وهي تحمل منهجية متكاملة في بناء الإنسان وتطوير حياته، وأن بعد الأمة عن لغة القرآن والسنة وتأطرها الفكري والمذهبي والفئوي أفقدها حقيقة المعالجة التي يحملها القرآن والسنة.‬

‫3- يدعو المؤتمر القادة والشعوب بكل مكوناتها للالتقاء على القواسم المشتركة والتعايش السلمي والعمل على إيجاد آلية تحقق ذلك ونبذ سياسة التنافس والتحريش.‬

‫4- يوصي المؤتمر المؤسسات التعليمية والجامعات بالاستفادة من علم فقه التحولات وإدراجه ضمن المناهج التعليمية بها، كما يوصي المراكز البحثية والمجمعات الفقهية إلى تنظيم الندوات العلمية في مناقشة هذا العلم.‬

‫5- يرى المؤتمر أن المنجز العلمي والحضاري بثوراته المختلفة الصناعية والتكنولوجيا وثورة المعلومات والاتصالات إنما هي نعمة وهبها الله للإنسان وتُعتبر القاسم المشترك بين الإنسانية بعمومها ويرفض توظيفها في تدمير القيم والأخلاق الإنسانية.‬

‫6- يدعو المؤتمر إلى بناء جيل السلامة الواعي وفق مبدأ (الإنسان قبل البنيان - والتربية قبل التعليم - والمعلم قبل المنهج)، ومن خلال إعادة صياغة المناهج التعليمية الجامعة بين الثوابت والمتغيرات والمستجدات مع الاستفادة من التقنيات والوسائل الحديثة على قاعدة تحديث الوسائل وتأصيل البدائل.‬

‫7- يرى المؤتمر أن الثقافة الإنسانية أمانة وعلى المؤسسات العلمية والثقافية والإعلامية والمجمعات العلمية تحري الموضوعية والمهنية في دراستها، فقد وصلت الإنسانية إلى موقع لا يُحمد في تدمير العلم والأخلاقيات الإسلامية والإنسانية ويُعتبر هذا الأمر من أهم مهامها الملقاة على عاتقها.‬

‫8- يؤكد المؤتمر على أن النساء شقائق الرجال لهن من الحقوق الشرعية التي تضمن حياتها الكريمة واستقرارها الاجتماعي والنفسي وما يكفل مساواتها وأداءَ دورها الوظيفي الذي يقوم على التكامل في أداء المهام لا على التنافس والمغالبة كما يُراد لها من خلال الثقافة الوضعية.‬

‫9- يرى المؤتمر أن الإنسانية اليوم قد بلغت من الفشل مبلغاً كبيراً في جميع الجوانب الفكرية والعلمية والاقتصادية والسياسية، وأن الأطروحات التي طُرحت من قبل المنظومة البشرية اليوم لم تفِ بحق الإنسانية ولم تقدم حلاً بقدر ما طوّرت الأزمات ونقلتها من أزمات إلى أزمات ووسعت سياسة الانتقام والثارات، وأنه لا منقذ من هذه السياسات الفاشلة إلا بالعودة إلى قراءة كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من منظور منهجية فقه التحولات التي تبين لنا معالم النجاة وتصحح المسار وتبين أسس المشروع الحضاري الإنساني المستمد من الوحي الرباني.‬

‫10- إن منهج الدعوة إلى الله الذي أمر الحق تعالى يقوم على قاعدة ﴿ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة﴾ وإنه يمثل أساس بناء المجتمعات وإصلاح الذات الإنسانية، وتوضيح معالم الخير وعودة الأمة إلى سلوك هذه الطريق بالحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن الانفعالات والتسييس وربط ذلك بالقدوة الحسنة.‬

‫11- إن الاقتصاد الإنساني اليوم يُعاني من أزمات قد تصل به إلى حالة الانهيار وسبب ذلك إخضاع الاقتصاد العالمي للسياسة الربوية وإهدار الثروات والطغيان البشري؛ وأن المعالجة الشرعية لأزمة الاقتصاد تقوم على الاكتفاء الذاتي والعودة إلى الاستفادة من الأراضي الزراعية والاهتمام بالتأهيل والتدريب المهني، والاستفادة من أهل التخصص في المجال الاقتصادي لتتم عملية التكامل.‬

‫12- الاستفادة من وسائل الإعلام وأجهزتها الاتصالية الحديثة في استخدامها الاستخدام الصحيح الأمثل في إفادة وتعليم البشرية بما يعود عليها بالخير في حاضرها ومستقبلها.‬

‫13- يدعو المؤتمر المسؤولين إلى تقنين القنوات التي تبث إلى مجتمعنا المسلم بما يتفق مع تعاليم الشريعة الإسلامية والقيم الدينية.‬

‫14- كما يدعو المؤتمر إلى تفعيل العمل المؤسسي وإعطائه الفسحة لبناء المنظومة الإدارية والسياسية والتربوية والاجتماعية وتجنب الفردية وتعطيل المؤسسات حتى يتسنى للشعوب بناء عمل مؤسسي منظم.‬

‫15- يوصي المؤتمر إعادة القراءة للأحداث التاريخية والمتغيرات من خلال مفهوم ربط الديانة بالتاريخ كمنهجية غُيِّبت في الدراسات التاريخية وأفرزت مشكلات في قراءة الحدث التاريخي وتركت مجالات للتأويلات أفرزت مشكلات نعانيها.