التسرب من الطلاب إلى المعلمين ظاهرة تثقل التعليم في الوازعية

السياسية - Wednesday 12 October 2022 الساعة 10:51 am
لحج، نيوزيمن، محيي الدين الصبيحي:

في مدرسة الشهيد الأصبحي الرابضة بقلب الشقيرا عاصمة مديرية الوازعية، غرب، يجد الطاهر محمد مدير المدرسة نفسه عاجزاً عن عمل حلول حقيقية لتسرب عدد من معلميه نحو الالتحاق بالسلك العسكري أو الذهاب للعمل بأشغال أخرى يدوية بحثاً عن المردود الأفضل. 

ويضيف الطاهر، إن عملية تسرب المعلمين من مدارس المديرية اقتصادية بالدرجة الأولى جراء شحة أجور المعلمين غير المتناسقة مع حجم الغلاء المستشري في البلد، وهو ما اضطر البعض من المدرسين لمغادرة سلك التدريس سواءً بالبحث عن بديل أو الخروج من دون إشعار، وفي هذا تضطر المدرسة للإبلاغ عنه إما بإلزامه بالعودة أو البحث عن بديل يقوم بالتدريس نيابة عنه. 

ويقدر أمين الهطلي مدير مدرسة الثورة للبنات الواقعة في منطقة الحضارة شمال الوازعية عدد من تسرب من المعلمين في مدرسته بثمانية معلمين دفعت المدرسة لتغطية هذا النقص ببدائل من خلال دفع جزء للفتيات المتطوعات من رواتب المعلمين المنقطعين.

ويرى الهطلي صعوبة فرض إجراءات حقيقية في الفترة الحالية على المعلمين ما لم تصحبه تسوية حقيقية لأوضاع المعلمين من خلال رفع المرتبات واطلاق العلاوات السنوية، وهذا تتحمله الحكومة، كون هذا الإجراء سيوفر بيئة جاذبة للمعلمين للعودة للقاعات الدراسية وسيكون عامل تشجيع لهم للاستقرار وتقديم أداء أفضل.

وفق احصاء لادارة الموارد البشرية في مكتب التربية والتعليم في الوازعية يقدر عدد المنقطعين من العملية التعليمية سواء بالانشغال بالاعمال العسكرية او اعمال اخرى باكثر من ثلاثين معلما من اجمالي 200 معلم هم القوى الفعلية في 27 مدرسة اساسية وثانوية في عزل المديرية الاربع. 

وبحسب علي الظرافي مدير مكتب التربية والتعليم في الوازعية، فإن ادارته مارست واجباتها تجاه هؤلاء المنقطعين في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة للمعلمين في الفترة الحالية من خلال مخاطبة الجهات العليا، حيث تم عمل استقطاعات للمتغيبين وايجاد بدائل لمن فضل الذهاب لاعمال اخرى بسبب  الاجور المتدنية التي يتقاضونها في الفترة الحالية. 

وأضاف إن ما يزيد عن 100 متطوع ومتطوعة اسهموا كثيرا في تغطية العجز والنقص في مدارس المديرية المكتظة بزهاء 13000 طالب وطالبة وأن مكتبه يسعى من خلال المتابعة مع احدى المنظمات لانتزاع عقد لهم مقابل خدمتهم في الخمس السنوات الماضية بعد انتهاء الحرب في المديرية. 

ووفق الظرافي، فإن المديرية تعرضت لضرر كبير خلال الحرب تأثرت من خلاله خمس من المدارس بدمار جزئي وكلي ناهيك عن فقدان 35 معلما استشهدوا خلال الحرب سواء في المواجهات أو بالقصف او بالغام ارضية وتعرض 33 آخرون لإصابتهم بجانب نفسي اثر على استمرارهم في العملية التعليمية في ظل استمرار توقف التوظيف وتقاعد المعلمين السنوي.