استعادت نشاطها خارج سلطته.. الحوثي يؤجر مقرات مؤسسة الصالح بعد نهبها

السياسية - Tuesday 18 October 2022 الساعة 03:32 pm
صنعاء، نيوزيمن:

كشفت مصادر في صنعاء لنيوزيمن، عن قيام المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، بعملية تصفية لكافة الأموال والودائع الخاصة بمؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية وصرفها بشكل كامل خلال السنوات الخمس الماضية وتحديدا منذ يناير 2018م بعد أن استولت عليها بشكل كامل.

ومؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية هي واحدة من مئات المنظمات المدنية التي قامت المليشيا الحوثية بالاستيلاء عليها ونهبها منذ انقلابها في 21 سبتمبر 2014م واستكملت عملية السيطرة على كل ما تبقى من تلك المنظمات بعد تفردها التام بالسلطة عقب قيامها باغتيال رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح ورفيقه عارف الزوكا في ديسمبر 2017م.

حقد عنصري

ولم تكتف ذراع إيران بنهب الممتلكات، فقد قامت بتغيير اسم المؤسسة إلى مؤسسة الشعب، وهو ذات التصرف الذي نفذته فيما يخص تغيير اسم جامع الصالح الواقع في منطقة السبعين بصنعاء والذي بناه الرئيس علي عبدالله صالح على نفقته الخاصة، حيث غيرت المليشيا اسمه إلى اسم جامع الشعب أيضا.

وتوضح المصادر أن سياسة ذراع إيران تجاه مؤسسة الصالح بدأت بتعيين إدارة جديدة للمؤسسة من بعض قياداتها وعناصرها والتي شرعت منذ اليوم الأول في عملية إقصاء لكوادر وموظفي المؤسسة واستبدالهم بعناصر تابعة لها ثم قامت بتحويل مشاريع المؤسسة التنموية والخيرية مثل مشاريع إفطار الصائم في رمضان، وكسوة الأعياد للفقراء ومشروع الحقائب المدرسية للطلاب والطالبات المعوزين، فضلا عن مشاريع دعم القطاع الصحي والخدمي إلى مشاريع خاصة توزع خدماتها للعناصر التابعة للمليشيا وتحظى أسر وأقارب قيادات ذراع إيران بنصيب الأسد من تلك المشاريع سواء أكانت مساعدات مالية أم عينية.

وتضيف: إن الحوثيين قاموا بعدها بالاستيلاء على الأموال الخاصة بالمؤسسة والتي كانت موجودة في البنوك، كما فعلت مع كثير من الجمعيات والمؤسسات والمنظمات المدنية الخيرية التي كانت تعمل في صنعاء ومناطق سيطرة المليشيا ومنها ايضا جمعية كنعان لفلسطين التي كان يرأسها نجل شقيق الرئيس صالح العميد يحيى محمد عبدالله صالح، حيث قامت بمصادرة أموال الجمعية التي كانت تصرف في مشاريع وتبرعات خاصة بالفلسطينيين.

ووفقا للمصادر فإن إجمالي الودائع المالية الخاصة بالمؤسسة وقت سيطرة ذراع إيران عليها كانت تزيد عن خمسة مليارات ريال، بالإضافة إلى أصول عينية وعقارية استولى عليها الحوثيون وقاموا بالتصرف بها ومنها المقر الرئيس للمؤسسة الذي يقع في جولة المصباحي في صنعاء والمكون من عدة طوابق مجهزة بكل المعدات والامكانات الخاصة بالمشاريع الخيرية والتنموية، بالإضافة إلى المخازن التابعة للمؤسسة في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات.

تأجير مقر وعقارات المؤسسة

وتقول المصادر إن ذراع إيران وبعد أن أنهت عمليات نهب وسرقة الأموال والودائع التي كانت موجودة في حسابات مؤسسة الصالح البنكية قامت بتأجير مقر المؤسسة والعقارات التابعة لها لمشاريع تجارية تابعة لقيادات حوثية.

وحسب المصادر فقد قامت المليشيا بتأجير مقر المؤسسة الرئيس الواقع في جولة المصباحي بصنعاء لمركز علاج طبيعي يتبع أحد القيادات الحوثية بشكل سري وان كان مسجلا بأسماء أشخاص آخرين، مشيرة إلى ان مبلغ الايجار للمقر وصل إلى (25) الف دولار شهريا، وهو الأمر الذي يثير الكثير من الشبهات والتساؤلات عن مدى قدرة المركز على تأمين مبلغ شهري كهذا.

وعلى ذات المنوال قامت المليشيات بتأجير بعض المخازن التي كانت تابعة لمؤسسة الصالح.

مؤسسة الصالح تعاود نشاطها 

ورغم تعرض كل أصولها وودائعها وأموالها للنهب من قبل المليشيات الحوثية إلا أن مؤسسة الصالح للتنمية الاجتماعية التي يترأس مجلس إدارتها السفير أحمد علي عبدالله صالح استعادت نشاطها وعملها الخيري والتنموي في المحافظات المحررة، حيث دشنت نشاطها الإنساني والخيري في عدد من المحافظات اليمنية للإسهام في تأمين سُبل العيش للنازحين والأسر الأكثر عوزا ومساعدتهم على مواجهة متطلبات شهر رمضان المبارك.

وفي هذا الإطار دشنت المؤسسة خلال الأعوام الماضية عددا من المشاريع في محافظات مارب وعدن والضالع وتعز وشبوة أبرزها مشاريع مساعدة المحتاجين والفقراء والنازحين الذين يعيشون وضعا مأساوياً بسبب النزوح.

ولم تقتصر مشاريع مؤسسة الصالح الاجتماعية الخيرية والتنموية على الداخل في اليمن، بل امتد نشاطها إلى الفقراء والمحتاجين من الأسر اليمنية في خارج البلاد التي شردتها الحرب وعجزت عن العودة إلى ديارهم في اليمن.

وللعام الثالث على التوالي، قامت مؤسسة الصالح بتوزيع المساعدات النقدية والعينية للمحتاجين من أبناء الجالية اليمنية العالقة في مصر من المرضى والمعاقين والأشد فقرا حيث بلغ اجمالي المساعدات العينية التي تم توزيعها هناك 23 طنا من المواد الغذائية بالإضافة إلى مبالغ مالية استفاد منها نحو 5000 شخص، (1000 أسرة).

وهذا المشروع هو امتداد لمبادرة سبق واعلن عنها الرئيس علي عبد الله صالح، منذ العام 2015م والذي استهدف العالقين بسبب توقف الرحلات إلى اليمن وكذلك المرضى والحالات الحرجة واستهدفت الأسر المحتاجة والأكثر عسراً خلال السنوات الماضية.

ومؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية هي واحدة من أبرز المنظمات غير الحكومية تأسست عام 2004م وترأس مجلس إدارتها السفير أحمد علي عبدالله صالح، وتركزت أهداف تأسيسها على أن تكون شريكاً فاعلاً في عملية التنمية المستدامة من خلال تأسيس ودعم برامج ومشاريع التنمية المختلفة أبرزها مشاريع التخفيف من الفقر، وتحسين مستوى الحياة المعيشية للأفراد والمجموعات في المجتمع المحلي، وتنمية وبناء قدرات المجتمع المحلي ورفع المستوى الصحي والتعليمي والاجتماعي والثقافي للمجتمع، بالإضافة إلى دعم قدرات المرأة وتمكينها اقتصادياً.

ونفذت المؤسسة منذ تأسيسها في العام 2004م كثيرا من المشاريع الخيرية والتنموية أبرزها مشروع توزيع المواد الغذائية الرمضانية على الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة، ومشروع لحوم الأضاحي، ومشروع توزيع التمور، ومشروع إفطار الصائم والذي استهدف ثلاثة ملايين و800 ألف مستفيد من الأيتام واليتيمات في دور الرعاية، والمعاقين في الجمعيات، والأحداث الجانحين والجانحات في الدور، والمرضى في المستشفيات، وأطفال الشوارع في مركز الطفولة الآمنة، والمكفوفين والكفيفات في المراكز الإيوائية، والمرضى النفسيين في المصحات وكذلك نزلاء الإصلاحيات المركزية، وطلاب وطالبات السكن الجامعي، وطلاب الكلية العليا للقرآن الكريم، كما تضمنت مشاريع المؤسسة مشروع كسوة العيد، ومشاريع الزواج الجماعي، وكفالة الأيتام، وتوزيع الزي والحقيبة المدرسية وبرادات المياه، ومشاريع وبرامج صحية وتعليمية.