الجماعات الأيديولوجية وتسييس التعليم.. من الإخوان إلى الحوثي

السياسية - Friday 21 October 2022 الساعة 06:35 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أعاد عبث ميليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية في اليمن، بالمنهج الدراسي، التذكير بحال التعليم خلال فترة سيطرة حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان والتي امتدت لأكثر من 15 عاماً.

وتداول ناشطون محلياً خلال الأيام الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة جديدة من صور تحريف المنهج الدراسي الذي تقوم به الميليشيات الإرهابية بدعم دولي وإقليمي.

ويتمثل التحريف الجديد باستحدث درس في كتاب اللغة العربية للصف السابع الجزء الأول، ويتضمن قصيدة للشاعر الموالي للحوثيين معاذ الجنيد بصفته شاعرًا يمنيًا معاصرًا. 

وأثار هذا التحريف غضباً شعبياً واسعاً خاصة وأن الميليشيات قامت باستبدال شعراء يمنيين كأمثال عبدالله البردوني ومحمود الزبيري بشاعر موالٍ لها أشهر قصائده تدعى "تهاني".

سياسيون على صفحات التواصل الاجتماعي أعادوا التذكير باتهام حزب التجمع اليمني للإصلاح -إخوان اليمن- منتصف أكتوبر من العام 2019م لدولة قطر بتمويل طباعة المناهج الدراسية المحرفة.

وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للحزب عدنان العديني، إن الخطوة القطرية المتمثلة بدعم الحوثي لطباعة المناهج الدراسية المحرفة تجاوزت المناكفات السياسية إلى الإسهام في تطييف المجتمع واستهداف الوحدة المجتمعية والهوية الوطنية.

وعلق السياسي اليمني سياف الغرباني على هذا الاتهام بالتأكيد على أن دولة قطر تعتبر هي الراعي الأول للخراب، في اليمن، من الحروب الـ6، في إشارة إلى حرب الدولة مع الميليشيات الحوثية التي بدأت في العام 2003م.

التذكير بهذه الاتهامات دفع بنشطاء ذات الحزب من الموالين للدوحة إلى التدخل دفاعاً عن قطر، واتهام حزب الإصلاح بالوقوف وراء تدمير التعليم بدلاً من تنميته.

وسيطر حزب الإصلاح على قطاع التعليم منذ القضاء على شريك الوحدة اليمنية في العام 1994م وحتى انقلاب ميليشيا الحوثي على السلطة الشرعية في 2014م.

وخلال سيطرته قام بإنشاء العديد من المعاهد الدينية والجامعات التي كانت تقوم بإعداد المقاتلين المتطرفين على غرار التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

وأشار مراسل قناة الجزيرة في عُمان، سمير النمري، في منشور على حسابه بالفيسبوك، إلى عبث الميليشيات بالتعليم، وقال "وعلى سبيل ما يصنعه الحوثي من تلويث للتعليم في اليمن فقد أتيح للإصلاح في فترة زمنية قيادة التعليم في اليمن، فذهب لتأسيس المعاهد الدينية وكانت النتيجة واضحة في مجتمع القبائل".

وأكد النمري، أن التعليم الحقيقي يركز على تطوير مهارات التفكير لدى الطالب واستثارة عقله، لا أن تملي عليه فكرك وتنظيمك وجماعتك ومذهبك، مضيفاً إن التعليم الحقيقي يركز على تدريب الطلاب مهارات البحث العلمي من خلال الفرضية والتجربة والاستنتاج وليس تعليمه قال جدي قال فلتان.

عدد من نشطاء الإصلاح حاولوا الدفاع عن فكرة تأسيس المعاهد الدينية وأهميتها في تحول اليمن معظمه من المذهب الزيدي إلى المذهب السني الصحيح، قبل أن يرد عليهم النمري بأن هذه النتيجة كانت واضحة من خلال سيطرة الحوثي على معظم اليمن في ساعات وبدون قتال.