بين خطورة الرحلة وانتهاكات المهربين.. تدفق مستمر للمهاجرين الأفارقة صوب اليمن

السياسية - Monday 31 October 2022 الساعة 06:22 pm
المكلا، نيوزيمن، خاص:

لا تزال أفواج المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الإفريقي عن طريق البحر مستمرة في التدفق صوب الأراضي اليمنية، رغم التحذيرات التي تطلقها منظمة الهجرة الدولية من مغبة التوجه لليمن الذي يمر بأوضاع صعبة جراء الحرب الدائرة منذ 8 سنوات.

رغم المخاطر الكبيرة التي يواجهها المهاجرون بالوصول إلى السواحل اليمنية عن طريق قوارب التهريب أو شبكات التهريب في البحر والبر، إلا أن أعداد الواصلين في تنامٍ بينهم أطفال ونساء وفقا لتقارير وإحصاءات صادرة من منظمة الهجرة الدولية في اليمن.

بحسب الإحصاءات الأخيرة، فقد سجلت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 15700 مهاجر إلى شواطئ اليمن خلال الثلاثة الأشهر الماضية، ليرتفع إجمالي عدد الواصلين إلى اليمن حتى الآن منذ مطلع العام 2022 أكثر من 42000 مهاجر معظمهم من إثيوبيا والصومال.

وأوضحت المنظمة، في تقريرها الأخير، أن هناك زيادة في عدد المهاجرين الذين يقتربون من نقاط المنظمة الدولية للهجرة في كل من عدن ومأرب للحصول على المساعدة.

انتهاكات عدة

شهادات كثيرة أدلت بها نساء ومهاجرون أفارقة لأخصائي الدعم النفسي في منظمة الهجرة الدولية باليمن عن هول ما لقوه وعانوه أثناء رحلتهم من جيبوتي والصومال حتى وصولهم إلى العمق في اليمن.

مهاجرون ومهاجرات بمن فيهم الأطفال تعرضوا لانتهاكات جنسية من قبل المهربين، أثناء رحلتهم الصعبة للوصول إلى أراضي المملكة العربية السعودية، والتي يقطعونها مشياً على الأقدام مرورا بنقاط عبور من الساحل الجنوبي إلى الحدود الشمالية.

وكشفت مهاجرات عن تعرضهن للاعتداء من قبل المهربين أنفسهم وعصابات مسلحة تستقبلهم لحظة وصولهم إلى السواحل اليمنية، وأوضحن أن العصابات المسلحة تقوم باحتجازهن وابتزازهن من أجل دفع أموال لأجل الخروج من المعتقلات التي يديرونها بسرية في نقاط العبور الممتدة من الساحل الجنوبي إلى الحدود الشمالية.

وقالت إحدى المهاجرات إنها تعرضت للاعتداء وتم تصويرها من أجل ابتزاز أسرتها في إثيوبيا وإجبارهم على دفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحها.

وأوضحت منظمة الهجرة الدولية أن هناك عشرات الآلاف من المهاجرين ممن وصلوا، لا يزالون يواجهون مخاطر حماية شديدة مثل الاختطاف والتعذيب والاحتجاز والاستغلال خلال كل خطوة من رحلتهم الصعبة. وأضافت إن طرق الهجرة الرئيسية عبر البلاد لا تزال تحت سيطرة المهربين والمُتجِرين الذين لا يرحمون، وهي حقيقة تشير إليها بشكل متزايد تقارير مراقبة الحماية.

وأوضحت أن المهربين يحتفظون على وجه الخصوص بشبكات قوية تستغل أوضاع المهاجرين الضعيفة، حيث يتم استخدام الابتزاز والعمل القسري/ غير المأجور والاغتصاب من بين أشكال أخرى من الإساءة لإبقاء المهاجرين محاصرين في ظروف غير إنسانية.

رحلة العودة أشد خطراً

ما يعانيه المهاجرون منذ لحظات تهريبهم عبر البحر ووصولهم الأراضي اليمنية، دفع بالكثير منهم بالرغبة في العودة إلى بلدانهم التي قدموا منها، لكن رحلة العودة ليست بالسهلة بعد ما شاهدوه من أهوال بسبب الظروف ونقص المساعدة المتاحة لهم.

وبحسب تقرير منظمة الهجرة، فإن هناك مهاجرين يلجؤون إلى العودة إلى ديارهم بشكل مستقل عن طريق رحلة القارب المحفوفة بالمخاطر التي اعتاد الوصول إليها، يُجبرون بشكل روتيني على العمل لفترة غير محددة من الوقت، ويتم احتواؤهم في ملاجئ غير مناسبة وحرمانهم من الطعام والماء وغير ذلك من الاحتياجات الأساسية.

المهاجرات سلعة للمهربين

لا تزال النساء والفتيات المهاجرات معرضات بشكل كبير لخطر الانتهاكات، لأنهن يظللن "سلعة" ذات قيمة عالية للمهربين والمتاجرين بالبشر، لهذا يتم منعهن من الوصول إلى الجهات الفاعلة في المجال الإنساني والحماية في اليمن.

وكشفت منظمة الهجرة أن المهربين والمتاجرين بالمهاجرين خصوصا في محافظة مأرب يمنعون دخول النساء المهاجرات إلى المواقع التي يمكن أن يتلقين فيها المساعدة، بل قام المهربون والمتاجرون بنقل الكثير من المهاجرات إلى مناطق لا يتوافر فيها سوى القليل من الخدمات أو لا يتوافر فيها خدمات للنساء والفتيات والحماية وحيث يمكن للمهربين احتواؤهن واستغلالهن في أوكار التهريب دون التعرض لخطر "فقدانهن" أمام الجهات الفاعلة في مجال الاستجابة للمهاجرين.

بحسب المعلومات التي قدمتها منظمات محلية في اليمن، فإن أكثر من 130 من المهاجرات تعرضن للاختطاف من قبل المهربين من مخيمات خاصة بهم وتعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي وأشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي. ولا تزال الصدمات النفسية والجسدية التي يعاني منها الناجون من هذه الحوادث دون معالجة بسبب محدودية الوصول والموارد.