عباس زيد يكتب: رأي أحمد شرف الدين في سفر المرأة دون محرم

السياسية - Saturday 05 November 2022 الساعة 04:15 pm
صنعاء، نيوزيمن:

كان العلامة أحمد محمد الشامي، رحمة الله تعالى عليه، يؤكد مراراً أن ما يميز الدكتور أحمد شرف الدين رضوان الله تعالى عليه، عن سائر العلماء في عصره.. أنه جمع بين دراسة الفقه الإسلامي المقارن كسائر العلماء السابقين، وبين دراسة القانون المقارن، فجمع بين الحُسنيين، وفاق أقرانه وأساتذته في سائر العلوم الشرعية والقانونية.

من هذا المنطلق.. أروي موقفه وما تعلمناه منه، بشأن مسألة فقهية قانونية.. قديمة ومعاصرة والمتعلقة بسفر المرأة دون محرم.

يعتمد بعض  الفقهاء على ضرورة إلزام المرأة بمرافقة محرم لها في سفرها على روايات منها (عن أبي هريرة مرفوعًا: ”لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها محرم” (رواه مالك والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة).

 ويرى الدكتور الشهيد أحمد شرف الدين أن الرواية تقوم في مقام النصيحة لا التحريم، ولا توجد عقوبة شرعية دنيوية مترتبة على مخالفة ذلك. 

كما أن النصيحة كانت في مقام التحذير من السفر دون مرافق في ظل ظروف مخاطر قد تحيط بالمرأة أثناء السفر لمدة قد تصل لأيام أو شهور، وما يتخلل ذلك من مخاطر جمة على النساء.

 ولذا فالغرض هو حماية المرأة من تلك المخاطر التي قد تحيط بها.

وعليه يرى الدكتور الشهيد أنه في وقتنا المعاصر أن الامان في جميع مطارات العالم متوفر بأعلى مستوياته. كما أن الطائرات اليوم تعتبر أكثر أماناً من أي  وسيلة نقل اخرى.

بالإضافة إلى أن أبعد رحلة اليوم من شرق الأرض إلى غربها لا تزيد عن ساعات محددة.

فلم يعد هناك مبرر لالزام المرأة بمحرم.

هذا من جهة، ومن جهة اخرى لا يجوز ترتيب أي عقوبة على مخالفة النصائح. ويعتبر حرمان المرأة من السفر بدون محرم تقييدا لحرية التنقل التي تنص عليها كافة التشريعات الوضعية كما هي التشريعات السماوية والتي تجعل الأصل هو الإباحة في حرية التنقل.

والقانون اليمني يمنح كل مواطن الحق في الحصول على جواز سفر، وتقييد هذا الحق فيما يتعلق بالنساء بموجب لائحة.. لا يجوز قانونا، وتعتبر اللائحة فاقدة لمشروعيتها لمخالفتها أحكام القانون.

 كما اتذكر كم كان الدكتور الشهيد سعيدا عندما كانت تسافر ابنتي (حفيدته) من القاهرة الى منزله في صنعاء للدراسة الجامعية كل عام والعودة الينا في القاهرة بمفردها دون مرافق ونحن آمنون عليها مطمئنون عندما كان لدينا دولة. 

واليوم لم يعد الدكتور الشهيد آمنا لمنزله عندما قرر الذهاب في اخر جلسة في الحوار الوطني للتوقيع على مخرجات الحوار الوطني. 

كما لم يأمن اخي وشقيقي حسن زيد في قلب العاصمة أن ينتقل من بيته الى العمل في ظل غياب الدولة.