عام على تحرير "حيس".. سكان يتحدثون عن "نعمة" الخلاص من الإرهاب الحوثي

المخا تهامة - Saturday 19 November 2022 الساعة 03:21 pm
حيس، نيوزيمن، خاص:

يحتفي أهالي "حيس" في محافظة الحديدة، بالذكرى الأولى لتحرير كامل المديرية من مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، بعملية عسكرية خاضتها القوات المشتركة في الساحل الغربي.

وتنفس الأهالي الصعداء، بعد طرد المليشيا الحوثية من المديرية، وتأمين مركزها، فيما شهدت "حيس" حراكاً تنموياً ونشاطاً اقتصادياً ملموساً في مجالات شتى، خلال العام الأول الذي تلى فعل التحرير.

وكانت مليشيا الحوثي قد فرضت على المنطقة حصاراً خانقاً لمدة أربع سنوات ومنعت الأهالي من التنقل والحركة، وقطعت أواصر القربى وأغلقت كل الطرقات بالألغام، حتى المزارعين مُنعوا من ممارسة نشاطهم الزراعي، وفرضت على المزارعين مبالغ مالية كبيرة، فضلاً عن نهب محاصيلهم الزراعية بعدةٍ ذرائع ومضايقتهم وتحويل مزارعهم لثكنات.

وفي الذكرى الأولى لاستكمال تحرير "حيس"، التي أضفت الفرحة في محيا الناس هناك وأدخلت السعادة في قلوبهم، عبر السكان عن شكرهم للقوات المشتركة (ألوية العمالقة، والمقاومة الوطنية، والمقاومة التهامية) التي خاضت العملية العسكرية الواسعة لتحرير ريف حيس.

في هذا السياق يقول علي عزي (تربوي) يقطن في ريف حيس إن الـ19 من شهر نوفمبر عام 2021 حول حياة الأهالي من جحيم (خلال سيطرة مليشيا الحوثي على المنطقة) إلى نعيم، مضيفا إن الأهالي عاشوا أياما صعبة طيلة أربع سنوات.

ويضيف: كُنا تحت الخوف والذل والقهر، وكل مِنا لا يستطيع أن يخرج من منزله من قرية إلى أخرى، إلا والبطاقة الشخصية في حوزته، ويأخذوا هاتفه ويعبثون به ويطلعون على خصوصياته، حُرمنا من زيارة أهالينا وتم منعنا من الدخول لمدينة حيس التي هي الشريان والمتنفس الوحيد لأهالي الريف.

وبينَ عزي، أحد أبناء قرية "دار قُديره" التابعة لعزلة نخلة شرق حيس، التي حُرمت من أبسط الخدمات والمشاريع أثناء فترة سيطرة الحوثيين، أن الأهالي جميعهم رحبوا بالقوات أثناء دخولها وسعدنا بوصولها، والتي رافقها دخول المنظمات الإنسانية وأنجزت الكثير من المشاريع الخدمية التي يحتاجها المواطن والنازح، إلا أن هناك بعض القصور، فلا بد على الجهات المعنية بمتابعة المنظمات لتقديم المزيد من الدعم والمساعدات للمواطنين.

وعن الممارسات التي انتهجتها مليشيات الحوثي ضد الإنسان والزراعة وعانى منها جميع أهالي مركز مدينة حيس طيلة الحصار الحوثي الذي استمر 4 سنوات، أكد المواطن عبدالرحمن شاوش -احد أبناء مركز المدينة، أنهم عانوا الويلات نتيجة القصف الحوثي، حتى أن النوم لم يذوقوا الراحة فيه من كثر إطلاق وابلات الرصاص والقصف المدفعي الذي يطال المساكن، وكان الحوثي محاصراً للمنطقة كلها ما عدا المنفذ الغربي خط الخوخة حيس، أما قرى الريف كلها مغلقة.

مبيناً الوضع المأساوي التي فرضته الميليشيات على سكان المدينة والريف قائلاً، أقرب قرية كانت تبعد عن مركز المدينة بحوالي 3 كيلو، إذا أردت الذهاب إليها توصل بعد 5 ساعات، عبر طرق فرعية، الآن بعد التحرير، القرية التي كانت تبعد عننا 10 كيلو نوصل لها في 7 دقائق، والدُنيا (البلاد) أصبحت أفضل مما كانت عليه بكثير.

وأوضح شاوش، قبل استكمال التحرير كان بابور "شاحنة" الخضروات يصل إلينا كل أسبوع فقط، وتدخل الخضروات في مركز حيس كلها بأسعارها (غالي) المرتفعة، وبلسان حاله اختتم حديثه بالقول، بعد أن أنعم الله علينا بالتحرير الشامل الكامل لقُرانا الزراعية، أصبحت الشاحنات المحملة بالخضروات تدخل يومياً وكلها طازجة بسعر رخيص، بعيداً عن الغلاء الذي كان يفرض على المواطن في السابق طيلة فترة الحصار الحوثي.

سنوات من الحصار والحرب الحوثية الخبيثة التي فرضت على حيس بعد تحرر مركزها في 5 فبراير 2018م ظلماً وعدواناً نتيجة للاتفاقيات الدولية و"ستوكهولم" الجائر الذي أوقف عملية معركة "الحديدة" والتحرير والتقدم في عام 2018م، وهو من كبل القوات بقيود دولية ومنعها من التقدم وجعلها متمركزةً في مركز حيس فقط، حينئذٍ دفع التكلفة مئات المدنيين من الأهالي.

أربع سنوات عاشها الأهالي أياماً بلياليها رعباً وخوفاً، وبعد هذه المعاناة، الذي دفع أبناؤها الثمن باهظاً من دمائهم وأرواحهم، فقد شاء الله أن تأمن حيس وأن يتم تحرير محيطها بالكامل، على أيدي القوات المشتركة، وأن ينعم أهلها بالأمن والاستقرار والفرحة التي صنعتها القوات بأيادي رجالها الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن وتخليص المواطنين من شرور الحوثيين وبطشهم بتقدم حقيقي في معركة الخلاص الوطني.