ضحايا الألغام في الحديدة: بعثة "أونمها" أثبتت انحيازها للحوثيين

المخا تهامة - Saturday 19 November 2022 الساعة 03:52 pm
الخوخه، نيوزيمن، خاص:

على جانب الطريق العام في مديرية الخوخة، جنوب محافظة الحديدة، يجلس أحد الشباب من المتضررين من حوادث الألغام الحوثية وهو يحمل لافتة تطالب الأمم المتحدة بإيقاف الدعم المقدم للميليشيات الحوثية لزرع الألغام والعبوات المتفجرة في المحافظة وباقي المناطق اليمنية.

تواجد الشاب جاء إلى جانب العشرات من ضحايا الألغام وممثلي المنظمات المدنية والحقوقية في الحديدة الذين تجمعوا للتعبير عن احتجاجهم على ضلوع منظمات أممية في دعم جماعة الحوثي الإرهابية في زراعة الألغام والمتفجّرات والاشتراك معها في تجويع المدنيين وقتلهم.

واعتبر المشاركون في الوقفة ما كشفه تقرير "دعم الموت" الصادر مؤخرا عن عدة منظمات حقوقية محلية حول علاقة المنظمات الأممية والدولية في تقديم الدعم المتنوع للحوثيين بأنه "مخيب للآمال". خصوصا وأن ميليشيا الحوثي هي الجهة الوحيدة التي تتفرّد بصناعة واستخدام الألغام في اليمن، وما تزال حتى هذه اللحظة تزرع المتفجّرات في المزارع والطرقات والممرات التي يسلكها المدنيون في الحديدة.

تقرير "دعم الموت" كشف تورط عدد من المنظمات الأممية وفي مقدمتها البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، واعتبرهم شركاء أساسيين للمليشيا الحوثية الإرهابية في التجويع وسفك الدماء ومضاعفة المعاناة الإنسانية. وكشف التقرير عن تقديم البرنامج الأممي الإنمائي خلال السنوات الخمس الماضية (15) منحة مالية للحوثيين بإجمالي (167.221.136) دولاراً، تحت يافطة إنسانية متمثلة بمشاريع مكافحة الألغام في اليمن. 

وطالب ضحايا الألغام بالتحقيق في تقديم البعثة الأممية في الحديدة (UNMHA) ومنظمة الصحّة العالمية (420) سيارة حديثة للمليشيا الحوثية بحجة مكافحة الألغام ومسميات أخرى مختلفة. وكذا تمويل منظمة اليونيسيف وجهات أممية أخرى (60) نشاطا وفعالية توعوية وتدريبية لعناصر حوثية تحت مسمى "حملات التوعية بمخاطر الألغام" منها حملات توعية زعمت الجماعة تنفيذها في محافظات لم تكن ساحة للمواجهات ولم تشهد زراعة للألغام منذ اندلاع الحرب.

وعبّر المشاركون عن أسفهم لموقف الحكومة الشرعية المتراخي إزاء ما يتعرضون له من حرب إبادة تنفّذها مليشيا الحوثي بدعم وتمويل من المنظمات الأممية ومنها البعثة الأممية في الحديدة (أونمها)، ودعوها لإعادة النظر في تعاملها مع البعثة الأممية التي أثبتت انحيازها الواضح للمليشيا الحوثية التي تحاصرم بالألغام وتسفك دماءهم كل يوم.

وأوضح المشاركون، أنه طيلة سنوات الحرب الماضية كان المدنيون من أبناء الحديدة هم ضحايا هذه الألغام والمتفجّرات التي تسببت لهم بإصابات وإعاقات دائمة وقتلت العشرات، وقيّدت حركة الكثيرين، ومنعتهم من كسب رزقهم وجلب الغذاء والدواء لأفراد أسرهم.

أصدرت الوقفة بيانا أوضحت فيه، أن جماعة الحوثي الإرهابية لا تزرع الألغام لأهداف عسكرية كما يتوهّم البعض، وإنما تصنعها وتزرعها متعمّدة استهداف حياتنا ومعيشتنا، فالعسكريون لديهم من القدرات والأدوات ما يمكنهم من اكتشاف الألغام وتفكيكها وتجاوزها بخلاف المدنيين الذين يسقطون يومياً بين قتيل وجريح ومعاق بإعاقات دائمة في حوادث ألغام متفرّقة على امتداد البلاد.

كما طالبوا الأمم المتحدة بسرعة إيقاف الموظفين الأمميين الذين أكد التقرير ضلوعهم في ارتكاب قضايا فساد مالي وإداري وتواطؤ مع الجماعة الحوثية للإضرار بحياتنا ومعيشتنا والعبث بحاضرنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا.

وطالبوا الحكومة الشرعية بسرعة استكمال تحرير الحديدة من مليشيا الحوثي الإرهابية وتطهيرها من الألغام والمتفجّرات ومخلفات الحرب كي يتمكنوا من العيش بحرّية وأمن وسلام.

ودعوا كل الجهات الحقوقية ووسائل الإعلام والصحفيين والناشطين إلى المساهمة في إيصال صوتهم إلى العالم، والمطالبة بوقف تدفق أموال الأمم المتحدة والدول المانحة إلى الحوثيين لكي لا يستغلونها في تعزيز قدراتهم لتجويع المدنيين وقتلهم عبر الألغام والمتفجّرات البرّية والبحرية.