من البقماء إلى الجرادي.. وادي مأرب: ملعب "الإخوان" لتصفية المنافسين

تقارير - Monday 21 November 2022 الساعة 07:12 am
مأرب، نيوزيمن، خاص:

لا يزال الغموض يكتنف عمليات اغتيال عدد من القادة العسكريين في مدينة مأرب، الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح –الفرع المحلي لتنظيم الإخوان- آخرهم مستشار وزير الدفاع العميد الركن محمد الجرادي، الذي قتل مع مرافقه الشخصي، على أيدي مسلحين شرقي المدينة.

وطالب ناشطون، السلطات الأمنية التابعة لحزب الإصلاح الإخواني في مأرب بكشف الحقيقة بشكل رسمي وقانوني، مشددين أن الوفاء لتاريخ الشهداء يتطلب التعاطي مع قضايا الاغتيال بروح صادقة، فيها الكثير من المسؤولية. 

ورغم مرور 10 أيام على اغتيال مستشار وزير الدفاع، إلا أن سلطات مدينة مأرب لم تصدر بياناً حول الجريمة أو نتائج التحقيق فيها، فيما لا يزال جثمانه في ثلاجة المستشفى.

ومطلع نوفمبر الجاري، اغتال مسلحون مستشار وزير الدفاع والقائد السابق للواء 81 مع مرافقه بالقرب من مقبرة الشهداء في مدينة مأرب، فيما نهب الجناة السيارة التي كانا يستقلانها.

وقتل العميد الجرادي، في مكان قريب من موقع تصفية الداعية السلفي والقيادي في "ألوية اليمن السعيد" عبد الرزاق البقماء، الذي اغتيل في 24 يونيو الماضي. 

وكان العميد الجرادي قد تعرض لمحاولات اغتيال عدة إحداها في صرواح حين كان قائداً للواء 181 ونتج عنها مقتل اثنين من أولاد شقيقه، كما نجا في 30 ديسمبر 2019، من محاولة اغتيال، في إحدى النقاط الأمنية التابعة لحزب الإصلاح بمدينة مأرب بعد أن قاموا بتوقيفه بالقرب من منزله بمدينة مأرب وباشروا إطلاق النار باتجاه العميد ومرافقيه.

4 عمليات اغتيال بطريقة واحدة 

وخلال أقل من شهرين اغتيل أربعة قادة عسكريين بمأرب، بنفس الطريقة التي قتل بها الشيخ عبدالرزاق البقماء، من بينهم العميد عبدربه الاحرق أركان حرب اللواء 159 مشاة والمقدم نصر الدين الخذافي أبو عبيدة أحد ضباط محور آزال.

>> اغتيال اللواء الجرادي.. سلطات مأرب تضع نفسها في دائرة الشك

وبحسب مصادر أمنية، فإن تلك الجرائم قيدت ضد مجهول ولم يضبط أمن مأرب أي مشتبهين فيها.

وقبل اغتيال العميد الجرادي بيومين نجا مدير أمن محافظة مأرب العميد الركن يحيى علي حميد من محاولة اغتيال وأصيب مرافقه.

33 عملية اغتيال واختطاف منذ مطلع العام 

وبحسب مصادر أمنية في مارب، فقد سجلت المدينة قرابة 33 عملية اعتداء واختطاف واغتيال طالت ضباطاً وقادة عسكريين منذ مطلع العام الجاري، وذلك خارج منطقة الحزام الأمني للمدينة.

ويقع الحزام الأمني قبل منطقة وادي عبيدة التابعة لمديرية الوادي ويمتد من محطة الكهرباء إلى ما بعد مستشفى الهيئة بالمدينة، فيما تقع منطقة الحصون التابعة لمديرية الوادي شرقي المدينة على بعد مسافة 2 كم، وهي آخر المناطق التي يتم تنفيذ تلك العمليات ضد الضباط وقيادة الجيش.

وتقول مصادر محلية، إن قيادة المحافظة فشلت في بسط نفوذها في منطقة وادي عبيدة بمديرية الوادي إثر خلافات قبلية، فيما تقول السلطات الأمنية إن عناصر تصفهم بالخارجين عن القانون يتواجدون في المنطقة.

>> الإخوان والحوثي.. شراكة سافرة لإسكات بنادق أشجع المحاربين 

وفي وقت سابق، حاولت قوات عسكرية إنشاء معسكر للحرس الرئاسي في مديرية الوادي، الأمر الذي أثار رفض قبائل الدماشقة، وتسبب في اندلاع اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 7 أشخاص بينهم زعيم قبلي كان ضمن الوساطة، إضافة إلى عشرات الجرحى من الطرفين.

مديرية الوادي.. ملعب الإخوان لتصفية المنافسين 

يقول مراقبون، إن الحزام الأمني اقتصر فقط على تأمين المدينة وبقت مديرية الوادي لتنفيذ ما وصفوها بالمخططات الإجرامية خدمة لأجندة سياسية، مشيرين إلى أن الفوضى الأمنية أصبحت سيدة الموقف في مدينة مارب التي ينفرد حزب الإصلاح الإخواني بالسيطرة عليها.

>> لم تعد في أمان.. الفوضى والعنف يهددان مأرب

ويقول مصدر مطلع لـ"نيوزيمن"، إنه خلال الشهور الستة الأخيرة تزايدت حوادث نهب الأطقم العسكرية، حيث تم تسجيل عملية نهب للأطقم وإخلاء من كان على متنها، وأحياناً يتم تصفيتهم ونهب الأطقم والسلاح الذي يكون بحوزتهم.

ويشير إلى أن حوادث استهداف الأطقم تكون خارج الحزام الأمني المعروف للمدينة والمؤدي إلى مديرية الوادي.

ورغم أن توجيهات صدرت للنقاط الأمنية في مناطق الحزام الأمني بعدم السماح بخروج الدوريات إلا أنها لم تلتزم بها حيث تتساهل مع خروجها.

الصحفي حمود هزاع أفاد في صفحته بالفيسبوك بأنه تلقى دعوة لحضور أحد الأعراس بوادي عبيدة، إنما لم يذهب لأن موقع حفل الزفاف كان خارج منطقة الحزام الأمني، وهي إشارة إلى المخاطر الأمنية.

ويؤكد تصريح الصحفي هزاع، معلومات حصل عليها "نيوزيمن" من مصادر خاصة، تفيد بأن توجيهات صدرت من حزب الإصلاح لعناصره بمأرب بعدم تجاوز الحزام الأمني، الأمر الذي أعاق تحركهم وعوائلهم.

كما ألزم تنظيم الإخوان أنصاره بعدم الخروج من مأرب إلا بعد إشعار قيادتهم والموافقة على ذلك.

ومؤخراً، صدرت توجيهات للأمن بعدم السماح للمواطنين من المحافظات الأخرى بالدخول للمدينة بعد أخذ بياناتهم كاملة والمحافظة والقرية والحارة التي يسكن فيها، ومن ثم التواصل مع قيادات محلية للحزب لمعرفة تفاصيل عن الشخص، وفي حال سمح لهم بالدخول يتم أخذ بياناتهم والغرض من الزيارة والجهة التي يسكن فيها والوقت المفترض البقاء في المدينة ووضعه تحت المراقبة الأمنية.