سلطة لنهب الإيرادات وفرض الجبايات.. الأوبئة تعرِّي تنظيم الإخوان في تعز

تقارير - Wednesday 23 November 2022 الساعة 05:16 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

منذ اندلاع الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي، الذراع الايرانية في اليمن، انتشرت الأمراض بمدينة تعز، وخاصة حمى الضنك التي أصبحت ملازمة للمحافظة.

يشكو المواطنون حدة أكبر للمرض خلال الموجة الأخيرة وسط اتهامات لسلطة الأمر الواقع في المدينة التابعة لحزب الإصلاح الإخواني، بالتراخي في مواجهة الموجة الجديدة من حمى الضنك.

يقول سكان، إن مختلف أحياء المدينة تشهد انتشاراً واسعاً لوباء حمى الضنك، ما عدا حي شارع جمال الذي لم يصله الوباء، كونه يشهد حراكا سياسيا لتحقيق مصالح الإخوان.

وتضيف المصادر، منذ 7 سنوات وسلطة الأمر الواقع تفرض الجبايات وتستحوذ على الدعم الإنساني لتحقيق أهدافها السياسية، فيما تتجاهل معاناة المواطنين التي تتعاظم يوما وراء الآخر.

ويقول أطباء، خلال فترة الحرب دعمت المستشفيات الخاصة، فيما تفتقر المستشفيات الحكومية لأدنى الخدمات الصحية، كما حوربت أبرز الكوادر الطبية، وعلى سبيل المثال رئيس مستشفى الثورة الدكتور أحمد أنعم والدكتور نشوان الحسام والذي صنع أنموذجاً خارقاً في قطاع الصحة وحول المستشفى الجمهوري إلى أبرز المستشفيات على المستوى العام والخاص.

استغلت سلطة الأمر الواقع الحرب التي أشعلتها ذراع إيران وهروب الكوادر الطبية من المدينة ولجوء كوادر أخرى للعمل في المستشفيات الخاصة، استغلت نفوذها لتحكم سيطرتها على القطاع الصحي واستغلال الدعم المقدم من المنظمات لصالحها، أبرزها مستشفيا الروضة والصفوة.

توجد في مدينة تعز أكثر من عشرة مستشفيات خاصة، أغلق منها مستشفى البريهي أحد أبرز المستشفيات بحجة الأخطاء الطبية، بينما عشرات الأخطاء تحدث في مستشفيات خاصة تابعة للإخوان لا أحد يتحدث عنها.

وخلال فترة الحرب جنت مستشفيات الإخوان مليارات الريالات تحت مسمى علاج جرحى الحرب سواءً عبر استغلالها لمركز الملك سلمان أو الجهات المانحة الداعمة للقطاع الصحي.

ثمانية أعوام ومدينة تعز تشهد اننتشارا لأمراض مختلفة أبرزها حمى الضنك، التي صارت تستهلك المواطن صحيا وماديا.

لم تقم سلطة الأمر الواقع بإنشاء مركز متخصص لمعالجة الحميات من الأموال التي قدمتها المنظمات ودول في التحالف العربي.

زار محرر نيوزيمن مستشفيات في المدينة لاحظ تواجدا لمئات المرضى يفترشون المستشفيات الحكومية والخاصة والعيادات والمراكز الطبية.

في مستشفى الصفوة يناوب الدكتور مرتضى الهريش، متخصص بأمراض الأطفال، أكثر من عشر ساعات يوميا وتزيد في أيام ما بين الساعة العاشرة صباحا وحتى الحادية عشرة مساءً لمعالجة أمراض الحميات.

عشرات المرضى من الأطفال حديثي الولادة والرضع وما بين السنة الأولى وحتى 15 عاما يتكدسون في انتظار وصول دورهم.

يتحدث عشرات الآباء عن الوباء الذي يفتك بأطفالهم منهم من يتم نقله للعناية المركزة بعد تدهور حالتهم الصحية، وعشرات المرضى يغادرون بعد حصولهم على العلاجات المهدئة للمرض.

وبلغ عدد الحالات المسجلة لدى السلطات الصحية في مدينة تعز قرابة 12 ألف حالة منها 18 حالة وفاة منذ بداية العام الحالي، وفقا لمكتب الصحة.

نفقات العلاج

تنفق العديد من الأسر عشرات الآلاف من الريالات مقابل فحوصات وعلاج ولا يقل علاج الطفل عن 50 ألف ريال ناهيك عن حاجات أخرى تنفقها الأسر.

فيما المئات من المصابين بالوباء يكابدون آلام المرض في منازلهم بسبب حالتهم المادية المتردية أو لضعف ثقتهم بجودة الخدمة الطبية لدى المستشفيات ومنهم من يفقد المناعة ويدخل في غيبوبة ليفارق الحياة، وفقا لأحد الأطباء.

تشخيص المرض

يقول أحد العاملين في قسم المختبرات إن حوالى 80% من المصابين بالحمى والتي يعتقد بأنها حمى الضنك تطلع (negative) وأنها ليست ضنك بل حمى فيروسية، كما يطلق عليها.

يضيف لنيوزيمن، إن مئات الحالات المصابة بالحميات، منها العشرات تصل بمضاعفات خطيرة للمستشفى، منها مصابة بحمى الضنك والحمى الفيروسية والتي تسبب بمضاعفات خطيرة للمريض في حال تأخر عن العلاج.

وتابع المصدر، حالياً ظهر نوع ثالث من الحميات ويطلق عليها فيروس التهاب الشعب الهوائية، وهذا النوع من المرض يصيب الأطفال بنسبة 90% حيث يتعرض الطفل المصاب إلى انفلونزا زكام شديد وأيضا ارتفاع درجة الحرارة والتي تصل إلى 38 درجة بالإضافة إلى سعال شديد.

وقال رغم طريقة العلاج لهذا الفيروس، إلا أن درجة الحرارة لا تفارق المريض وتستمر لأيام ويدخل فيها الأطفال بغيبوبة.

المصدر أوضح أن هذا النوع من المرض جديد في المدينة ويقتل المرضى كل يوم.

ويعلق طبيب في مركز الترصد الوبائي لنيوزيمن، أن استمرار موجة الأمطار التي شهدتها تعز ساهمت في إنعاش الأمراض في ظل انتشار برك المياه الراكدة المنتجة للبعوض في شوارع المدينة.

ويشير إلى أن ما تعانيه المدينة من إحراق القمامة على مستوى الشوارع والأحياء يزيد حدة المعاناة وقابلية الإصابة بالأوبئة، والأمراض المعدية وبالأخص لدى الأطفال والمصابين بالأمراض التنفسية.

يعلق ناشطون وصحفيون، أن تعز هي الأكبر كثافة سكانية في اليمن، تحاصرها مليشيا الحوثي منذ سبع سنوات، فيما سلطة الإخوان مارست أطماعها وفرضت الجبايات وتسببت بانهيار الوضع الأمني، وما يحدث في المدينة من استغلالها للعصابات المسلحة التي تنتمي لمحور تعز لتحقيق أهدافها ومحاربتها لهم بعد انتهاء مصالحها ولعل أبرزها دعمها لغزوان المخلافي في الاشتباكات التي اندلعت مع جماعة أبو العباس.

كما حرمت سلطة الأمر الوقع سكان المدينة من الكهرباء الحكومية وأنشأت الشركات الخاصة، وحرمتها من المياه والغاز وأنشأت بدلاً عنها السوق السوداء.