ملتقى الأجيال.. "مقاهي عدن" ملاذ كبار السن ولقاءات الزمن الجميل

الجنوب - Friday 27 January 2023 الساعة 06:57 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

اعتاد الناس في مدينة الحب والسلام عدن في السنوات الأخيرة، خاصة الفئة الشبابية، الالتقاء بالمعارف والأصدقاء في الكافيهات التي أصبحت منتشرة بكثرة، متميزة بالأناقة والإمكانيات الترفيهية المختلفة، إلا أن لكبار السن لقاءات وأماكن وأحاديث خاصة تحمل نفس بساطة وروح أيام الزمن الجميل.

حيث يكون الشاي الملبن وألعاب الدمنة والورق نجوم اللقاء ضمن أحاديث طويلة تبدأ من بعد العصر حتى المساء، تجد هناك طاولات وكراسي كبار السن التي تتزاحم في مقاهي عدن بمختلف مديرياتها، هذه هي لقاءات الزمن الجميل التي لا يزال عبقها حاضرا حتى اللحظة.

حكايات القهاوي

السبعيني أبو ياسر، يقول لـ"نيوزيمن"، بعد أن أقعده المرض في المنزل افتقد لخطواته التي تشق نحو مقاهي مدينة كريتر، حيث كانت تغمره السعادة لأنه سيلتقي بأصدقائه من نفس العمر هناك، ويتبادل معهم أطراف الحديث، في مختلف شؤون حياتهم وحتى أمراضهم.

أبو ياسر يعتبر المقهى هو متنفسه الوحيد بعد التقاعد الذي يلتقي فيه بأبناء جيله يفهمهم ويفهمونه.. الاهتمامات المشتركة، والمشاورات حول أوضاع الأسرة والأبناء، حيث الشاي العدني والخمير والمطبقية وصحن الخبز والفول أبو جرة.

حكايات الكبار وإنصات الصغار

تلك الجلسات المفعمة برائحة الزمن الجميل الخاصة بكبار السن، تُشعر الشباب والصغار بجاذبية لسماع القصص والحكايات التي تسود في مختلف المقاهي حيث تجد العديد من المتوسطين في العمر يتخللون تلك الجلسات التي لا تخلو من العبر والحكم.

يقول الثلاثيني طه، استمع الى كبار السن في لقاءات العصرية على طاولة المقهى حيث يبدأون بالحديث عن الفرق في أيامهم السابقة وفي أيامنا الحالية ودائما ما يتحدثون بالقصص الواقعيه والأحداث الحاصلة في ماضي الوقت.

ورأى أنه من الجميل الاستماع ومنح كبار السن الفرصة بمنح ما لديهم من قصص وعبر وحكم في الحياة واستفادة الجيل الجديد من كل ذلك في الحياة، واصفاً ذلك بالكنز.

جلسات تاريخ عريق

كبار السن لا يرتادون المقاهي فقط، وإنما تجدهم مجتمعين على أبواب منازلهم في حواري وأزقة المدينة، يفترشون الدبب ودكك الشارع، وتفترش معهم نقاشاتهم السياسية والاجتماعية ومختلف جوانب الحياة.

حنين جُمن، تقول عن نقاشات كبار السن: ما يمل منها، ورغم الاختلافات برأي كل واحد فيهم إلا أنهم ما يقومون من الجلسة إلا بضحكات مُتتالية لا مُتناهية، تاركين كل الاختلافات ومُتذكرين عِشرة العمر ووِد السنين وجمال اللحظات التي عاشوها إلى الآن.

وأضافت: "شفت عقول توزن مش بس بلد. عقول توزن كل قلب متبَلِّد، توجهه للصواب وبدون غصب بس بتكتيكات وكلمات وبعض أمثال قديمة مليانة خبرة وحياة. جلسة ما فيها فرش ولا طاولات ولا أي نوع من أنواع الأثاث الذي تجذب الجيل ذا، بس فيها عِلم فيها حضارة فيها تاريخ عريق على قد عمر كل واحد جالس فيهم".

أما المعمارية مها ركزت على تفاصيلهم الصغيرة التي ما زالت موجودة فيهم، كالكرسي التي عمرها ما يقارب 60-65 سنة، النظارة القديمة التي غالباً ما تكون فيها سلسلة او تعليقة العصا التي مأخوذة بالتوارث من الجد إلى الولد. وقالت: عدن جميلة بطبيعة أهلها وناسها، ربنا يعم عليها الأمن والأمان ويحفظ أهلها.