معرض "الفن والضوء".. 70 مشاركًا أبهروا الحضور لرؤية الإبداع ونسيان الحرب

متفرقات - Monday 20 February 2023 الساعة 08:58 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

احتشد عشرات الزوار من المهتمين والمبدعين والسياسيين والفنانين وشخصيات عامة ورسمية من كل الأطياف ومن الجنسين بشكل لافت، عبَّر عن تطلع اليمنيين لمشهد مغايير غير الذي رسمت البندقية، احتشدوا في معرض "الفن والضوء" الذي احتوى 70 لوحة فنية متنوعة بين التشكيل وبعض الصور المعبرة والخطوط، وشهد حضورا مبهرا مساء السبت 18 فبراير، في "دار الأوبرا المصرية"، قاعة "صلاح طاهر" للفنون التشكيلية والذي يستمر حتى 23 فبراير 2023.

تميز المعرض عن سابقيه بتنظيم كبير وتنوع في اللوحات والصور والخطوط والأفكار التي عكست واقعا جماليا وحضورا منقطع النظير بتعاون واضح من الجهات المصرية.

في المعرض تم توزيع كتيب احتوى كلمة للفنان ردفان المحمدي الذي يبذل جهودا جبارة منذ سنوات من أجل إنجاح مثل هذه الفعاليات وإقامة العلاقات بين المبدعين اليمنيين وبينهم والمبدعين العرب.

كما ضم كل اللوحات المعروضة مع تعريف مختصر بصاحب اللوحة والجزء المهم من سيرته الذاتية وبعض أعماله وكذلك فكرة العمل المشارك به ومما يتكون.

حضور نوعي وافتتاح كبير

على غير العادة تدافع كثير ممن حرصوا على الحضور منذ وقت مبكر من مختلف الأعمار. شارك في افتتاح المعرض الدكتور أبو بكر المفلحي وزير الثقافة الأسبق، والأستاذ مروان دماج، إلى جانب الفنان القدير والموسيقار أحمد فتحي، والفنان المخضرم عبد الباسط عبسي وشخصيات مصرية.

وعدد من الإعلاميين والمصورين كانوا حاضرين للتغطية وعدد من الناشطين والصحفيين، إضافة إلى المشاركين عن كثب والجانب الرسمي عن السفارة الأستاذ بليغ المخلافي، المستشار الإعلامي، والشاعر نبيل سبيع عن المركز الثقافي. 

لوحات عكست تجربة جيلين

الفنان التشكيلي والباحث وأحد المشاركين محمد سبأ صرح لموقع "نيوزيمن"، لافتًا إلى أن المعرض جمع 70 فنانا وفنانة، وقدم تجربة خاصة للفنانين الشباب في اليمن، كما عكس الأساليب المتنوعة لهذا الجيل وصمودهم، من الذين سافروا بلوحاتهم إلى الخارج ليوصلوا رسالة للعالم أجمع أن اليمن بلد زاخر بالمبدعين المحبين للحياة والفن والسلام.

مشيرا إلى أن اللوحات تناولت موضوعات تنوعت بين التراث والحضارة والثقافة والبيئة اليمنية، وكانت هناك لوحات لفنانين كبار أمثال: الدكتورة آمنة النصيري ومحمد صوفان والراحل ياسين غالب.

أما ردفان المحمدي. الدينمو المحرك للفعالية، فقد أوضح أن هذا المعرض تميز بالتنوع في الأعمال، إذ جمع مجموعة من الفنانين في مجال الرسم والخط العربي والزخرفة وفن المنمنمات والتصوير الفوتوغرافي، فضلا عن إقامة معرض بعدد 76 فنانا وفنانة يمنية؛ يعد ظاهرة أولى في مصر  لليمنيين، ووجود فنانين كبار في كل المجالات المذكورة.

مشيرا إلى أن هؤلاء الفنانين يعدون من رواد الحركة التشكيلية من الجيل الأول والثاني. إضافة إلى طباعة (كتالوج) ضم أعمال الفنانين مع سيرتهم الذاتية باللغتين العربية والانجليزية، والمعرض من تنظيم "المنتدى العربي للفنون" بالتعاون مع المركز الثقافي اليمني بالقاهرة ورعاية من مؤسسة "لايت فور ميديا".

الحشود كانوا اللوحة الأبرز

يوسف المجيدي (فنان تشكيلي ومشارك) قال: المعرض جاء متنوع الخامات والتقنيات والمدارس الفنية، وهذا التنوع منحه صورة جميلة والأجمل الحشود من الزوار والمهتمين وعدد المشاركين من مختلف المحافظات، وهذا كان مبهجا. وهي رسالة سلام ومحبة وألفة تتجاوز كثيرا من المفاهيم والتباينات التي تحدث بشكل يومي في المشهد اليمني.

يوسف تمنى استمرار مثل هذه الفعاليات والدعم من قبل الجهات الرسمية واحتواء المواهب ومشاركة مختلف المبدعين من اليمن والمقيمين هنا، كما لفت إلى أن هناك قصورا كبيرا وواضحا من قبل الجهات الرسمية.

شاكرا القائمين على هذه الفعالية ومشيدا بالباعث الأول لهذه الروح المتواجدة الفنان ردفان المحمدي وجهوده التي يبذلها لإنجاح مثل هذه التظاهرات.

تجارب إنسانية ملهمة 

الكاتب حميد الرقيمي. قال. كان يوما ممتعا بهذا الكم من اللوحات. حدث عبَّر عن الصورة اليمنية مهما فعلت الحروب وهذا المشهد الجمالي يظل مقدما على كل المشاهد، وخاصة الحضور اللافت والاهتمام الكبير من قبل شخصيات كبيرة ومهتمة بالفن والأدب والأعمال الإبداعية عموما ومبدعين.

وأضاف. لمسنا في اللوحات تجارب إنسانية كبيرة وملهمة  تقدم اليمني بصورة جميلة، كما عبر عن سعادته بالمعرض، لأنه كشف له بعض المواهب الصاعدة، وهو تجربة وملتقى لكل اليمنيين. لافتا إلى أن ما شاهدناه من جموع غفيرة من المهتمين ومن البسطاء بحد ذاته أمر مهم للمجتمع اليمني في مصر.

حميد نوه إلى أهمية أن يكون هناك صالون أدبي وثقافي يجمع اليمنيين من قبل الجهات الرسمية ويشكل منطلقا لليمنيين وربط علاقات جديدة وتجديد العلاقات بالوطن العربي والإفريقي.

كما دعا لأن تجد اللوحات إقبالا من المهتمين  لمساعدة الفنانين في مقاومة الحياة كما يفعلون هم من خلال لوحاتهم. شاكرا القائمين على المعرض والمشاركين.