عدنيات رائدات.. "باعباد" صوت إذاعي صنع تاريخ الإذاعة

الجنوب - Friday 24 February 2023 الساعة 07:35 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

"العمل الإذاعي علمني الدقة والصرامة، وعدن لونت حياتي"، من أشهر مقولات أوائل الأصوات الإذاعية للهامة الإعلامية نور باعباد. 

ولدت نور محمد عثمان باعباد عام 1952 في مدينة عدن، وكانت من أشهر الأصوات الإذاعية والكوادر الإعلامية الرائدة في إذاعة عدن.

عاشت نور طفولتها في حارة حسين في منطقة كريتر بعدن، في بيت جدها عمر عبد الرحمن بلجون، البيت الذي يولي اهتماماً كبيراً بالثقافة فكان يذهب بهم جدهم أسبوعيا لأخذ الصحف والمجلات التي تصل إلى عدن بانتظام، بالإضافة إلى الصحف التي تصدر حينها محلياً، وكذا اشتراكهم بالمكتبة واستعارة كتبها.

قضت باعباد جزءاً من تعليمها للمرحلة الثانوية في ثانوية البنات الوحيدة قبل الاستقلال (ثانوية خور مكسر). وفي نهاية 1973 التحقت بالعمل في إذاعة عدن. وكان خالاها عبد الرحمن ومحمد، المذيعان الشهيران، سبباً في تعلقها بالعمل الإعلامي وارتباطها بالإذاعة والتلفزيون.  

رائدات عدنيات

تقول باعباد لـ"نيوزيمن" عن نساء عدن، إنهن شاركن بعدد من الوظائف كالإخراج التلفزيوني والإذاعي وفي مجال الهندسة الصوتية مثل أسمهان بيحاني، بالإضافة إلى عمل المذيعات والإلقاء باللغة الإنجليزية، إعداد وتنفيذ الكثير من البرامج، وكل ذلك يعتبر فخراً لعدن ونسائها.

ومن الرائدات من النساء التربوية صفية لقمان، وفورية غانم وعديلة بيومي، فوزية عمر، وفورية ونجاة عميران، ومن بعدهن جيل آخر مثل فوزية باسودان وعديلة ابراهيم ورعيل كبير آخر كأمل بلجون.

الإذاعة تواكب التطور

وأشارت إلى أن الإذاعة في عدن بشكل عام تطورت وواكبت التطور الإعلامي من أجهزة وتنافس على مختلف وسائل الإعلام حتى على مستوى السوشيال ميديا.

ولاحظت باعباد أن الإذاعة تغيرت من النمط التقليدي السابق إلى نمط متجدد ومتعدد الوصول، وأصبحت تقوم بدور دعائي وتوصيل المنتج ودعايات الإعلان إلى المستمع في منزله، على اعتبار المواطن يحتاج إلى وصول الخدمة بشكل أسرع عن طريق الجانب السماعي الصوتي، وبذلك تكون خرجت من النمطية الرسمية إلى عدة مجالات.

من الذاكرة

وعن الذاكرة الإذاعية تذكرت باعباد العديد من البرامج مثل "غائبون"، من إعدادهم والتمثيليات لبرامج الأطفال والعديد من الفعاليات التي عكست قضايا الطفولة.

أما عن قراءة نشرات الأخبار قالت نور إنها كانت قضية فيها من الهمة والاستعداد والاهتمام باللغة وجوانب تتعلق بالصوت الجهوري والرسمي، عكست ثقافة المذيع، وأعطت فرصة للمذيعين الانتقال إلى الإذاعات والقنوات العربية بعد أن وصلوا إلى مستوى مهاراتي عالٍ وكفاءة عالية باللغة وأمام الميكروفون.

وأضافت، يمكن للإذاعات أن تنجح إذا كان هناك تخطيط وبعد للنظر سواءً فيما تمتلكه الإذاعة من برامج واحتياجات تلبيها للمجتمع، ومهارات المذيع وطاقم الإذاعة ومواكبتهم للتطور.

إضافة إلى الجانب الموسيقي والأعمال الفنية والتمثيلية ممكن أن تحقق نوعاً من الاستدامة للإذاعة في الوقت الحاضر وستجذب المستمع كخدمات مختلفة تقدمها الإذاعة.

وأشادت بإذاعة صوت العرب والـBBC، التي قالت بأنهم استفادوا من المستوى الجيد والراقي بأخذ الخبرات والكفاءة من خلال متابعتهم، حتى أصبح هناك حضور قوي لإذاعة عدن ومؤسسيها وطاقمها.

ووجهت الشكر لكل الإذاعات وطواقمها وكل العاملين بالمجال الإعلامي، متمنية المزيد من العمل والعطاء لإمتاع المواطن والمجتمع، وإيصال مختلف الرسائل عبر الصوت، كونها مهمة إنسانية وإعلامية هامة جداً.

سيرة باعباد

كان أول عمل لها في الإذاعة الاشتراك في قراءة نصوص أحد البرامج الثقافية والشعرية، كان يحمل اسم «قيثارة الليل»، من تقديم خالها عبد الرحمن بلجون، وموسقة الفنان محمد عبده زيدي. 

بعد أن اكتسبت الدقة في الإلقاء والإعداد والصياغة الفنية والسياسية والتثقف بمستجدات الأحداث بكل أطيافها، أبحرت في تقديم برامج الأطفال والمرأة وقراءة نشرات الأخبار في الإذاعة والتلفزيون على حد سواء.

في 1974 شاركت في المؤتمر العام الأول لاتحاد نساء اليمن في سيئون-حضرموت، وانتخبت عضوا في مكتبه التنفيذي وسكرتيرة للثقافة والإعلام. أسست مجلة «الاتحاد» الشهرية، وساهمت في خلق نشاط ثقافي للمرأة في مختلف المحافظات الجنوبية حينها، سواء عبر الراديو والتلفزيون أو من خلال الصحافة المكتوبة. وبحكم مسؤوليتها في الاتحاد أسهمت في رفد البلد بكوادر نسائية مؤهلة تأهيلا أكاديميا، عبر ترشيح خريجات الثانوية العامة للدراسة في الاتحاد السوفييتي ضمن المنح الخاصة باللجنة بالنسوية. 

>> محطة عدن.. ثاني إذاعة في الوطن العربي وسيدة الأثير والقدرة الخطابية

في 1988، حصلت على البكالوريوس في جامعة عدن، تخصص أدب ولغة إنجليزية، وكان بحث تخرجها دراسة مقارنة في ما يسمى «المعادل الموضوعي في شعر السياب، والشاعر الإنجليزي ت. س إليوت».

وتأثرت بالقصيدة الشعرية الحديثة وشعراء المقاومة وبدأت في كتابة الشعر والقصة القصيرة.

كتبت قصصاً قصيرة للأطفال في إذاعتي صنعاء وعدن، وظلت لمدة 15 عاماً تكتب مقالاً أسبوعياً في صحيفة «الوحدة» عن قضايا المرأة والطفل والمجتمع والإعلام.