العليمي يبدي عدم تفاؤله بمشاورات عُمان وينتقد المحايدين ويتحدث عن مستقبل القضية الجنوبية

السياسية - Friday 24 February 2023 الساعة 04:19 pm
عدن، نيوزيمن:

أبدى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور، رشاد العليمي، عدم تفاؤله بنتائج المشاورات التي تحتضنها العاصمة العمانية مسقط لأجل إنهاء الحرب وحل الأزمة اليمنية، منتقداً في الوقت نفسه المحايدين الذين قال إنهم يقفون في المنطقة الرمادية بشأن الشرعية.

العليمي خلال حوار مع صحيفة الشرق الأوسط، قال بشأن الوساطة السعودية مع الحوثيين بمشاركة عمانية، "هذه ليست للمرة الأولى، فقد كانت هناك (تفاهمات ظهران الجنوب) وانقلب الحوثيون على تلك التفاهمات والنقاشات، حتى قبل أن أكون في مجلس القيادة الرئاسي باعتبار عملي السابق كنت مستشاراً للرئيس السابق (عبد ربه منصور هادي) نعرف أن هناك تواصلاً وقنوات اتصال"، لكنه في الوقت نفسه شجع هذه المشاورات وأكد أن المجلس والحكومة يتلقون إحاطات بشأن مسار الوساطات الجارية، مع التأكيد على أن "أي اتفاق أو خارطة طريق ستكون بين الحكومة الشرعية والانقلابيين".

كما أكد العليمي على أهمية تدخل تحالف دعم الشرعية في اليمن، لافتاً إلى أنه لولا هذا التدخل لكانت ميليشيا الحوثي الإرهابية يسيطرون على اليمن كاملاً، ولكانت إيران اليوم هي التي تسيطر على الممرات المائية في باب المندب وبحر العرب، بالإضافة إلى التهديدات المستمرة في مضيق هرمز.

وقال: إن منتقدي العلاقة بين الشرعية والتحالف العربي يتناسون هذا المنجز، مضيفاً إنه بفضل هذا التدخل على الأقل تمت المحافظة على جزء كبير من اليمن، كما تم الحفاظ على شرعية الدولة، وهي مصلحة وطنية.

واضاف إن التحالف منع تكرار نموذج الصومال الذي بقي نحو ثلاثين عاماً بلا هوية ومواطنوه بلا جوازات سفر ولا حكومة. 

وأستدرك، "على الأقل اليمنيون الآن لديهم سفارات في الخارج، وتمثيل دولي، واعتراف إقليمي ودولي. يسافر اليمني اليوم بجواز سفر يحمل اسم الجمهورية اليمنية".

وقال: "تخيل أن الحوثيين سيطروا على اليمن كاملاً، أنا متأكد أن المجتمع الدولي والإقليمي لن يعترف بحكومة الانقلابيين، وسيقاوم اليمنيون بلا هوادة، كما حدث في الصومال، وقد تستمر معاناة اليمنيين ربما أسوأ مما هي عليه الآن بمراحل، لولا التدخل من قبل التحالف".

وأعترف العليمي بوجود أخطاء من الحكومة والتحالف، لكنه أشار إلى أن هذه الأخطاء تحصل، لأن من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطى.

وأشار إلى أن جل مشاكل اليمن التي يعاني منها خلال أزمته، من مشاكل اقتصادية وحرب ونزاعات داخلية وفقر مدقع وحالة إنسانية غير مسبوقة في العالم، سببها واحد؛ عرقلة العملية السياسية.

وحول متى سينضج الحوثيون سياسياً، أجاب العليمي ممازحاً "قد ينضجون بعد سن الأربعين" -في إشارة إلى أن زعيم الميليشيات لم يبلغ سن الأربعين بعد-.. وأكمل قائلاً: "إذا توفر شرطان من الممكن أن نقول إن هناك بداية لنضج سياسي لدى الجماعة، الأول: أن يتخلوا عن فكرة الاصطفاء الإلهي لحكم البشر، لأن اليمنيين لن يقبلوا بذلك، فاليمنيون أنفسهم قاتلوا ألف سنة لهذا الغرض. وهناك انتقادات لهذه الفكرة حتى من المحسوبين على الميليشيات والشرط الآخر أن يتخلوا عن المشروع الإيراني الفارسي التوسعي في المنطقة. فالإيرانيون يريدون تفريغ الدين الإسلامي من محتواه الحقيقي لأهداف سياسية".

وأكد العليمي وجود تغيير الموقف الأوروبي من تدخل إيران في الشأن اليمني مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية التي جعلت المجتمع الغربي والدولي يشعر بالمخاطر التي سبق وأن حذرنا منها.

ولم يعتبر العليمي استمرار رحلات الطيران إلى مطار صنعاء وتدفق الوقود للحديدة برغم انتهاء الهدنة مكسباً سياسياً للحوثيين، بل مكسب للحكومة، وأوضح أنه لا يفكر هنا أصلاً في المكاسب بقدر ما كان منشغلاً بمصلحة الشعب اليمني. 

وتحدث العليمي عن أهمية القضية الجنوبية، وقال: "نؤمن تماماً بأنها قضية عادلة. والحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب. عندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض".

وأضاف إن معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي، مشيراً إلى وجود ضمانات إقليمية لحل القضية الجنوبية وفقاً لهذا الإعلان، وبالتالي عندما يقال هذا الكلام فهو يشكل ضماناً رئيسياً لحقوق جميع الأطراف.

وانتقد العليمي وقوف البعض في منطقة رمادية من مسألة الشرعية والحوثيين، تحت مبرر الظروف العائلية أو الممتلكات وغيرها.. وقال: "كاشفت أحدهم مرة: هل تستطيع العودة لبيتك في صنعاء الآن وتستمتع بالحرية وتجلس في باحة المنزل بشكل طبيعي في صنعاء؟ قال: لا، فأجبته، بالتأكيد لأن الوطن هو المختطف وليس المنازل، وعندما نستعيد الوطن سنستعيد المنازل، هذه كومة حجار ليس لها معنى أمام الحرية والمواطنة المتساوية، الحقوق، العدالة... هنا يكمن الفرق".