"الذهب الأحمر".. أكثر صادرات حضرموت الزراعية للخارج

إقتصاد - Thursday 23 March 2023 الساعة 10:36 am
سيئون، نيوزيمن، خاص:

بلغت صادرات وادي حضرموت من المواد الزراعية والحيوانية خلال العام الماضي 2022م أكثر من 74 ألف طن إلى أسواق دول الخليج وشرق آسيا.

واحتل المرتبة الأولى البصل الأحمر أو كما يطلق عليه المزارعون "الذهب الأحمر" الذي شهد انخفاضاً ملحوظاً في السوق المحلية وارتفع عالمياً لكثرة الطلب عليه.

وتصطف شاحنات تصدير البصل الحضرمي في معامل التعبئة بمدينة سيئون إلى دول الجوار، فهذا المنتج الزراعي واحدٌ من المحاصيل ذات القيمة العالية الغني بالفوائد إلى جانب العسل اليمني والليمون والسمسم، كعلامة تجارية يجني خلالها الفلاحون مبالغ ضخمة، بحسب تقرير صادر عن غرفة تجارة وصناعة وادي حضرموت.

>> "الذهب الأحمر".. ازدهار زراعة البصل في الساحل الغربي بعد الخلاص من فخاخ الموت الحوثية

حسن باطاهر المدير العام لغرفة تجارة وصناعة وادي حضرموت، قال لـ"نيوزيمن"، إن معظم صادرات وادي حضرموت تعتبر من المنتجات الزراعية، كون قطاع الانتاج الصناعي يعتبر من القطاعات الناشئة.

وأضاف: بدأ عدد من المصانع الآن في إنتاج بعض المنتجات لتسويقها محلياً، وتطمح في المستقبل القريب إلى أن يتم تصديرها للأسواق الدولية والخارجية، كون المنتجات الزراعية تمثل أحد الروافد الهامة التي تعزز القطاع الاقتصادي في اليمن، كونها تساعد في توريد العملة الصعبة إلى الخزينة وتعزز الوضع الاقتصادي بشكل عام، وإلى جانب ذلك تكافح البطالة عبر ما توفره من فرص عمل لأبناء البلد.

واردف باطاهر: احتل البصل الاحمر قائمة الصادرات الزراعية خلال العام 2022 بنحو 64 ألف طن، في حين بلغت صادرات العسل الفين و350 طنا، والليمون الحامض 635 طنا، إضافة إلى صادرات جلود الاغنام وجلود الابقار والابل بلغت 542 طنا، وبذور البصل 640 طنا، والحنا الذي بلغ تقريبا 500 طن وكلها تعتبر المنتجات الاستراتيجية التي يتم تصديرها بكميات اساسية وبشكل سنوي.

وأوضح المسؤول في الغرفة التجارية والصناعية بوادي حضرموت، أن هناك منتجات محلية تصدر بكميات قليلة مثل التنور الحضرمي (التنور الطيني) والمعاوز التي تصدر لبعض دول الخليج ودول شرق آسيا وسنغافورة.

وأشار إلى أن العام 2022م بدأ التصدير لدول جديدة مثل تركيا واستراليا، هذه دول لم تكن تصدر لها الكثير من المنتجات من قبل إلا انه خلال العام المنصرم بدأ التصدير لها وبقوة.

إقبال على المحاصيل الموسمية

وبما أن وادي حضرموت يعتبر وادياً زراعياً فإن الاحصائيات الزراعية تشير الى أن الكثير من المزارعين أقبلوا على زراعة المحاصيل الموسمية لزيادة الارباح فيها خصوصا التي تصدر لخارج الوطن، ويستفاد منها في إنشاء منتجات معلبة، وهو ما جعل من المزارع يقبل على الزراعة والإنتاج بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة.

كما أن تنامي النشاط الزراعي في وادي حضرموت جاء مع تزايد عمل المنظمات الدولية والمحلية التي تقوم بدعم المزارعين وتوفير طاقة بديلة عن الديزل -الألواح الشمسية- إضافة إلى الأقساط البيضاء التي تعطى للمزارعين، حسبما أفاد رجل الأعمال الزراعي صالح بازقامة لـ"نيوزيمن". 

وقال، إن المزارعين أقبلوا على زراعة البصل كونه محصولا نقديا يبيعه المزارع ويحصد مقابله مبالغ مالية لإقامة مشاريع بها، لافتاً إلى أن الأعوام السابقة كان الإنتاج الزراعي المحلي قليلا بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وكثرة انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الأسمدة الزراعية، لكن الآن أصبحت متوفرة وبسعر مناسب علاوة على وجود المحروقات بمحطات الوقود. 

من ناحيته، أشار المزارع رجب بافريج أن الزراعة في وادي حضرموت تعتبر شريان حياة للمواطنين فيها ولن تنقرض مع مرور الزمن، معللاً ذلك بتوقف الكثير عن العمل في أعمالهم بسبب الوضع السياسي الحالي والاتجار بالمجال الزراعي بحكم ربحه الاكثر والمدة الزمنية المحدودة وكذا توظيف عمالة كبيرة وتشغيل أياديهم بالأجر اليومي.

ارتفاع الطلب على المحاصيل الزراعية المحلية عامل كبير لعودة الزراعة ونموها في وادي حضرموت، فالمزارع يبتهج بكثرة الطلب على المحاصيل خارجياً والمستهلك محلياً يقبل على شرائها بثمن مرخص حتى تستمر عجلة الاقتصاد ويربح الجميع.