«الكراش» وجبة رئيسية في موائد الإفطار في حضرموت

الجنوب - Wednesday 12 April 2023 الساعة 02:55 pm
المكلا، نيوزيمن، خاص:

كثيرة هي الأكلات الشعبية الرمضانية التي تمتاز بها المحافظات والمدن اليمنية، فخلال الشهر الفضيل يتم تقديم هذه الأطعمة في موائد الإفطار بشكل خاص، وبعضها مرتبط بعادات وتقاليد متوارثة على مدى عقود من الزمن.

وتشتهر مدينة المكلا ومديريات ساحل حضرموت، بالعديد من الوجبات الرمضانية، البعض منها مشابه لما يتم تقديمه في باقي المحافظات اليمنية الأخرى، إلا أن هناك وجبة رئيسية تشتهر بها حضرموت وتميزها عن باقي المدن، وتعد بمثابة ماركة مسجلة باسم المحافظة وأبنائها.

أكلة "الكراش"، تعد إحدى أهم الوجبات التي تزين موائد الأسر الحضرمية في ساحل حضرموت بل تعتبر وجبه رئيسية عند الكثيرين في شهر رمضان، وهو ما شجع الكثير من الشبان العاطلين عن العمل للخروج منذ اليوم الأول للشهر الفضيل والعمل في بيع هذه الوجبة الشعبية المشهورة.

مكونات الوجبة 

يقول محمد حسن، أحد العاملين في بيع هذه الوجبة بالمكلا لـ"نيوزيمن": وجبة "الكراش" من أهم الوجبات التي تتميز بها المدينة وباقي مديريات ساحل حضرموت بشكل خاص. يباع "الكراش" على مدار السنة، ولكن في شهر رمضان يكون الإقبال عليها بشكل كبير جداً، كونها طبقا رئيسا يقدم مع باقي صنوف المأكولات الرمضانية.

وجاءت تسمية وجبة الكراش من كلمة (الكرش) ويقصد بها (الأحشاء الداخلية)، وهي عبارة عن أجزاء داخلية من بطون عدد من الأسماك على رأسها الثمد. ويقوم الطاهي بأخذ أحشاء الأسماك من الكبد والبيض وكرشها وأجزاء أخرى من أحشائها ويضاف إليها أجزاء من الأخطبوط أو كما يطلق عليها محلياً "العزيز" أجزاء من الأسماك البياض. حيث يتم تصفية المكونات المستخرجة من بطون الأسماك بالماء الساخن وغليها وطباختها قبل أن تقدم للزبون بعد رشها بالتوابل والفلفل الحار فتصبح ذات مذاقٍ لذيذٍ ورائع.

وبحسب محمد حسن، بائع الكراش: الوجبة لها فوائد صحية كثيرة، وتساعد على تقوية الجسم وتقوي مناعته وأيضا تقوي النظر والمفاصل، ويقبل عليها الكثير من أبناء حضرموت وخارجها.

وجبة رمضانية

في الأيام العادية تكون هناك أماكن معدودة فقط يباع فيها "الكراش"، سواءً في المكلا أو باقي مديريات ساحل حضرموت، ولكن مع دخول رمضان ينتشر بائعو هذه الوجبة في الكثير من الشوارع والأسواق، خصوصا سوق السمك والخضار، والشارع الثاني في سوق الشرج، وأيضا في سوق المكلا الشعبي ومناطق أخرى.

ويتخذ الكثير من الأشخاص هذه الوجبة مهنة أساسية لهم في رمضان، حيث يتزايد أعداد البائعين الذين يتقنون طباخة هذه الأكلة بهدف تحسين معيشتهم، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام فرص العمل.

ويقول أبو عمر باخميس: نحرص منذ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك على شراء وجبة الكراش وأخذها إلى المنزل كوجبة رئيسية في هذا الشهر الفضيل. أتوجه مع أطفالي في أوقات العصر صوب البائعين المتواجدين سواءً في سوق الشرج أو في سوق الخضار والأسماك لشراء هذه الأكلة البحرية المفيدة والغنية،  مضيفا: "أصبحت هذه إحدى عاداتنا أن نقوم بشراء "الكراش" في شهر رمضان بشكل خاص، ولكن مع الأوضاع الحالية ارتفعت أسعار بيعها وأصبحت تباع من 500 ريال وما فوق.