نهب الإيرادات والسطو على الأصول.. الحوثي يستبيح شركة "كمران" ومصنع "عمران"

تقارير - Sunday 11 June 2023 الساعة 08:07 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

منذ الوهلة الأولى لاجتياحهم صنعاء في العام 2014، سعت ميليشيا الحوثي، ذراع إيران، إلى فرض سيطرتها على أهم المؤسسات الحكومية والوطنية والمساهمة التي تدر لخزينة الدولة مئات الملايين شهرياً.

شركة "كمران" للصناعة والاستثمار، ومصنع إسمنت عمران، من أهم المنشآت الإيرادية التي سعت الميليشيات الحوثية إلى استهدافهما والسيطرة على قرار إدارتهما من خلال تعيين قيادات موالية لهم وتوجيه إيراداتهما لخدمة المشروع الانقلابي.

وشركة "كمران" هي قطاع مختلط، تصل فيها مساهمة الحكومة بنسبة 27.81% وتمتلك شركة التبغ البريطانية (BAT) 25% ويمتلك البنك اليمني للإنشاء والتعمير 13.66% ويعود 33% إلى مستثمرين. في حين أن مصنع عمران للإسمنت يتبع المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الإسمنت.

وعلى مدى السنوات الماضية، ظلت إيرادات شركة كمران للصناعة والاستثمار ومصنع عمران، تحت قبضة السلطة الحوثية المباشرة وغير المباشرة، واستغلت المليارات التي تجنيها الميليشيات من تلك المؤسستين الرائدتين لصالح دعم العمل الحربي ورفد الجبهات وإثراء قيادات الصف الأول من الميليشيات الحوثية.

بحسب الإحصاءات والأرقام المثبتة، حققت شركة كمران للصناعة والاستثمار أرباحا كبيرة وصلت للعام 2014 بنحو 6 مليارات ريال، في حين كشفت التقارير المالية للشركة أن ضرائبها وفواتير رسومها الجمركية للعام 2015 بلغت 23,9 مليار ريـال.

من جهتها كشفت التقارير أن إيرادات مصنع إسمنت عمران تصل سنويا إلى نحو 30 مليار ريال يمني، وجزء كبير من هذه المبالغ يتم تقاسمها من قبل قيادات حوثية عليا وتحت مسميات عديدة.

الإمعان في النهب 

ولم تكتف الميليشيات بعملية نهب الأرباح والإيرادات من المؤسستين، فإرهاب الحوثي توغل بشكل أكبر من خلال الشروع في عمليات نهب أخرى لممتلكات الشركة والمصنع ومصادرة أصولها خصوصا الأراضي. واختطاف أية موظفين يرفضون توجيهاتهم ويعرقلون خططهم ومشاريعهم في الاستيلاء على تلك الممتلكات.

مصادر محلية في صنعاء كشفت فسادا ماليا وإداريا في أروقة شركة كمران عقب إخضاع رئيس مجلس إدارة الشركة عبد الحافظ السمة لقرارات قيادات حوثية بعدم توريد كامل الإيرادات إلى خزينة الدولة وإخفاء جزء منها في حسابات خاصة.

وأشارت المصادر: أن شركة كمران للاستثمار كانت قبل الحرب تورد مليارات إلى خزينة الدولة، وما زال الحوثيون يحصدون هذه الضرائب إلى جيوبهم الخاصة.

وقبل أيام شرعت الميليشيات الحوثية بعملية نهب نحو 7 آلاف لبنة مملوكة لمصنع إسمنت عمران لصالح جمعية تسمى "نبراس الخيرية" التي بدأت عملية الإنشاء في هذه الأرض. وجاء الصرف بتوجيهات من القيادي الحوثي أحمد حامد المعين في منصب مدير مكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء.

وقالت المصادر: إن قوة عسكرية تابعة للحوثيين تقوم بحماية أعمال الإنشاءات داخل المساحة التابعة للمصنع، بذريعة إقامة مشاريع خيرية. مشيرة إلى أن تسليم الأرض لصالح جمعية النبراس ما هو إلا تمويه لعميلة نهب واسعة لممتلكات المصنع.

الاعتقال والتهديد

كشف فضحية نهب أرضية مصنع عمران، دفع الميليشيات الحوثية إلى شن حملة اعتقالات بحق عمال وموظفي المصنع الذين قاموا بتسريب الوثيقة التي حملت توجيهات القيادات الحوثية، وكذا اختطاف الموظفين الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية المنددة بعملية النهب والتي أقيمت أمام بوابة المصنع قبل أيام.

وبحسب مصادر في المصنع فإنه تم اختطاف نحو 25 موظفا، خصوصا ممن شاركوا في الاحتجاجات المنددة بنهب الحوثيين للأرض. مشيرة إلى أن المختطفين تم نقلهم إلى سجن الأمن الوقائي والقومي وتم إخضاعهم للتحقيق بعد تلفيق لهم تهما كيدية.

وأشارت المصادر أن العمال المحتجين خرجوا للتعبير عن رفضهم لعملية نهب أراضي المصنع، كونها تهدد بوقف العمل فيه. موضحين أن ما تم نهبه يعد ملكية خاصة للمصنع سوف يستفيد منها مستقبلا. ولا يجوز التصرف بها بأي شكل من الأشكال.

وفي شركة "كمران" أقصت الميليشيات عبر قرارات تعيين الكثير من الكوادر المؤهلة من مناصبها في مختلف إدارات الشركة. وقامت بتعيين عدد من الموالين لها ضمن خطة حوثنة المؤسسات والمرافق الحكومية والإيرادية. 

ثراء فاحش

برزت الكثير من القيادات الحوثية التي تستحوذ على نسب كبيرة من إيرادات شركة كمران للصناعة والاستثمار ومصنع إسمنت عمران، وباتت تلك القيادات تعيش في ثراء فاحش جراء ما تنهبه من الأموال العامة وإيرادات الدولة المخصصة لصرف المرتبات وتحسين الخدمات للمواطنين.

وعلى رأس تلك القيادات الحوثية، أبو علي الحاكم، رئيس ما يسمى هيئة الاستخبارات التابعة للحوثيين، الذي أصدر توجيهات بتعيين الكثير من القيادات الموالية له داخل شركة كمران للتبغ والسجائر، وكذا القيادي أحمد حامد المعين في منصب مدير رئاسة الجمهورية، الذي يتحصل على نسب من إيرادات مصنع إسمنت عمران. ناهيك عن قيادات حوثية بارزة تتحصل على نسبة كبيرة من أموال الشركة والمصنع ويتم تسخيرها لمصالحهم الخاصة.

وأشارت المصادر إلى أن أرض مصنع إسمنت عمران التي تم السطو عليها تم تسليمها لجمعية نبراس الخير التي يمتلكها شقيق رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، في أكبر عملية استيلاء لمساحات تابعة للدولة.

ووفقاً للمصادر فإن شقيق المشاط شرع فعلياً في إجراء أعمال إنشائية لإقامة مبان تابعة للجمعية لخدمة الحوثيين دون المراعاة بالأضرار التي ستلحقها أعمال البناء بالمصنع ونشاطه الاقتصادي.

وأضافت المصادر إن القيادي الحوثي المعين في منصب نائب مدير مصنع إسمنت عمران المدعو محمد محسن الصريمي، يشرف على استنزاف خزينة المصنع من خلال إصدار الكثير من التوجيهات بصرف مبالغ مالية ضخمة لصالح قيادات حوثية ودعم الفعاليات والمناسبات الطائفية التي تقيمها الميليشيات.

وأكدت المصادر أن القيادي الصريمي متهم بالسطو على ملياري ريال يمني من أرباح المصنع تحت غطاء "مساعدات ودعم الفعاليات والمناسبات".