لتدخل محتمل في النيجر.. "إيكواس" تحشد 25 ألف عسكري

العالم - Tuesday 08 August 2023 الساعة 06:56 pm
نيوزيمن، وكالات:

اتفق رؤساء أركان المجموعة الاقتصادية لدول غربي إفريقيا "إيكواس"، الثلاثاء، على حشد قوة من 25 ألف عسكري للتدخل المحتمل في النيجر، بحسب ما أفادت وسائل إعلام فرنسية نقلاً عن مسؤولين نيجيريين. 

وبحسب الإعلام الفرنسي فإنّ "نيجيريا يمكن أن توفر أكثر من نصف القوة التي تنوي التدخل في النيجر بمشاركة من السنغال وبنين وساحل العاج". 

وقال مسؤول في الرئاسة النيجيرية لإذاعة "آر إف آي" الفرنسية: إنّ "نيجيريا مصرّة على أن تكون قائدة للعملية، وستوفر أكثر من نصف القوات التي تنوي التدخل في النيجر إذا لزم الأمر".

يأتي ذلك بعد أسبوعين على  قيام عسكريين بعزل الرئيس محمد بازوم، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد وغداة انتهاء المهلة التي حدّدتها منظمة "إيكواس" للمجلس العسكري النيجري، والتي طالبته فيها بـ"تسليم السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوة".

وتزامناً مع إعلان الحشد الإفريقي لتدخل عسكري محتمل في النيجر، أعلن قادة المجلس العسكري فيها تعيين علي محمان لامين زاين، وهو اقتصادي ووزير سابق للمالية، رئيساً للوزراء في البلاد بعد عزل بازوم.

وجاء في البيان الذي أذيع على التلفزيون الرسمي للنيجر: "يُعيَّن السيد لامين زايني علي محمان، بموجب قرار رئيس المجلس الوطني للحماية الوطنية ورئيس الدولة، رئيساً للوزراء".

ويشغل لامين زايني حالياً منصب ممثل بنك التنمية الإفريقي في العاصمة التشادية نجامينا، وسبق أن شغل المنصب نفسه في ساحل العاج والغابون.

ومن المقرر أن تعقد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، الخميس القادم، قمة في العاصمة النيجيرية أبوجا لمناقشة الوضع في النيجر.

خطة عسكرية

وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قد وضعت خطةً لـ"تدخل عسكري محتمل" في النيجر، في حال عدم تنحي قادة المجلس العسكري الانتقالي.

وأكّد مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غربي إفريقيا "إيكواس"، عبد الفتاح موسى، أنّ الخطة الموضوعة تشمل "كيفية نشر القوات وموعدها". 

وقد جاءت تصريحاته عقب اجتماعٍ إقليمي في العاصمة النيجيرية أبوجا.

وأوضح موسى في تصريحاته أنّ التكتل لن يكشف "متى ستكون الضربات وأين"، مُشيراً إلى أنّ ذلك "قرارٌ سيتخذه رؤساء الدول في المنظمة".

أمّا السنغال، فأعلنت، على لسان وزيرة خارجيتها أيساتا تال سال، أنّها ستشارك في التدخل العسكري في النيجر إذا قرّرت منظمة "إيكواس" القيام به.

النيجر حذّرت من أي تدخل 

وقبل إعلان "إيكواس" أنّها قد تتدخّل عسكرياً، حذّر قادة الانقلاب العسكري في النيجر من أي تدخّلٍ ضدّ بلادهم، مؤكدين أنّ قمة المجموعة التي عُقدت في نيجيريا تهدف إلى "التصديق على خطة عدوان ضد النيجر من خلال القيام بتدخل عسكري وشيك في العاصمة نيامي، بالتعاون مع دول إفريقية ليست أعضاء في المنظمة وبعض الدول الغربية".

وقال القادة العسكريون: إنّ "أي تدخلٍ عسكري في نيامي سيجعلنا مضطرين إلى الدفاع عن أنفسنا حتى آخر رمق".

 وتابعوا: "نريد أن نذكّر مرةً أخرى المجموعة الاقتصادية لدول غربي إفريقيا أو أي مغامر آخر بعزمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا".

واتهم قادة المجلس العسكري فرنسا (القوة الاستعمارية السابقة للبلاد)، بالوقوف وراء محاولة التدخل عسكرياً من أجل إعادة الرئيس بازوم المعزول والموالي لها إلى السلطة، معلنين إلغاءه عدداً من اتفاقيات التعاون العسكري مع باريس، إضافةً إلى إنهاء مهمات سفراء البلاد لدى كلٍ من: فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوغو.

من جهتها، أكدت مالي وبوركينا فاسو أنّ أيّ تدخلٍ في النيجر سيكون بمنزلة إعلان حربٍ عليهما، وتمّ الإعلان عن توجّه وفدٍ مشترك من البلدين إلى النيجر، تعبيراً عن التضامن معها.

وفي تشاد، قال مصدر مقرّب إلى دوائر صنع القرار في أنجمينا إنّ بلاده "لن تشارك في أي عملياتٍ عسكرية في النيجر"، مؤكداً أنّ "الشعوب الإفريقية في جميع دول المنطقة ترفض أي تدخل عسكري في النيجر".

وقبيل انتهاء مهلة "إيكواس"، أعلن قادة المجلس العسكري إغلاق المجال الجوي للنيجر. 

وجاء في بيان للمجلس: "في مواجهة التهديد بالتدخل الذي بدأت تتّضح معالمه انطلاقاً من استعدادات البلدان المجاورة، أُغلق المجال الجوي للنيجر أمام جميع الطائرات بدءاً من الأحد وحتى إشعارٍ آخر".

أحدث هذا القرار توتراً في تنظيم الرحلات الجوية منذ يوم الاثنين، وخصوصاً التي تسيّرها الشركات الأوروبية إلى بعض الوجهات الإفريقية، بحيث اضطرت طائرات تقوم برحلاتٍ من ليبرفيل ودوالا وكينشاسا وكوتونو إلى باريس إلى العودة إلى نقطة إقلاعها من أجل التزود بكمياتٍ أكبر من الوقود تمكّنها من الطيران مسافة أطول من أجل الالتفاف على أجواء النيجر، وفق ما أوضحت شركة "إير فرانس" الفرنسية.

في غضون ذلك، تجمّع الآلاف من أنصار المجلس العسكري في العاصمة نيامي، مرحّبين بقرار عدم الإذعان للضغوط الخارجية أو التراجع عن خطوة المجلس العسكري.

وتعهّد المشاركون في اعتصام نُظّم قرب قاعدة جوية في نيامي، بالمقاومة إذا لزم الأمر، لدعم الإدارة العسكرية الجديدة من دون اللجوء إلى العنف.