مستشفياتها خارج الخدمة.. حرب إسرائيل في غزة تفاقم كارثتها الإنسانية

العالم - Tuesday 14 November 2023 الساعة 07:57 am
نيوزيمن، وكالات:

دخلت الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة يومها الـ38، الاثنين، فيما لا تظهر أي بادرة أمل في وقف وشيك للنار، بينما تزداد معاناة سكان القطاع، وتتضاعف أعداد الضحايا ما بين وفاة وإصابة ونزوح ونقص لكل مقومات الحياة، جراء تواصل عمليات القصف على الأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات في غزة ما فاقم حدة الكارثة الإنسانية.

وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 11 ألفا و180 فلسطينيا قتلوا في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 اكتوبر وحتى مساء امس الاحد، بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة، فضلا عن إصابة 28 ألفا و200 شخص.

وبالتوازي مع ذلك أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة الاثنين، أن كل المستشفيات في شمال القطاع أصبحت خارج الخدمة، مع احتدام القتال العنيف بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حركة حماس.

وقال وكيل وزارة الصحة قي القطاع يوسف أبو الريش لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «كل مستشفيات محافظة غزة خارج الخدمة».

وأشار أبو الريش إلى «وفاة 6 أطفال خدج، و9 في قسم العناية المكثفة»؛ بسبب انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء؛ أكبر المؤسسات الاستشفائية في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار وقصف إسرائيلي متواصلين.

إلى ذلك أفادت «شبكة القدس الإخبارية»، الاثنين، بأن 40 فلسطينيا قُتلوا، وسقط عشرات المصابين في غارات إسرائيلية، استهدفت شرق مدينة خان يونس، خلال الساعات الـ24 المنقضية.

وفيما تستمر الاشتباكات وحرب الشوارع بمناطق مختلقة من القطاع، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بمقتل ضابط وجندي من الجيش في معارك شمال قطاع غزة  الاثنين، ما يرفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 44 منذ بدء العملية البرية في غزة، بحسب الإعلام العبري.

واضطر عشرات آلاف من الفلسطينيين للفرار من القصف الإسرائيلي المكثّف على شمال القطاع، عبر الطريق المؤدية إلى جنوبه، عبر رحلات قاسية سيراً على الأقدام، حيث يتكدّس النازحون في الجنوب وسط غياب كل مقومات الحياة.

واللجنة الدولية للصليب الأحمر، دعت من جانبها إلى تدخل عاجل لحماية المدنيين المحاصرين وسط القتال في قطاع غزة "سواء كانوا يحاولون الإخلاء أو البقاء في أماكنهم".

وقال مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة وليام شومبرغ: إن ما يحدث في القطاع "مأساة إنسانية لا تحتمل"، لافتا إلى أن الطواقم التابعة للجنة "تفتقر إلى الضمانات الأمنية الأساسية اللازمة للتحرك في شمال القطاع".

وأضاف "تشعر اللجنة الدولية بقلق بالغ إزاء الظروف المحفوفة بالمخاطر وغير الآمنة التي يجري في ظلها إجلاء المدنيين". 

وتابع شومبرغ أن 100 ألف نازح يفتقرون إلى الضروريات مثل المأوى والغذاء والمياه ومستلزمات النظافة، محذرا من أن الأوضاع تقترب بسرعة من "شفا كارثة إنسانية".

وقال: إن المنطقة الجنوبية في غزة تفتقر إلى التجهيزات اللازمة لتلبية احتياجات العدد الهائل من الأشخاص الذين يصلون إليها وكمية المساعدات الإنسانية الواردة "غير كافية على الإطلاق".

بدوره أعرب مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن "قلق بالغ إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة".

 وقال بوريل في بيان مساء الأحد، إن الاتحاد يدعو إلى هدن فورية وإنشاء ممرات إنسانية تتضمن طريقا بحريا لإدخال المساعدات لقطاع غزة.

وشدد بوريل أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن الأعمال العدائية في غزة تؤثر بشدة على المستشفيات وتتسبب في خسائر فادحة بصفوف المدنيين والطواقم الطبية، لافتا إلى أن القانون الدولي الإنساني ينص على وجوب حماية المستشفيات والإمدادات الطبية والمدنيين داخلها.

وعلى صعيد متصل اتهم المدير المستقيل لمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في نيويورك، كريج مخيبر، إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، معتبراً أن الولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم دول أوروبا "متواطئون" في الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر في القطاع.

وكان مخيبر قد ترك منصبه مؤخراً، متهماً المنظمة الدولية "بخذلان سكان غزة، وعدم مواجهة الإبادة الجماعية والفصل العنصري" الجاريين هناك بقوة، وذلك على الرغم من "وفرة أدلة" تدعم هذه الاتهامات.

وانتقد مخيبر، في مقابلة، مع برنامج "Frankly Speaking" الذي تنتجه "Arab News"، ما وصفه بـ"التردد من جانب الأمم المتحدة في الحديث بشكل رسمي عن الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين، رغم  حقيقة أن كل المنظمات الدولية الكبرى لحقوق الإنسان أقرت أن جريمة الفصل العنصري تبدو واضحة هناك، أو الحديث عن مسألة الإبادة الجماعية، على النحو المحدد في اتفاقية الأمم المتحدة".