43 منظمة حقوقية تطالب بإدراج "العدالة لأطفال اليمن" في محادثات السلام

تقارير - Tuesday 21 November 2023 الساعة 07:41 am
عدن، نيوزيمن:

خلفت الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن منذ 9 سنوات معاناة كثيرة لشريحة الأطفال، في ظل تصاعد الجرائم والانتهاكات التي يتعرضون لها كل عام خلال سنوات الحرب.

وأكدت تقارير حقوقية صادرة عن منظمتي رصد لحقوق الإنسان والتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان توثيق أكثر من 250 حالة انتهاك جسيمة لحقوق الإنسان تم ممارستها ضد أطفال اليمن خلال الفترة من يناير وحتى سبتمبر 2023.

وبحسب التقارير شملت الانتهاكات تجنيد الأطفال (85 حالة) والقتل والتشويه (75 حالة) والهجمات على المدارس والمستشفيات (45 حالة) والخطف (24 حالة) والعنف الجنسي (14 حالة) ومنع وصول المساعدات الإنسانية (7 حالات). وشمل الضحايا نازحين داخليًا ومهمشين (مجموعة عرقية مهمشة في اليمن). وكانت الغالبية العظمى من الضحايا (79٪) من الفتيان. حيث ارتكبت ميليشيات الحوثي معظم هذه الانتهاكات بنسبة (84٪).

ووثق تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لعام 2022 بشأن الأطفال والصراعات المسلحة 1,596 انتهاكًا جسيمًا ضد الأطفال في اليمن، بما في ذلك تجنيد الأطفال وقتلهم وتشويههم، والعنف الجنسي، والخطف، والهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية.

وفي بيان مشترك تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للطفل الذي يصادف 20 نوفمبر، دعت 43 منظمة حقوقية محلية ودولية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، أطراف الصراع في اليمن والمجتمع الدولي إلى العمل على تحقيق العدالة للأطفال اليمنيين وتمكينهم من العيش حياة كريمة، وذلك وفقًا لأحكام اتفاقية حقوق الطفل التي انضمت إليها اليمن. موضحا أن الصراع المستمر تسبب في احتياج 11 مليون طفل إلى مساعدات إنسانية طارئة وعاجلة.

وأضاف البيان إن الجناة ومرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان استمروا في جرائمهم ضد الأطفال في اليمن خلال العام 2023، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا وتهميشًا، بما في ذلك الهجمات الأرضية العشوائية، والهجمات بطائرات بدون طيار، والقنص، واستخدام الألغام الأرضية، والعنف الجنسي، وتجنيد واستخدام الأطفال كجنود، وحرمانهم من المساعدات الإنسانية. إن هذه الانتهاكات تعتبر من بين تلك التي صنفتها الأمم المتحدة بأنها "الانتهاكات الستة الجسيمة ضد الأطفال".

وأكدت المنظمات في البيان المشترك، أن مستقبل أطفال اليمن مسروق نتيجة الهجمات على البنية التحتية والتعليم، حيث يواجه أطفال اليمن تهديدًا خطيرًا على مستقبلهم بسبب الهجمات المستمرة على البنية التحتية التعليمية، حيث لا يتمكن أكثر من مليوني طفل يمني من الذهاب إلى المدارس، وتم تدمير أو إعادة استخدام حوالي 3000 مدرسة لأغراض عسكرية. إذ أفاد الصليب الأحمر بأن خُمس المدارس مغلقة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم الحوثيون المدارس والمساجد والمعسكرات الصيفية لتجنيد الأطفال للانضمام إلى صفوفهم.

وأشار البيان إلى أنه وعلى الرغم من توقيع الأمم المتحدة على خطط عمل مع الميليشيات الحوثية والحكومة اليمنية لإنهاء تجنيد الأطفال واستخدامهم في قواتهم المسلحة، إلا أن الحوثيين يواصلون تجنيد الأطفال، وفقًا لبحث أجرته منظمات المجتمع المدني اليمنية. موضحا أن استمرار انتهاكات حقوق الأطفال في اليمن يأتي في ظل عدم وجود آلية محاسبة دولية يمكنها من ردع مرتكبي الانتهاكات. 

وشددت المنظمات على أن إي اتفاق سلام قادم يجب أن يكون شاملاً وأن يتضمن العدالة الانتقالية والمحاسبة كإحدى الركائز الأساسية. موضحة أنه يجب وقف جميع الانتهاكات ضد الأطفال على الفور.