استجداء حوثي لبرنامج الأغذية العالمي بعد 3 أيام من طرد موظف أممي من صنعاء

تقارير - Monday 27 November 2023 الساعة 09:15 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

في رسالة وجهها، الأحد، عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى التابع للمليشيا الحوثية، محمد علي الحوثي إلى مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، ظهر الوجه المتذلل الذي تخفيه هذه المليشيا خلف العنتريات والبطولات الوهمية.

مناسبة الرسالة كان قرار وقف المساعدات الإنسانية على اليمن بسبب نقص التمويل، لكن القيادي الحوثي لم يتورع عن إبداء سلوك التسول الفاضح باسم الشعب اليمني واستجداء المنظمة الأممية للتراجع عن قرارها، مستخدما أرقاماً إحصائية خاصة بالأمم المتحدة لعدد اليمنيين الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي.

كما حمل توقيت الرسالة دليلاً على عدم اكتراث هذه الجماعة وقيادييها بعواقب سلوكهم المليشاوي الذي استهدف قبل 3 أيام نائب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الذي قامت سلطات المليشيا بطرده من صنعاء دون إبداء توضيحات رسمية مقبولة.

ولم يتورع الحوثي عن اعتبار قرار وقف المساعدات الإنسانية "تهديدا خطيرا للأمن الغذائي والإنساني للشعب اليمني"، و"جريمة حرب ضد الإنسانية"، بينما يتشدق زعيم الجماعة بتوجهها إلى الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وهو ما يوضح الفجوة السحيقة بين التصريحات المليئة بالأوهام والواقع المليء بالفقر والموت والجبايات الجائرة ضد المزارعين والتجار بمختلف أنواع وأحجام تجارتهم.

ومضى القيادي الحوثي في رسالته يقدم مقترحات لبرنامج الغذاء العالمي لتجنب وقف المساعدات ومنها "مطالبة الدول المانحة بزيادة التمويل" و"تحويل المساعدات العينية إلى مساعدات نقدية" تصرف للمستفيدين بإشراف سلطات جماعته، وهو ما يطالب به محمد علي الحوثي منذ سنوات مرارا وتكرارا كون برنامج المساعدات النقدية يسهل على الجماعة السيطرة على مبالغ المساعدات بدلاً من الاضطرار إلى بيع المساعدات العينية.

وأشارت الرسالة المؤرخة ب26 نوفمبر الجاري إلى أن هناك المزيد من المقترحات في مرفق الرسالة، لكن الإعلام التابع للجماعة لم ينشرها واكتفى بنشر نص الرسالة التي أشارت إلى أن الحوثي سبق أن ناقش تلك المقترحات مع المديرة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي، كورين فلايشر، والممثل المقيم للبرنامج ريتشارد راجان في سبتمبر الماضي خلال اجتماع بمحافظة صعدة.

وأقر الحوثي بأن الشعب اليمني يعيش "في كابوس من الدمار والفقر والموت"، حيث "الأطفال يموتون جوعاً، والأمهات يبحثن عن لقمة عيش ليطعمن بها أطفالهن المنهكين"، مكررا أسطوانتهم المعتادة أن ذلك بسبب "العدوان والحصار"، رغم أن ميناء الحديدة أصبح يستقبل السفن التجارية بلا قيود ولم يعد هناك حرب سوى التي تشعلها المليشيا المدعومة من إيران في محاولة للسيطرة على المناطق المحررة والتهام ما تبقى من البلاد التي تتنفس بعيداً عن سلطتهم التي أعادت نظام الإمامة بأبشع صوره.

كما مارس الحوثي ابتزازا على برنامج الغذاء العالمي في ختام الرسالة، مطالباً إياه بالتراجع عن قرار وقف المساعدات لكي يثبت عدم تبعيته لأمريكا، وهي الأسطوانة نفسها التي تبتز بها المليشيا الحوثية دول الجوار وكل من يقف ضدها.

وكان برنامج الغذاء العالمي، مؤخراً، وجه رسالة إلى جميع موظفيه في الجمهورية اليمنية، أعلن فيها قراره وقف المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن.