كاتب فلسطيني: إيران توظف الحوثي في حرب غزة للحصول على مكاسب إضافية

السياسية - Monday 25 December 2023 الساعة 04:39 pm
المخا، نيوزيمن:

قال كاتب فلسطيني، إن إيران تستخدم وكلاءها في اليمن ممثلاً بميليشيا الحوثي الإرهابية وتوظفهم في حرب غزة من أجل الحصول على المزيد من أصولها المالية المجمدة.

الكاتب فاضل المناصفة، وهو من أبناء رام الله، أشار إلى أن اسرائيل نفذت ضربة عسكرية على الحوثيين خلال العملية العسكرية ضد الجهاد الإسلامي سنة 2022، شملت موقعا قرب صنعاء، يتم فيه تصنيع تلك الصواريخ وتطويرها من قبل وحدة 340 التابعة لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ولم ترد الجماعة آنذاك على تلك العملية، واستمرت حركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب من دون أن تتعرض السفن المتجهة نحو ميناء إيلات لأيّ مضايقات تذكر.

وأضاف، في مقال له بجريدة العرب اللندنية، الأحد، إنه مع تصعيد إسرائيل نطاق عمليتها العسكرية في قطاع غزة، حاولت إيران لعب ورقة جديدة بعد أن سقط من حساباتها خيار توسيع الجبهة في جنوب لبنان، وذلك من خلال نقل التصعيد إلى مضيق باب المندب والتشويش على المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة بغية دفعها إلى مراجعة حساباتها وتعديل موقفها الذي سيحسم مسألة الحرب وما بعد الحرب.

وأوضح أن هذا التصعيد فيه أيضا إشارات ورسائل لدول المنطقة ولكل من يستشرف وضعا مغايرا لقطاع غزة بعد الحرب تكون فيه حركة حماس خارج المعادلة. 

وقال "إن صح القول فإن إيران تربط مصير حركة الملاحة في البحر الأحمر بمصير حماس في غزة، وفي نفس الوقت ترى في هذه الحرب فرصة لممارسة ضغوط من خلال وكلائها في اليمن تسمح بالحصول على المزيد من أصولها المجمدة، وهو ما نقله الحوثيون إلى الوسطاء في سلطنة عمان كأحد الشروط التي ستساهم في وقف أعمالهم التصعيدية في باب المندب في حال تمت تلبيتها".

ويرى المناصفة أن دور عملية "حارس الرخاء" تقتصر على تأمين حرية الملاحة والشحن في البحر الأحمر وخليج عدن وهو دور ضروري لاستعادة ثقة شركات الشحن الكبرى، كما أنه يضمن نوعا من الاستقرار لأسواق النفط لكنه لا يعني ضمان الاستقرار طويل الأمد مع الفشل الذي تعرفه التسوية السياسية في اليمن. 

وأضاف "وبما أن حرب غزة تشكل فرصة للحوثيين في تعزيز نفوذهم المالي وتحسين صورتهم في العالم العربي، فإن التصعيد في مضيق باب المندب سيستمر لوقت أطول وهو ما تتخذ منه إيران وروسيا أفضل فرصة للتداول على إزعاج مصالح الغرب الاقتصادية".

وذكر أنه بعد أن وظفتهم إيران في صراعها مع دول الخليج، يتم توظيف الحوثيين اليوم في صراع أكبر من حجمهم بكثير بزجهم في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة ستقود المكابرة والعناد فيها بلا شك إلى ابتلاع اليمن بمن فيه، وقال "ومع ذلك يبدو الحوثيون غير مدركين لخطورة الموقف ولما ستقود إليه أعمالهم التصعيدية في البحر الأحمر بإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية وربما قد تفتح الباب لاحقا لتتخذ واشنطن من عملية تحرير اليمن من الإرهاب سببا قويا لتعزيز وجودها البري في منطقة الخليج بغية قطع الطريق أمام أيّ محاولة روسية أو صينية للتغلغل في هذه المنطقة الاستراتيجية".

وتطرق المناصفة إلى حقيقة أن الإدارة الأميركية تدفع اليوم ثمن الأخطاء القديمة في الشرق الأوسط وثمن إدارة ظهرها للتحالف العربي في اليمن إلى أن انقلب السحر عليها، وأشار إلى معالجة المعضلة اليمنية أضحت ضرورة تقتضيها المصالح الاقتصادية والجيوستراتيجية في آن واحد. 

ويرى المناصفة أن التوقيت والسياق الدولي من شأنهما أن يطرحا مشكلة وجهة إدارة بايدن المنغمسة في مشكلات تمويل حرب أوكرانيا واستحقاق 2024 الرئاسي. ولهذا فإنه من الصعب جدا أن تمتد عملية "حارس الرخاء" إلى أبعد من الهدف المعلن، مضيفاً إنه مع مرور الوقت سيكون مقدمة لمشروع آت لا محالة سينتقل فيه الدفاع عن المصالح التجارية إلى هجوم تسوّق له أميركا وتقوده إسرائيل من خلف الستار بغية تحقيق أبعادها الجيوستراتيجية في المنطقة.