الجارديان: هجمات الحوثيين ستستمر لأنهم يرغبون في إظهار مقاومتهم للغرب

السياسية - Friday 12 January 2024 الساعة 04:48 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

في أحدث تحليلاتها السياسية، قالت صحيفة الجارديان البريطانية، الخميس، إن مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، سوف تستمر في مهاجمة السفن الغربية في البحر الأحمر، لأن الجماعة ترغب في إظهار مقاومتها للغرب أمام العالم. كما أوردت الصحيفة سبباً آخر لاستمرار هجمات الحوثيين وهو المتمثل بدعم إيران لهم بالصواريخ والطائرات المسيرة رخيصة التكلفة.

وأشار التحليل، الذي كتبه دان صباغ، محرر شؤون الدفاع والأمن في الصحيفة، إلى أن الهجوم الأخير للمليشيا الحوثية الذي أفشلته مدمرة أمريكية وأخرى بريطانية في البحر الأحمر، يعكس حرص الحوثيين على اختبار التحذيرات الصادرة عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى.

وقبل أسبوع، أبلغت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و10 دول أخرى معظمها غربية المليشيا الحوثية بأنهم "سيتحملون العواقب" إذا شنوا المزيد من الهجمات على السفن التجارية في جنوب البحر الأحمر. لكن لم تمض أكثر من ستة أيام توقفوا فيها مؤقتًا، قبل أن يشنوا هجومهم الأكثر تطورًا حتى الآن في الساعة 9.15 مساءً يوم الثلاثاء الماضي.

واستهدفت حوالي 18 طائرة بدون طيار، وصفها البريطانيون بأنها ذات تصميم إيراني، وثلاثة صواريخ، استهدفت أسطولاً من السفن الحربية داخل وحول مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 18 ميلاً، حيث يقترب البحر الأحمر من أقرب نقطة إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

وأضافت الجارديان: على الرغم من إسقاط جميع الطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية، إلا أن الطبيعة الوقحة للهجوم لم تغب عن أذهان السياسيين الغربيين.

وذكرت بتصريح أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، خلال رحلة إلى البحرين، الدولة العربية الوحيدة التي وقعت علناً على تحذير الأسبوع الماضي، يوم الأربعاء: "إذا استمر هذا، كما حدث بالأمس، ستكون هناك عواقب". كما ذكرت بتصريح وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس الذي قال: "راقبوا هذا الفضاء"، وحذّر من أن الوضع الحالي "لا يمكن أن يستمر".

وتابعت الصحيفة البريطانية: يبدو أن ما بدأ كحملة انتهازية للحوثيين استهدفت السفن التجارية المسافرة جنوب قناة السويس في منتصف أكتوبر الماضي بذريعة دعم حركة حماس في غزة، أصبح شيئًا مختلفًا: محاولة حازمة للهجوم وإثارة الانتقام من واشنطن مع بدء الدورة الانتخابية الأمريكية. لافتة إلى أن تصاعد حدة التوتر في البحر الأحمر سوف يجمع المملكة المتحدة وحلفاء آخرين إلى جانب أمريكا.

وقبل ليلة الهجوم الأخير مساء الثلاثاء الماضي، قالت الصحيفة إن الحوثيين سبق أن أطلقوا 61 طائرة مسيرة في 25 هجومًا. ولكن في وقت مبكر من المساء، يبدو أن مجموعة مكونة من 18 طائرة، ربما تكون من طراز شاهد 136 غير المكلفة نسبيًا، كانت تستهدف السفن الحربية مباشرة. وقد تم إسقاط سبع مسيّرات من قبل المدمرة البريطانية HMS Diamond، والتي قال شابس للصحفيين "من المحتمل أن تكون مستهدفة".

ووصفت الصحيفة الهجوم في سرب بأنه تكتيك مأخوذ من حرب أوكرانيا، حيث يتم نشر العديد من طائرات "شاهد" بدون طيار في محاولة للتغلب على الدفاعات الجوية وحتى عندما يتم إيقافها جميعًا، فإنها تفرض تكاليف على المدافعين.

وقالت إن تكلفة تصنيع طائرة Shahed 136  لا تتجاوز 20 ألف دولار (16 ألف جنيه إسترليني)، في حين أن تكلفة صواريخ نظام الدفاع Sea Viper التابع لشركة HMS Diamond تتراوح ما بين مليون إلى 2 مليون جنيه إسترليني في المرة الواحدة، على الرغم من أن تكاليف خسارة سفينة حربية- أو حياة بشرية- أكبر بكثير.

لكن مخاطر وصول طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين قد تكون أسوأ، مما يثير الحجج في واشنطن بأن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ نهجا أكثر نشاطا.

وقال مايكل ألين، المتخصص السابق في سياسة الأمن القومي بالبيت الأبيض: "إذا جلسنا هناك فقط في وضع دفاعي، فإن أحد هذه الصواريخ أو الطائرات بدون طيار سيخترق في نهاية المطاف ويقتل البحارة".

وفي الشهر الماضي، أشار القائد الأمريكي السابق للقيادة المركزية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فوتيل، إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تستهدف الرادارات الساحلية وأنظمة الأسلحة الساحلية وأنظمة الصواريخ، والتي قال إنها "أهداف عسكرية واضحة للغاية". لكن من غير المرجح أن تؤدي جولة واحدة من الضربات الجوية الغربية إلى وقف الغارات في البحر الأحمر.

وأوردت الصحيفة تقديرات للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن الحوثيين لديهم ما يقارب 20 ألف مقاتل، وتطرقت إلى العرض العسكري الذي أقامه الحوثيون في سبتمبر الماضي، والأسلحة الإيرانية التي استعرضتها المليشيا آنذاك.

وبحسب الصحيفة، فإن أي صراع ممتد يهدد بمزيد من الكوارث لليمن، بينما كانت محادثات السلام على وشك إنهاء الصراع المستمر منذ تسع سنوات قبل 7 أكتوبر الماضي، وقالت إن هناك قلقا شديدا في بعض الأوساط الغربية بشأن الانتقام الأمريكي، بسبب المخاطر التي يتعرض لها المدنيون من أي عمل عسكري، مهما كانت تدبيره.