"جميل عرجال" شاب كان يسعى لإعالة أسرته فأنهت مليشيا الحوثي حياته

الجبهات - Thursday 18 January 2024 الساعة 11:23 am
المخا، نيوزيمن:

لم يكن يعرف الشاب جميل نعمان يحيى عبدالله عرجال، ذو الثمانية عشر ربيعاً، أن عمله الذي يعيل منه أسرته سيكون سبباً في إنهاء حياته تعذيباً في معتقل سري لميليشيا الحوثي الإرهابية.

ووفق القصة التي كتبها الصحفي أشرف المنش، فإن عرجال -من أبناء الحديدة- قبل سبعة أشهر كان يقوم بعمله المعتاد في جمع العلب البلاستيكية في مدينة الحوبان، وفي أحد الأيام ظل يمشي ويجمع العلب حتى اخترق الخطوط الأمامية دون أن يعرف، فوصل إلى مدرسة عمار بن ياسر في وادي صالة شرق تعز، وهناك انتبهت له الميليشيات الحوثية التي سارعت في اعتقاله وإخفائه قسرياً في أحد معتقلاتها السرية بعد تلفيق تهمة زرع العبوات الناسفة على الرغم من عدم وجود دليل يثبت ذلك.

المعتقل الذي أخفي فيه الشاب عرجال، هو مقر تتخذه الميليشيات مركزاً لمحافظة تعز في مناطق سيطرتها، وفيه تمت عملية التعذيب بشكل وحشي شملت الصعق الكهربائي والضرب اليومي بكيبل حديدي وتنفيذ عمليات إعدام وهمية مرات عدة من خلال إطلاق الرصاص الحي بجانبه أو شنقه، وكل هذا دون أن تعلم أسرته عنه شيئاً.






وتسببت عمليات التعذيب بجروح بليغة في يد وقدم الشاب، وتعفنت هذه الجروح وأصيب ببكتيريا Nicrotizing fashitis أو ما تسمى آكلة اللحوم، وهو ما دفع الميليشيات اخيراً إلى نقله بطقم عسكري من السجن السري في الحوبان إلى قرب خطوط النار في منطقة حذران بالربيعي غربي تعز ورميه ليشق سيره بصعوبة باتجاه المناطق المحررة بتعز قبل أن يغمى عليه ويسقط أرضاً.

وبعد قرابة يوم عثر عليه أفراد في اللواء 145 في محور تعز التابع للشرعية مغمى عليه وتم نقله على الفور إلى مستشفى الثورة الحكومي وهناك أدخله الأطباء للعناية المركزة على أن يخضع يوم الاثنين لعمليات جراحية لتعقيم وتطهير الجراح وإزالة السموم والأنسجة التالفة من يده وقدمه، لكن حالته الصحية لم تتحمل ففارق الحياة.

يقول كاتب التقرير، "أخبرني الطبيب أن قدميه ويديه كانت سيئة للغاية بسبب تعفن جراحه وكان من الضروري أن يخضع لعملية جراحية لكنه بعد إدخاله للعمليات لفظ أنفاسه وصعدت روحه للسماء لتبقى شاهدة على توحش الإرهاب الحوثي".

وأضاف: كانت من كلمات جميل "الله لا سامح الحوثة، عذبونا، ضربونا، اختطفونا، لعنة الله عليهم"، مؤكداً أن هذه الكلمات ما زالت ترن في أذنيه.