لكسب التعاطف وتبرير الخيانة.. تزييف حوثي لقتلى الضربات الأميركية في اليمن

السياسية - Tuesday 13 February 2024 الساعة 10:53 am
إب، نيوزيمن، خاص:

أقدمت مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، على تزييف عملية مصرع عدد من القيادات العسكرية البارزة، والادعاء بأنها سقطت جراء الضربات الأميركية والبريطانية التي استهدفت مواقع عسكرية تابعة لها خلال الأيام الماضية.
وبحسب وسائل إعلام حوثية، بينها وكالة "سبأ"، أقامت الميليشيات يوم السبت 10 فبراير مراسم تشييع كبرى لنحو 17 من القيادات ادعى الحوثيون أنهم قتلوا جراء الضربات الجوية الأميركية البريطانية على اليمن. وسردت تلك الوسائل الإعلامية أسماء القيادات الذين حملوا رتبا عسكرية عليا دون الإفصاح عن تاريخ ومكان مصرعهم. 
وعلى الرغم من أن الجيش الأميركي ينشر بشكل دوري ومنتظم ملخصاً للضربات الجوية التي ينفذها بالشراكة مع القوات البريطانية. إلا أن الميليشيات اكتفت فقط بالإشارة إلى أن هذه القيادات العسكرية سقطت جراء الضربات الجوية التي يشنها التحالف الأميركي البريطاني.
ومن خلال تتبع الأسماء المعلنة من قبل الحوثيين تم التأكد من أن بعضها ليس لضحايا القصف الأمريكي البريطاني كما تم الادعاء والترويج له، وإنما لقتلى سقطوا جراء مواجهات وتصفيات داخلية في محافظة إب الخاضعة لسيطرتهم قبل عدة أيام، وقد سبق تشييع جثثهم قبل يومين من تاريخ التشييع الذي أقيم في صنعاء بتاريخ 10 فبراير.

ونقل موقع الإعلام الأمني التابع للحوثيين بتاريخ 28 رجب الموافق الخميس 8 فبراير، خبر تشييع جثامين العقيد غمدان زبين الله جميدة، والنقيب ياسين محمد حميد الشعوري، والنقيب شايف محمد علي جميدة، والنقيب أحمد محمد علي رجب. وأوضح الموقع الأمني الحوثي أن عملية التشييع تمت في محافظة إب، وأنهم قتلوا وهم يؤدون واجبهم في معركة الدفاع عن المقدس.
تزييف قتلى الميليشيات الحوثية والترويج لسقوطهم جراء الضربات الجوية ليس بجديد على الحوثيين الذين عمدوا خلال السنوات الماضية إلى تشييع الكثير من القيادات الميدانية التابعة لهم، والادعاء بمقتلها في جبهات القتال الداخلية على يد القوات الحكومية أو من تم تصفيتها عبر اغتيالات منظمة بين أجنحة الجماعة.
ومع بداية الضربات الجوية الأميركية على مواقع الحوثيين في 12 يناير الماضي، أعلنت الميليشيات الحوثية مقتل نحو 16 عنصرا من عناصرها. وعلى الرغم من تكثيف الضربات الجوية في عدة محافظات فإن الميليشيات لم تعلن حتى 9 فبراير عن أية خسائر بشرية في صفوفها وظلت القيادات الحوثية تروج أن الضربات الجوية فاشلة وغير دقيقة ولم تحقق أي أهداف.
وعلى الرغم من توسع الضربات الأميركية والبريطانية ضد مواقع الحوثيين، لم تستطع الميليشيات الحوثية إثبات أي خسائر أو سقوط مدنيين جراء تلك الغارات التي وصفت بأنها عنيفة. الأمر الذي يؤكد صحة المعلومات التي تناقلتها بيانات وزارتي الدفاع البريطانية والأميركية بأن الغارات دقيقة ومحدودة الأهداف وجاءت لحماية المدنيين في المناطق المستهدفة.
بحسب مراقبين أكدوا أن الميليشيات الحوثية حاولت استغلال عدد من ضحاياها الذين سقطوا في جبهات القتال أو ممن تم تصفيتهم بعمليات داخلية لأجل الترويج الإعلامي والحصول تعاطف وتأييد شعبي للأعمال الإرهابية التي يقومون بها ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، موضحين أن الميليشيات ستكرر خلال الأيام الماضية إقامة مواكب جنائز لقتلى جدد تحت غطاء "الغارات الجوية الأميركية" واستغلال ذلك لعمليات تجنيد واسعة واستقطاب مزيد من المواطنين للزج بهم في الجبهات الداخلية تحت غطاء الحرب "المقدسة".