قبيل أيام من تفعيل التصنيف.. ارتباك حوثي بين قبول وساطة عُمان وأزمة رفح

تقارير - Tuesday 13 February 2024 الساعة 11:53 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

قبيل أيام من تفعيل التصنيف الأمريكي لها كمنظمة إرهابية عالمية، تعيش ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، حالة ارتباك غير مسبوقة وحرجا سياسيا من قبول الوساطة العمانية أو الاستمرار في تصعيدها ضد السفن البحرية في ظل التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح.

وفي 17 يناير الماضي أعادت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تصنيف ميليشيا الحوثي كيانا "إرهابيا دوليا مصنفا تصنيفًا خاصًا" (SDGT)، بسبب هجماتها المستمرة على السفن التجارية في المياه الدولية، على أن يدخل التصنيف حيز التنفيذ بعد 30 يومًا.

وفي الأثناء تتحرك سلطنة عمان بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي لإنقاذ الحوثي من تبعات هذا التصنيف على صعيدي السياسة بالعزل والعقوبات بتجفيف الموارد.

قال ذلك الكاتب الصحافي، خالد سلمان، الذي أكد في منشور على حسابه بمنصة إكس، إن عُمان تكاد تتحول إلى حاضنة لهذه الجماعة، أولاً بخلق منصات عمل لها في مسقط، وتحويل أراضيها إلى ملتقيات لإضفاء الطابع الشرعي للحوثي، من خلال تسويقه للمجتمع الدولي جماعة سلام وطرف تسوية، وثانياً بتنسيق المواقف بينه وبين جماعات منضوية تحت سقف الشرعية، وتشبيك العلاقات بينهما عبر لجنة استخبارات الديوان السلطاني، وثالثاً بتقوية الحوثي عسكرياً بفتح موانئ التهريب الرسمي، عبر بحارها وأراضيها المتصلة بجنوب اليمن، وبتسهيلات شبكات محسوبة على مسقط، إضافة إلى المنطقة العسكرية الأولى في الجيش الوطني الممسك بالمنافذ. 

وتقيم قيادات حوثية بارزة في العاصمة العمانية مسقط، يتزعمهم المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام، منذ بدء الحرب ويمارسون فيها نشاطهم السياسي على الرغم من مخالفة ذلك للدستور العماني الذي منع الرئيس الجنوبي علي سالم البيض من ممارسة أي نشاط طالما هو يقيم على أراضيها.

بن سلمان تطرق إلى الوساطة العمانية الأخيرة، وقال إنها تقوم على مرتكزين: الأول وقف هجمات الحوثي قبل انقضاء المدة المحددة، لبدء تحريك التصنيف من على الورق إلى إجراءات عقابية ملموسة، والثاني استخدام الدبلوماسية النشطة لإخراج الحوثي من خانة الإرهاب. 

وأشار إلى أن الحوثي خفض كثيراً من التصعيد في البحر الأحمر كخطوة موازية للتحركات العمانية، ولتقديم رسالة مرنة للأمريكان أنه على استعداد لوقف شامل لاستهدافاته للسفن التجارية.

ومع ذلك يجد نفسه في حرج سياسي إخلاقي، خاصة وأن راهن التطورات في غزة تمضي ليس نحو حلحلة الإزمة، بل نحو المزيد من التعقيد والدموية، بالإعداد لارتكاب مذبحة مكتملة في رفح المكتظة بالنازحين.

ويرى بن سلمان أن ذلك يجعل الحوثي في وضع إما تدمير مكاسبه الإعلامية السياسية، من خلال خضوعه لحسابات مصالحه بتطبيع الوضع في البحر الأحمر في ذروة قتل الفلسطينيين، أو المضي بالتصعيد ودفع المزيد من الفواتير جراء عقوبات تصنيفه كجماعة إرهابية ورفع وتيرة التدمير الأمريكي البريطاني لترسانته العسكرية. 

وتعتبر رفح ذروة الدموية الإسرائيلية وتزامنها مع انقضاء فترة السماح الأمريكي للحوثي تجعل الحوثي وما بقي من قدراته العسكرية بين مطرقة القصف المستمر، وسندان الإفلاس الحقيقي لمصداقية خطابه، الموجه لقواعده الداخلية، كطرف مقاوم يواجه أمريكا ومن أجل فلسطين لا يستسلم.

ومع كل هذا الارتباك الحوثي، ورغم الوساطة العمانية ومحاولة الفرصة الأخيرة لإنقاذ الحوثي، يؤكد بن سلمان أنه يبقى لإيران رأي آخر وكلمة أُخرى.