دراسة تحليلية تثبت استغلال مليشيا الحوثي أحداث غزة لتوسيع هجماتها البحرية

تقارير - Friday 23 February 2024 الساعة 05:24 pm
عدن، نيوزيمن:

أثبتت دراسة تحليلية حديثة استغلال مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، أحداث غزة لتوسيع هجماتها واعتداءاتها على خطوط الملاحة الدولية.

الدراسة التي أعدتها مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، أوضحت أن الاعتداءات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن لم تكن مرتبطة بقضية غزة بل سبقتها منذ انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014م، مشيرة إلى أن أحداث غزة ذريعة استخدمتها الحركة الحوثية لتوسعة اعتداءاتها على المياه الإقليمية الدولية محققة أغراضاً سياسية داخلية وخارجية خدمة للاستراتيجية الإيرانية. 

وترى الدراسة أنه منذ سيطرة المليشيات الحوثية على صنعاء في عام 2014م بدأت المهددات الأمنية للمياه الإقليمية سواء أكانت في البحر الأحمر أم العربي وكذلك الخليج العربي، موضحة أن الحركة الحوثية استهدفت السفن الحربية الأمريكية والسعودية والإماراتية في الفترة 2016-2017، وهذا ما بدأ يتكشف من خلال تلك التهديدات والاعتداءات المثيرة للجدل.

وتعتقد الدراسة أنه قد لا تكون هناك مصلحة ذاتية لجماعة الحوثي من تلك الاعتداءات، لا من حيث المكان والزمان، ولا حتى من حيث نوعية الهدف (ناقلة نفط تجارية)، سوى الاستجابة لطلب إيران، التي تريد إعطاء إشارة مبكرة لخصومها الدوليين عن قدرتها في خلط الأوراق والإضرار بمصالحهم الاستراتيجية في حال تعرضت مصالحها للخطر.

واستعرضت الدراسة التسلسل الزمني لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي بدأت بنشر الألغام البحرية بشكل عشوائي منذ ﻋﺎم 2015، ﻓﻲ أﻣﺎكن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ثم استخدامها العسكري للرادار ضد سفن مدنية راسية في انتهاك مستمر لقانون النزاع المسلح من خلال إرغام متعهدي النقل البحري التجاري في المراسي في الحديدة والصليف على السماح لهم باستخدام الرادارات البحرية على متن السفن لمراقبة البحر الأحمر وإصدار بيانات مستهدفة، لافتة إلى أن هذا الإجراء دخل حيز التنفيذ بعد أن أمرت إدارة أوباما بتوجيه ضربات دمرت أنظمة الرادار الساحلية الحوثية في تشرين الأول/أكتوبر 2016.

وأشارت الدراسة إلى أنه في 16 حزيران/يونيو 2016، نفذ الحوثيون هجوما بواسطة مركب موجه عن بعد على منشأة تحميل بحرية سعودية في جازان، وفي أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام هاجم الحوثيون سفينة (إتش إس في -2 سويفت) الإماراتية، وشنوا هجوماً آخر على المدمرة الأمريكية (يو إس إس مايسون).

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016م، نفذ الحوثيون هجوما ثانيا على المدمرة الأمريكية (يو إس إس مايسون)، وفي 29 يناير/كانون الثاني  2017 تعرضت فرطاقة سعودية لهجوم بثلاثة زوارق موجهة تابعة للمتمردين الحوثيين غرب ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها، بحسب الدراسة.

في 14 يونيو/حزيران 2017، تم استهداف بارجة حربية إماراتية قبالة سواحل مدينة المخا، وشن هجوم صاروخي فاشل على ناقلة النفط السعودية المزدوجة الهيكل (البقيق).

وقالت الدراسة، إنه في 3 نيسان/أبريل 2018، أطلق زورق هجومي حوثي سريع، النيران على السفينة السعودية المزدوجة الهيكل "البقيق" قبالة ساحل الحديدة، وفي 10 أيار/مايو 2018 شنت هجوماً صاروخياً على سفينة محملة بالمواد الغذائية السائبة، هي "انسي إنيبلوا" التي ترفع العلم التركي.

وذكرت الدراسة أنه في فبراير عام 2020 تعرضت سفينة عمانية تعرف بـ"الراهية" للاختطاف من قبل الميليشيات طاقمها المؤلف من 20 بحارا من الجنسية المصرية والهندية لأكثر من عام، وفي أواخر عام 2021 شنت الميليشيات الانقلابية هجومًا قرب رأس عيسى على سفينة سعودية وسفينتين من كوريا الجنوبية.

وترى الدراسة أن تطور الهجمات البحرية الحوثية بعد أحداث غزة ليس مستغرباً وفريداً من نوعه، إذ لطالما كانت المضائق البحرية والممرات المائية محلاً للتنافس والنزاع، وخصوصاً في أوقات الصراعات والحروب، فكيف إذا كانت المنطقة المقصودة هي الشرق الأوسط في هذه الحالة؟ وكيف إذا كان الممر المائي المذكور هو مضيق "باب المندب" الذي يمتاز موقعه بأهمية استراتيجية وجيوسياسية كبيرة ومحورية، حيث تمر من خلاله 40% من التجارة بين آسيا وأوروبا.