الحوثي يجوع السودانيين.. كيف تخطى عبث المليشيا الجغرافيا اليمنية إلى الضفة المقابلة

تقارير - Friday 23 February 2024 الساعة 10:04 pm
المخا، نيوزيمن، علي جعبور:

أفاق السودانيون على نبأ غير سار قادم من الضفة الشرقية للبحر الأحمر -حيث تسيطر جماعة الحوثي تحديداً- يشير إلى أن الأعمال الإرهابية التي تمارسها الأخيرة ضد سفن الشحن الدولية تنذر بمضاعفة الكارثة الإنسانية في البلد الإفريقي الذي يعاني أزمة سياسية وحرباً أهلية منذ أبريل من العام المنصرم.

وأوردت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير نشرته قبل أيام، معلومات تفيد بأن الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر أدت إلى إعاقة شحنات المساعدات الحيوية المتجهة إلى السودان وزيادة تكاليف الوكالات الإنسانية التي تعاني من ضائقة مالية في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا. وحذرت من أن الصراع في البحر الأحمر سيعرض الملايين لخطر المجاعة.

وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين في وكالات الإغاثة الأممية، أن هذه الهجمات تعني أن السفن التي تحمل المساعدات من آسيا إلى بورتسودان يجب عليها الآن أن تبحر حول إفريقيا وتجتاز البحر الأبيض المتوسط ثم تدخل البحر الأحمر عبر قناة السويس من الشمال، مما يؤدي إلى تأخيرات كبيرة وزيادة في التكاليف.

وقال اعتزاز يوسف، المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولية في السودان في تصريحه للجارديان: "إن ذلك يجعل عملياتنا مكلفة للغاية". "الشحنات التي كانت تستغرق أسبوعًا أو أسبوعين كحد أقصى، تستغرق الآن أشهرًا للوصول إلينا."

وقد أدانت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان نشرته الأربعاء، هجمات الحوثيين التي قالت إنها تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتتسبب في تأخير تسليم المواد الإنسانية الحيوية، مثل الغذاء والدواء في الأماكن التي تشتد الحاجة إليها.

وأوضحت أن هذا الأمر يؤثر سلباً على المحتاجين إلى المساعدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك السودان وإثيوبيا واليمن نفسها. 

وأضاف البيان: "كانت العديد من السفن التي هاجمها الحوثيون تحمل مواد غذائية، مثل الحبوب والذرة، متجهة إلى تلك الدول. وعلى عكس ما قد يحاول الحوثيون ادعاءه، فإن هجماتهم لا تفعل شيئا لمساعدة الفلسطينيين. إن أفعالهم لا تقدم لقمة واحدة من المساعدة أو الغذاء للشعب الفلسطيني".

ومنذ نوفمبر من العام الماضي تشن جماعة الحوثي هجمات بصواريخ ومسيرات إيرانية الصنع تسهتدف السفن العابرة لمضيق باب المندب والبحر الأحمر مدعية أنها تفعل ذلك لأجل فك الحصار عن غزة وأنها تستهدف السفن الإسرائيلية حصرا، إلا أن الواقع يثبت أنها تمارس عملا عبثيا بتوجيهات إيرانية لم تستثن حتى سفن المساعدات الإنسانية المتجهة إلى الموانئ اليمنية مثل سفينة سي تشامبيون (M/V Sea Champion) التي تعرضت للاستهداف بصاروخين باليستيين في 19 من الشهر الجاري أثناء إبحارها من الأرجنتين إلى ميناء عدن، وعلى متنها 40 ألف طن من الحبوب.