غياب ضربات التحالف الدولي عن العروض العسكرية الحوثية يثير التساؤلات

تقارير - Saturday 24 February 2024 الساعة 05:31 pm
صنعاء، نيوزيمن، وليد محمد:

على مرأى ومسمع من التحالف الأمريكي البريطاني تقيم مليشيا الحوثي (المصنفة على قائمة الإرهاب) العروض العسكرية وتنقل الأسلحة والمسيرات والصواريخ من محافظة إلى أخرى، وسط تحركات مكشوفة لقيادتها، ما يثير الكثير من الشكوك تجاه تخادم المصالح بين الطرفين.

يغيب طيران التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية عن عروض عسكرية كبيرة تستعرض فيها مليشيا الحوثي دفعات جديدة من قواتها البشرية التي تعدّها للزج بها في جبهات القتال.

كما تغض الطرف المقاتلات الأمريكية عن المناورات العسكرية والفعاليات التي تبث فيها المليشيا سموم أفكارها ورسائلها السياسية والعقائدية بحضور قيادات عسكرية وميدانية بارزة تعد من قيادات الصف الأول والمقربة من زعيم المليشيا الإرهابية.

آخر تلك العروض العسكرية العلنية، كان عرضا عسكرياً كبيرا ومناورة لخريجي الدفعة الأولى من الدورات المفتوحة يوم 20 فبراير الجاري تحت مسمى "طوفان الأقصى" من أبناء مديريتي بلاد الطعام والسلفية ومنطقة بني الضبيبي في الجبين مركز محافظة ريمة (غربي البلاد) قدم خلالها مجندو المليشيا عروضا عسكرية ومناورة بالذخيرة الحية على مواقع مفترضة للعدو الإسرائيلي -حسب زعم الجماعة.

وفي اليوم نفسه، شهدت مديرية الصومعة، محافظة البيضاء (وسط البلاد) عرضاً حوثيا ثانياً لمقاتلين جدد من خريجي دفع جديدة من نفس الدورات المفتوحة، وثالثة في مديرية المراشي، محافظة الجوف (شرقا) شارك فيها 700 خريج، وهي العروض التي سبق ودشنتها المليشيات منذ أسابيع تحت مسمى حملة التعبئة العامة والاستعداد لمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" بحضور عدد من القيادات الحوثية.

تساؤلات مشروعة 

العروض العسكرية الحوثية العلنية الثلاثة، وغيرها من التحركات والتحشيد المسلح والمكثف مؤخراً، وعمليات نقل الصواريخ والأسلحة ودفعها آلاف المقاتلين إلى جبهات القتال أثار العديد من التساؤلات بين اليمنيين عن الغياب المثير لطيران التحالف الأمريكي البريطاني من استهدافها وامتناعها عن مهاجمة القيادات الحوثية وحشودها العسكرية التي صنفتها واشنطن مؤخرا كمنظمة إرهابية.

يرى خبراء يمنيون، أن الحرب الأمريكية ضد الحوثيين ليست جدية وأن الحرب هذه لها أهداف ومآرب أخرى،  بل إن الرد على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أتى بنتائج عكسية لم يضعف قوة مليشيا الحوثي أو يحد منها، بل عزز من قوة موقفها داخليا وعلى المستوى الخارجي.

ووجدت مليشيا الحوثي في حرب غزة وتوترات البحر الأحمر ضالتها، حيث وظفت هذه الحرب لدعم موقفها وأعطاها زخما كبيرا، التي لطالما رفعت هذا الشعار، بأنها تحارب أمريكا وإسرائيل، حيث كان يكذبها اليمنيون طيلة سنوات الانقلاب.

وتستغل مليشيا الحوثي الحرب في جمع الجبايات تحت مسميات عديدة أبرزها المجهود الحربي ودعم ما أسمتها القوة الصاروخية والقوة البحرية، وشن حملات جديدة لتحشيد المقاتلين الجدد وإرسالهم لجبهات القتال.

ويرى الصحفي معين الصيادي، أن حرب الحوثي والتحالف الأمريكي البريطاني مسرحية متقنة بعناية، بل إنها مناورة محدودة للاستهلاك الإعلامي وفق قاعدة لا ضر ولا ضرار وتقديم خدمات متبادلة، حيث قدمت واشنطن فرصة للحوثيين للهروب من استحقاقات الداخل الرواتب وانعدام الخدمات في مناطقهم في ظل تنامي السخط المجتمعي ضدهم.

ويضيف، قدم الحوثيون للتحالف الذي تقوده واشنطن فرصة لا تعوض للسيطرة عسكريا على مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي للمنافسة في سباق محموم لوضع قدم في أهم طرق الملاحة بالعالم.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، الاثنين، مهمة بحرية في البحر الأحمر أطلق عليها اسم "يونافور أسبيدس"؛ "لاستعادة حرية الملاحة وحمايتها" هناك، حسب الاتحاد. وقال في بيان "إنّ المهمّة محددة لمدّة عام قابلة للتجديد، وتقتصر على حماية السفن المدنية في البحر الأحمر، و"لن يجري تنفيذ أيّ هجمات على الأراضي اليمنية".

ويؤكد مراقبون، أن الحل الوحيد والمتاح لردع هجمات ‎الحوثي من خلال دعم استعادة الدولة اليمنية وتقديم المعونة العسكرية للقوات المشتركة في الساحل الغربي وإعطائها الضوء الأخضر لاستعادة مدينة الحديدة من قبضة الحوثيين غرب اليمن وكف خطرها على خطوط الملاحة الدولية.

وتشن جماعة الحوثي المدعومة من إيران، منذ نوفمبر الماضي، هجمات بمسيرات وصواريخ على سفن شحن أثناء إبحارها في البحر الأحمر وباب المندب قبالة سواحل اليمن، وتقول إنها نصرة لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأثرت تلك الهجمات سلبا على حركة الشحن والتجارة وسلاسل الإمداد العالمية.

ومنذ 12 يناير الماضي، يشن تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة غارات في اليمن، يقول إنها تستهدف مواقع عسكرية للحوثيين رداً على مهاجمة الجماعة المدعومة من إيران للسفن في البحر الأحمر وخليج عدن.