محمد العبسي وديوانه "بل" في حلقة نقاش ثرية بالقاهرة

السياسية - Thursday 21 February 2019 الساعة 12:48 pm
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

بحضور شقيقاته الثلاث إيناس، وقبول، وصفاء العبسي، ولفيف من الأصدقاء ومحبي الفقيد، أقيمت فعالية توقيع ومناقشة ديوان الراحل محمد عبده العبسي الذي حمل عنوان "بل"، وذلك بمقر (حزب التجمع) وسط البلد في القاهرة.

الديوان الذي حمل تقديم مميز للكاتب والشاعر الراحل "أنسي الحاج"، تلته مقدمة أو بالأصح دراسة جميلة ومطولة؛ حول مسيرة الشعر عموما ومدارسه المتعاقبة، تجاوزت العشرين صفحة، كتبها العبسي بين 2005م و2013م، ويعتبر العمل من أهم إصدارات مؤسسة "أروقة للدراسات والترجمة والنشر" لعام 2019م والذي تم عرضه في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

كان الحضور لافتاً نظراً لما تميز به الراحل محمد العبسي من صداقات وعلاقات على المستوى الشخصي، ومن خلال كتاباته وتقاريره الصحفية التي ركزت على بعض من "صفقات الفساد" خاصة ما يتعلق بالمشتقات النفطية والغاز خلال العشر سنوات الأخيرة، وبسببهما تم تصفيته بطريقة غامضة قبل أكثر من عامين.

قدم الفعالية الشاعر والكاتب عيد عبد الحليم من مصر، أدار الفعالية باقتدار الإعلامي عارف الصرمي، إلى جانب ذلك تم تقديم قراءة نقدية من قبل الشاعرين إبراهيم النحاس وأحمد العرامي، تخلل الفعالية قراءة بعض نصوص الديوان من قبل الشاعر علوان الجيلاني.

كما قدم كل من سامي غالب، ونبيل سبيع، وماجد المذحجي، وإيناس العبسي، بعض الشهادات عن محمد وعلاقتهم به، أيضا كان للإعلامية المخضرمة جميلة علي رجاء كلمة قصيرة حول محمد وديوان "بل"؛ فقد تشاركت مع عباس غالب في الحديث عن الوجه المشرق والمتفائل في مسيرة الراحل، على عكس الأوجاع والانطباع الحزين الذي حمله الديوان.

  أشاد الجميع بالراحل وبديوانه "بل" الذي يعبر عن مأساة لا يعيشها الإنسان اليمني وحسب بل العربي، ومحمد الذي يشبه في تجربته الكثير من المجددين عاش حياة مليئة بالقلق والفرح معاً، "إنه ولد لا يُنسى وليس مثله أولاد كثيرون" كما قال عيد عبد الحليم.

من جهته قال علوان الجيلاني عن الفقيد: "إنه إنسان بدون روافع، كان رافعة نفسه، إنه أسطورة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".

المبدع الحقيقي هو ذلك الذي إذا ما استطاع تغيير العالم على الأقل يستطع أن يخلقه، هكذا كان محمد، فمن خلال الحضور اليوم الذي كان بمثابة وفاء وعرفان من محبي الفقيد وأصدقائه، ولفتة حانية حملت مشاعر جياشة تجاه العبسي الشاعر والصحفي، عاشق حنجرة القارئين عبد الباسط عبد الصمد، ومحمد رفعت، العبسي الرياضي المجنون بأندية أوروبا، ريال مدريد الإسباني، وليفربول الإنجليزي، وبوروسيا دورتموند الألماني. 

جميلة علي رجاء قالت: "يستحيل أن يكون محمد بن موت، برغم فقدانه لأمه وأخيه وأخته"، وأضافت: "محمد كان حميما حتى مع الموت، وكلمة "بل" فيها أمل واسع وكبير، وهي كلمة رحبة وجزيلة".

نبيل سبيع تحدث بصوت باكٍ عن عشرين عاماً من الصداقة والعلاقة المتينة، مؤكداً على أن محمد كان طموحاً وجريئا، وكان يدهشه بثقافته وأرائه، أما الجانب الآخر المدهش فهو محمد الإنسان حسب قوله؛ لم يشكو يوما برغم الحمل الذي كان على عاتقه والمسؤولية الكبيرة، وختم كلامه الحزين بأن محمد يستحق الكثير من الحديث الذي لا يتسع له مقامنا هذا.

ماجد المذحجي ذكر أن الفقيد كان شغوفا بالحياة، ذاكرته استثنائية، راوي جميل ومبدع، إذا تواجد في مكان ما ملأ المكان بثقافة واسعة، كان موسوعة ملم بأحوال الرياضة والأدب والعلوم.

من جهتها صرحت قبول العبسي شقيقة الفقيد لموقع "نيوزيمن" حول الحضور المدهش، وحول أعمال محمد التي لم تطبع بعد، حيث أوضحت بأن ديوان "بل" كان جاهزاً منذ فترة، وبعد استشهاده رحمه الله طرحت الموضوع على وداد البدوي، التي بدورها تواصلت مع مؤسسة أروقة، كما أضافت بأن لدى الفقيد روايات، ولديه قصة طويلة، وتحقيق أو دراسة حول البردوني، ولديه عدد من الأفكار التي لم يقم ببلورتها كاملة، كما خصت بالشكر الأستاذ هاني الصلوي على تفاعله وتحمسه لفكرة الطباعة، وإخراج الديوان بصورة تليق بالراحل.

رئيس مؤسسة أروقة كان له تصريح خص به موقع نيوزيمن، فقد ذكر بأن الحضور اليوم كان مدهشا، معتبرا أن الفعالية أتت بحجم محمد وديوانه "بل"، كما أنها تعد من الفعاليات المميزة مقارنة بفعاليات وحضور سابقين، أما بالنسبة لما يخص طباعة الديوان، فإن الفضل يعود للأستاذة وداد البدوي، كونها كانت الوسيط، وصاحبة الفكرة، وهي التي تواصلت معنا من أجل إخراج الديوان إلى النور، كما أضاف هاني الصلوي بأنه التقى الراحل أكثر من مرة وكان يسألني في كل مرة، لمن هذه المؤسسة يا هاني؟ وهو يقصد مؤسسة أروقة، فكنت أرد عليه مازحاً بأنها لواحد صاحبي.

الجدير بالذكر أن محمد عبده العبسي من أهم الصحفيين الاستقصائيين في اليمن، وكان قد توفي في ظروف غامضة في ديسمبر من العام 2016م، فيما تشير التقارير والتحقيقات إلى أن جهات نافذة في حكومة صنعاء كانت وراء موته، بسبب تقارير صحفية كان قد تم نشرها وأخرى كانت ما تزال قيد التحقيق.