سؤال في التاريخ: من يتذكّر "إعلان التفاهمات" حول تعز؟

السياسية - Thursday 21 February 2019 الساعة 09:57 pm
المخا، نيوزيمن، أمين الوائلي:

"كلا الطرفين أكدا لي مجدداً التزامهما بإعلان التفاهمات حول تعز"، أكد المبعوث الخاص لليمن في حديثه مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، منتصف الأسبوع. وخلال ما يقرب من ثلاثة أشهر بدا وكأنه لا أحد يتذكر الإعلان أو يودّ أن يتذكره.

بالإشارة إلى "إعلان التفاهمات" حول تعز، المتفَق عليه في استوكهولم، جدّد المبعوث الأممي مارتن غريفيث التأكيد على "رمزية" تعز في الصراع، لكنّه لا يقدّم تفسيراً لغياب أية خطوات أو تفاهمات عملية تنفيذاً لإعلان التفاهمات منذ أكثر من سبعة أسابيع.

ومع الأخذ بالاعتبار؛ الغموض الكبير بشأن "التقدم الكبير"، كما يصفه مسئولو الأمم المتحدة، فيما يتعلق بملف واتفاق الحديدة، والجمود الحاصل في ملف واتفاق تبادل الأسرى والسجناء، فإن "إعلان التفاهمات" حول تعز بقي مجرد إعلان لا أكثر من دون خطوة أو فعالية أو تحرّك واحد على صلة بالملف.

وباستثناء تأكيد غريفيث في إحاطتين متتاليتين إلى مجلس الأمن منذ السويد، على مدى أهمية و"رمزية" تعز في الصراع، فإن الوعود التي كان أطلقها في ختام السويد؛ بأخذ خطوات سريعة لتخفيف الحصار وفك المعابر أمام المواطنين، ولتسهيل التنقل وحركة النقل، تبخَّرت بعد تلك اللحظات، ولم يعد حتى الجانب الحكومي والسلطات الرسمية والشرعية في اليمن تذكرها أو تُذكِّر بها.

ومجدداً قال مارتن غريفيث، يوم الثلاثاء، في إحاطته عبر دائرة تلفزيوينة مغلقة من العاصمة الأردنية عمان، لأعضاء مجلس الأمن: "كلا الطرفين أكدا لي مجدداً التزامهما بإعلان التفاهمات حول تعز المتفق عليه في استوكهولم."

تقريباً، العبارة نفسها تكرّرت في الإحاطة السابقة التي قدمها المبعوث الخاص إلى المجلس. وبين الإحاطتين لا أحد يتذكر أن خطوة صغيرة أُخذت حول إعلان التفاهمات.

وكما يبدو فإن القناعة نفسها بالانصراف عن القضية والملف موقف مشترك للجانب الأممي والحكومي، وهذا يخفف كثيراً على الحوثيين ويمنحهم امتيازاً مريحاً لمباشرة ملف الحديدة بدرجة رئيسية، يليه في الأهمية ملف الأسرى بتفرغ ومن دون ضغوط جانبية في ملفات أخرى.

ولا يجد غريفيث صعوبة في تدوير المعطيات نفسها: "تذكرون أني أشرت إلى هذا في إحاطتي السابقة، ومدى أهمية ورمزية تعز في هذا الصراع. هذه الأهمية تكمن في أنه يمكننا تحسين حرية الوصول وحركة الأشخاص في تلك المنطقة."

وعندما أعطى وعداً هذه المرة لم يقل أيَّ شيء يتعلق بخطوة عملية واحدة يمكن الذهاب إليها، ومع ذلك ضرب لهذا موعداً في المجهول أو في الأسابيع القادمة: "سأركز جهودنا على إحراز خطوات ذات مغزى لتحقيق تقدم في هذا الأمر (...) نحن بحاجة إلى الاتفاق على خطوات صغيرة الآن، وليس خطوات كبيرة في وقت لاحق.".

واستدرك: "لا أحد يشير إلى أن العملية ستكون يسيرة: تعز هي المكان الذي شهد بعض أسوأ مراحل الصراع. لكننا نعتقد أن لدينا فرصة جيّدة لرؤية بعض التقدم الملموس في الأسابيع القادمة."

استحوذ الحوثيون على مارتن غريفيث، واستحوذ بدوره على ملف الحديدة بصورة رئيسية، وهو ماضٍ في إنجاز ما يعتبره المهمة الرئيسية والعمل الأول. إنما: ما هي المهمة تحديداً؟

"لقد قلت من قبل لهذا المجلس في أكثر من مناسبة إن الحديدة هي مركز ثقل هذا الصراع، وربما هي كذلك." أكد مارتن غريفيث من جديد في ختام إحاطته.

كما أكد، أيضاً، في بداية الإحاطة: "لقد أحرزنا تقدماً كبيراً، منذ أن تحدثت إليكم آخر مرة، في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أواخر العام الماضي في استوكهولم."

ولا شأن لهذا بسؤال سيبدو وكأنه في التاريخ القديم: من يتذكّر "إعلان التفاهمات" حول تعز؟