الأزمات الدولية: الرقابة الأممية الحقيقية في الحديدة ستُعرّي الحوثيين (مترجم)

السياسية - Wednesday 13 March 2019 الساعة 08:34 am
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

قالت مجموعة الأزمات الدولية، إنه وفي الوقت الذي واصل فيه المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث الدفع باتجاه تنفيذ اتفاقية ستوكهولم لتجريد مدينة الحديدة من السلاح، تواصل مليشيا الحوثي ضرب منازل المدنيين بالصواريخ في حجور وكشر بمحافظة حجة شمالي اليمن.

وأضافت، إن الحوثيين استخدموا وقف إطلاق النار في الحديدة الناتج عن اتفاقية ستوكهولم، كفرصة لتعزيز مواقفهم في أماكن أخرى.

وأشارت أن صواريخ الحوثيين مثلت تصعيداً في الصراع المحلي الذي اكتسب زخماً منذ نحو شهرين، ولا يزال الغموض حول حجور وكشر مستمراً مع استمرار القِتال بين الحوثيين والقبائل، بعد تبادل الاتهامات بخرق الهدنة بين المليشيا والقبائل المبرمة في عام 2012.

وأكدت الأزمات الدولية، أن جماعة الحوثي تحاول السيطرة بالقوة على أي منطقة تشعر فيها بوجود مقاومة قبلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها لتبدو مهيمنة بالكامل عليها دون أي حوادث.

وقالت إن رجال القبائل في حجور وكشر بمحافظة حجة لهم انتماءات سياسية متباينة على نطاق واسع، بما في ذلك المؤتمر الشعبي العام، والحزب الناصري، والإصلاح، ويزعمون أن الحوثيين انتهكوا الاتفاق في يناير بعد أن أصبح الحوثيون متوترين بعد المكاسب التي حققها الجيش اليمني في المناطق المحيطة.

وأضافت "ودائماً ما يرغب الحوثيون بالسيطرة على حجور وكشر، إذ أنهما منطقتان محاطتان بالجبال ومحصنتان تحصيناً شديداً بفعل التضاريس".

وفي يناير اجتمع الحوثيون بقادة قبائل حجور وطلبوا أن يسيطروا على الجبال في مناطقهم، وعندما رفض قادة القبائل طلب الحوثيين، شقوا طريقهم بالقوة نحو تلك الجبال، تبع ذلك غارات جوية سعودية مباشرة على مواقع الحوثيين وعمليات الإسقاط الجوي للغذاء والدواء والأسلحة التي كانت في أمس الحاجة إليها.

وفي حديثها عن اتفاق استوكهولم وتعثره، قالت إن الحوثيين استخدموا وقف إطلاق النار في الحديدة الناتج عن اتفاقية ستوكهولم، كفرصة لتعزيز مواقفهم في أماكن أخرى.

وأشارت أن الحوثيين يشكلون عقبة رئيسة أمام التقدم المرجو في تطبيق بنود استوكهولم، حيث يتعين عليهم القيام بالخطوة الأولى عبر إعادة انتشار قواتهم من موانئ البحر الأحمر.

وذكّرت الأزمات الدولية اليمنيين بالخداع الحوثي والرجوع إلى أصداء أحداث سبتمبر 2014 من أجل فهم الكيفية التي يتعامل بها الحوثيون مع اتفاق ستوكهولم الحالي. في ذلك الوقت، اجتاح الحوثيون العاصمة وصنعاء ومحافظات أخرى، ووقعوا بعد ذلك على اتفاق سلام وشراكة وطنية تدعو القوات الحوثية إلى الانسحاب على مراحل إلى معاقلها الجبلية. لكن بعد توقيع الاتفاق، تجاهل الحوثيون شرط الانسحاب، وادعوا أن رجالهم في نقاط التفتيش في الشوارع ليسوا مقاتلين بل مواطنون مساندون من "اللجان الشعبية" المستقلة. وبحلول يناير 2014، وضع المتمردون الرئيس الانتقالي اليمني عبد ربه منصور هادي رهن الإقامة الجبرية في ظل تنفيذ انقلاب بطيء، ما دفع البلاد المنقسمة أصلاً نحو حرب مدمرة.

ولذا، ترى المجموعة بأنه يجب تجنب أي نتيجة مماثلة مهما كلف الأمر، ما يثير تساؤلات حول الأدوات الدبلوماسية التي يمكنها انتزاع تنازلات من الحوثيين، مشيرة أن الحوثيين لم يأتوا إلى طاولة المحادثات في السويد إلا بفعل الضغط العسكري الممارس عليهم.

وبحسب الأزمات الدولية، فإن هذا لا يعني ضرورة مواصلة القتال العسكري، فهناك العديد من وسائل الضغط البديلة لإجبار الحوثيين على التوقف عن ممارساتهم.

وقالت إن "من شأن مراقبة الأمم المتحدة للحديدة أن تمثل نقطة بداية جيدة، يتبعها محاسبة حقيقية لأي خرق لبنود الاتفاق، ما قد يجبر الحوثيين على الالتزام بتعهداتهم مقابل عدم المخاطرة بسمعتهم أمام الرأي العام الدولي، الذي استغلوه طوال فترة الحرب. ومن شأن المراقبة الأممية الحقيقية للحوثيين أن تقلب الرأي العام الدولي ضدهم، إن لم يلتزموا فعلياً ببنود الاتفاق الموقع.

وخلصت إلى القول، كما "يمكن للاتحاد الأوروبي أن يمارس ضغوطاً على إيران من أجل إقناع الحوثيين بالمشاركة بشكل بناء في الحديدة، أولاً وقبل كل شيء: السماح بحرية الحركة في الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم، وإعادة الانتشار السريع من الموانئ الرئيسة. ويمكن كذلك لبروكسل ومسقط الضغط على الحوثيين لإقناعهم بإعادة الانتشار حسب الاتفاق الموقع".