الحديدة وناصة ومريس والأقروض في الطريق إلى "سيئون".. استحضار الجنوبيين وتغييب الجبهات

السياسية - Sunday 14 April 2019 الساعة 11:36 pm
المخا/ عدن، نيوزيمن، خاص:

استبق وواكب انعقاد الدورة البرلمانية في سيئون حضرموت تصعيد حوثي خطير استهدف الضالع بالتماس مع إب، من جهة ناصة والعود وحمك ومريس قعطبة.

وبالتزامن مع ذلك، تصعيد مشابه وموازٍ له في الساحل الغربي والحديدة وخصوصاً في التحيتا وحيس، مع زحوفات وهجمات لا تتوقف لاقتحام المدينتين، جنوب الحديدة، وتكثيف غير مسبوق للخروقات والتحركات والتحشيد داخل المدينة.

أبرز وأكثر جبهات الحرب مع الحوثيين اشتعالاً غابت عن أجواء ونقاشات ومعطيات الانعقاد وكواليس فعالية سيئون.

إجمالاً غاب حديث الجبهات والمعارك والتحرير والحرب مع الانقلابيين عن الفعالية الطارئة التي تكرست إعلامياً وخطابياً كحدث سياسي لضرورة سياسية وكرنفال بمعطى الاحتفالية لا باعتبارها محطة في طريق التحرير وجولة حرب أخرى في جبهة السياسة لمصلحة جبهات الحرب ومعارك التحرير.

ولو استرجعنا بضعة أسابيع، لا غير، فإن التساقط الدراماتيكي لمواقع جبهة ناصة وإلى بيت الشوكي وباتجاه مريس ودمت كان من الوارد أن يستمر بالتداعي، بحيث تكتسح المليشيات الحوثية الضالع، كأقل تقدير، قبيل حلول الانعقاد السيئوني البرلماني في عمق الجنوب المضغوط عليه من جهة الضالع لحج نحو عدن، مع معارك كانت تتربص بالأقروض وخيانات زامنت الهجمات الحوثية الواسعة بالتربص والتقطع لإمدادات اللواء 35 مدرع.

وصولاً إلى هذه اللحظات والاحتشادات المتزامنة والمتراتبة سياسياً وعسكرياً، ثمة سيناريو واضح يمكن تتبع حلقاته منح الحوثيين أفضلية معنوية ومساحة مناورة وتحركاً واستعراضاً للقوة ميدانياً من حجور حجة وقدماً.

وفي المقابل استفحلت حملة تحريض واستهداف في الإعلام ومواقع التواصل باتجاه الجنوبيين (المجلس الانتقالي الجنوبي)، سواءً على صلة مباشرة بظروف وملابسات الانعقاد البرلماني في سيئون بدلاً من عدن، كما قِيل، أو قبل ذلك ومعه وبعده على صلة بمواقف ضدية مبدأية من المجلس منذ البداية.

يقاتل الجنوبيون في الساحل الغربي والحديدة وفي مريس ودمت والعود وحمك على جانبي خطوط تماس بين الضالع وإب، في وجه جحفلة حوثية لاكتساح الضالع منذ غرائبية التساقط المريب لمواقع الجيش في ناصة وحتى نقيل حدة وبيت الشوكي.

وتنشط بالتزامن حملة تحريض وشيطنة ضد الجنوبيين على نحو يبعث الكثير من الريبة والتحفظات حينما يكون الموقف عكس ذلك نحو الحوثيين على عشرات الجبهات المسبتة والتواطؤ ضد أخرى والتسهيلات أمامهم في ثالثة ورابعة.

وإلى انعقاد دورة البرلمان في سيئون غاب أو غيب حديث الجبهات، وهو الأهم الذي يجب أن يسود، وما يُنتظر أصلاً من الفعالية أن تدفع وراء المقاتلين ولمصلحة الجبهات المجمَّدة والتحرير المنوَّم.

لكن هذا لم يحدث حتى الآن ولا يبدو أن شيئاً سوف يتغير فيما يلي ويتبع. وبالعكس مؤدى خطابي الرئيسين هادي والبركاني يستحضر حديث السلام والحوار والأخوة مع الحوثيين.

وبمعزل عن كشوف الصرف، فإن الجبهات والمقاتلين الغائب الأكبر عن أجواء وجدول أعمال وكواليس دورة البرلمان في سيئون. وتوالت شواهد التأسيس لوليمة مصالحات فوقية وتسويات عليا مفرغة عملياً من القيمة الجماهيرية والشعبية.

وكأن هذا جزء أول من سيناريو، يتضمن الثاني منه معطيات مشابهة إنما جهة الحوثيين (...) ما لم يتغير شيء ونرى تفعيلاً لحديث الجبهات وتفعيلاً للجبهات بالضرورة.