الألغام الحوثية تدمر حياة أسرة تهامية

المخا تهامة - Monday 15 April 2019 الساعة 04:51 pm
المخا، نيوزيمن:

تسببت مليشيات الحوثي في حربها العبثية على الشعب بالكثير من المآسي التي يصعب حصرها لتشعبها وغياب بعضها في زحمة المآسي العديدة، والتي توسعت رقعتها لتشمل كافة أنحاء الوطن.

أسرة معاذ عبدالله، واحدة من تلك الأسر التي عانت مراراً جراء الممارسات الحوثية، فقد أجبرت على النزوح من منطقة الرمة في يختل إلى مدينة المخا، لكن اندلاع المعارك بالمخا أجبرها على العودة إلى مناطقها.

لم يمض ذلك وقتاً طويلاً حتى أشعلت مليشيات الحوثي معاركها العبثية لتجبر الأسرة على الرحيل مرة أخرى والفرار من مناطق عاشت فيها بألفة ومحبة لتعود مرة أخرى إلى المخا..

عندما تحررت الرمة قررت الأسرة العودة إلى الديار التي سكنوها وإلى الأرض التي يستمدون منها روح الانتماء، لكن مليشيات الحوثي (الذراع الإيرانية في اليمن) لم تشأ لتلك الأحلام أن تستمر فقد زرعت حقولهم بآلاف من الألغام الأرضية.

كان من بين الضحايا الأوائل الذين سقطوا بتلك الألغام هو شقيقه الأصغر، فقد وقعت قدمه على اللغم الحوثي، مما أدى إلى وفاته على الفور، وهي مأساة تركت أثراً بالغاً في نفسية معاذ وجعلته مهموماً يعيش وضعاً بالغ التأثير وبحالة مختلفة عما كان عليها من قبل.

ومنذ حادثة وفاة شقيقه عانى الشرود والتوهان وعدم التركيز، فتعرض لحادث سيارة أدى إلى تهشم قدمه مما دفع أسرته لإسعافه إلى مدينة عدن.

وفي المستشفى أبلغه الأطباء بضرورة قطع أصابع رجله اليمنى، نظراً للضرر البالغ الذي تعرضت له، لقد كان في الواقع أمراً كارثياً، فبتر جزء من قدمه سيحوله إلى شخص معاق فمن يعول أسرته التي تعتمد عليه في تدبير مصاريفها الشهرية.

توالت مأساة معاذ وزوجته أميرة ذات 22 عاماً، ولم تتوقف عند ذلك، إنما تعرضت ابنته لمرض شديد مما استدعى اللحاق بأبيها إلى عدن لتلقي العلاج.

وبعد المعاينة وإجراء الفحوصات المخبيرية أظهرت إصابتها بمرض الثلاسيميا أو فقر الدم الذي يحتاج المريض فيه إلى دم بشكل مستمر.

كان معاذ ينظر إلى طفلته بوجع فتنهمر دموعه ليتساءل ما الذي حل به كي تلاحقه الكوارث.

لم يكد يفيق من تلك المصيبة حتى يأتيه نبأ وفاة أحد أقربائه بلغم حوثي، ثم يصل نبأ آخر وهو وفاة شخص من عائلته في انفجار لغم حوثي آخر.

يا لها من كوارث متلاحقة، ويا لها من مأسٍ كان سبب حدوثها مليشيات لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية.

بعد خروجه من المستشفى حاول العودة إلى قريته، لكن الألغام الحوثية تهدد كل شخص يحاول العودة إلى منزله ومزارعه، ولذا حرموا من زراعة أراضيهم والاعتماد عليها.

وتحت وقع الظروف المعيشية الصعبة اضطرت زوجته للعمل كمدرسة متطوعة في إحدى المدارس عسى أن تحظى بوظيفة حكومية، ومنذ أربع سنوات لم تحصل على شيء.

لا يزال ثمة أمل أن تعود تلك الأسرة ومعها جميع المهجرين إلى منازلهم وأن تنزع الألغام من حقولهم وقراهم الريفية لكي يعيشوا بأمان.