كارنيجي راصداً حروب الحوثي الهاشمي ضد القبائل الزيدية منذ مقتل الصالح: العنف الحاكم يولّد الثارات

السياسية - Wednesday 24 April 2019 الساعة 09:22 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

قال تقرير غربي إن "اعتماد (الحوثيين) الكلي على العنف للسيطرة والحفاظ على سلطتهم" "يراكم الثارات"، ويصعد الأسباب المحلية لـ"الاقتتال الداخلي" التي قال إنها "متعددة وحاضرة ومتداخلة مع الصراع الإقليمي"، معتبراً أن "المعارك الجانبية الدائرة منذ توقف معركة الحديدة "كاشفة لتعقيدات الصراع الداخلي باليمن بمعزل عن بعده الإقليمي".

التقرير الذي أصدره مركز كارنيغي للسلام الدولي لاحظ "تصاعد التوتر بين الحوثيين والقبائل بعد مقتل علي عبدالله صالح في 4 ديسمبر 2017".

ويقول المركز في تقريره "كان الرئيس السابق يمثل الجناح القبلي الأقوى في التحالف بين الحوثيين والقبائل والذي كان قائما على بعض الأهداف السياسية المؤقتة مثل الأعداء المشتركين والرغبة المشتركة في تقويض العملية السياسية بالمرحلة الانتقالية، كما تجمعهم العصبية المناطقية، فالزيدية كان يمثل الحوثي بعدها الأيديولوجي المذهبي وكذلك البعد الهاشمي أي آل البيت (أي من يدعون نسبهم للرسول محمد من خلال ابنته فاطمة) الذين تخصهم الزيدية بالقيادة الدينية والسياسية ولهم أيضاً حظوة اجتماعية.
بينما كان الرئيس السابق يمثل البعد القبلي لتلك المناطق، حيث كان يمتلك شبكة تحالفات قبلية واسعة تتجاوز المذهب، خاصة إن بعض قبائل تلك المناطق سنية أو تحولت للسنية مؤخراً مع توسع المد السلفي في العقود الأخيرة".

المركز اختار "حرب حجور" للحديث عن صراع الهاشمية والقبائل، داخل المنطقة الزيدية، وعرفها بأنها حرب "بين الحوثيين وقبائل حجور.. واستمرت قرابة شهرين منذ يناير حتى سقوط المنطقة تحت سيطرة الحوثيين في 8 مارس الماضي".

وقال إنها "كانت ذات دلالة، لأنها شكلت تهديداً جدياً ضد الحوثيين في قلب مناطق نفوذهم".

و"تطرح تساؤلات كثيرة حول قدرة الحوثيين على السيطرة والتحكم بمناطقهم" خاصة أنها "وقعت قرب معقل الحوثيين في صعدة".

وفقاً للمركز فإنه "رغم فارق القوة العسكرية لصالح الحوثيين وحصارهم الشديد للمنطقة تأخر حسمهم للمعركة شهرين، بسبب تعدد دوافع قتال قبائل حجور السياسية والمذهبية والخارجية واستماتة المتحاربين".

وعن طبيعة الحروب داخل مناطق نفوذ الحوثي قال المركز "أسباب اندلاع هذه المعارك الأخيرة قد تكون محلية مثل احتكاكات عادية بين مساندين للحوثي وخصومه، لكن توسعها واستمرارها بهذا الشكل وفشل الوساطات القبلية التقليدية يعزو لتراكم عوامل الصراع بسبب الثأرات والمعارك السابقة وأهمية حسم وضع المنطقة استراتيجيا".

ومع أنه رصد أن الدعم السعودي لحجور لم يبدأ إلا بعد شهر من بدء المعارك في 19 فبراير، وقام بخمس عمليات إنزال جوي من معدات طبية وسلاح وأغذية إضافة للأموال التي تلقاها بعض المشايخ القبليين، وكانت هذه الإمدادات مهمة من حيث الدعم بالذخيرة والسلاح في وقت كانت المنطقة محاصرة من قبل الحوثيين"، فقد اعتبر أن الدعم السعودي "تسبب في صراعات (بين القبائل المناوئة للحوثي) حول توزيع هذه الإمدادات وخلق مطامع كثيرة لدى البعض وتصارع للاستيلاء عليها".

ورغم خلاصه إلى أن واحدة من أسباب حسم الحوثي للحروب الداخلية لصالح قوته هي أن "خصومه من قبائل وميليشيات سلفية وأحزاب سياسية في حالة تنازع مقابل طرف متماسك"، لكنه قال إن "هذا لا يعني أن هذه المعارك ستكون الأخيرة التي تواجه الحوثيين بسبب السخط الشعبي العام من طريقة إدارة الحوثيين".