توحدوا أمام الحوثي أو اذهبوا جميعاً إلى الجحيم

السياسية - Friday 26 April 2019 الساعة 09:45 am
عدن، نيوزيمن، فارس جميل:

يمدد الحوثي بكل استرخاء أمام خصومه المفترضين، ويستمتع بمشاهدته لهم يتبادلون الشتائم والاتهامات والتحريض، فكل ذلك يقدم له خدمة لا يمكنه الحصول عليها من إيران ولا حزب الله ولا الأمم المتحدة ولا قطر، ووحدها الشرعية ومن يقف على الضفة الأخرى للحوثي يمكنه تقديمها، بغباء وحسن نية، أو بقصد وخبث نية، فتلك مجرد تفاصيل.

تتفرغ جماعة الحوثي لغسل عقول أجيالنا كل دقيقة، وكل مناسبة، وكل مدرسة، وكل طابور صباح، وكل قاعة محاضرات جامعية، وكل جامع، وكل إذاعة، وكل سوق، وكل شارع، وكل مؤسسة حكومية، وأطراف الشرعية تلقي بالاتهامات على بعضها، وتزرع المخاوف من بعضها، وتوجه البنادق إلى بعضها.

يتطوع الإصلاح بشتم الانتقالي والسلفيين والمؤتمر والإمارات بدلاً عن الحوثي.

يتطوع الانتقالي بشتم الإصلاح وهادي بدلاً عن الحوثي.

يتطوع المؤتمر بشتم الإصلاح بدلاً عن الحوثي.

يتطوع هادي وكتائب جلال الإعلامية بشتم الانتقالي بدلاً عن الحوثي.

في نفس الوقت، يعلن الحوثي تقدمه في جبهة العود باتجاه الضالع، ويعرض مقاطع مصورة لمعاركه مع اليمنيين، وهو يتبجح بكسر شوكة قبائل حجور، وسكان العود، الذين قتلتهم الشرعية بتخاذلها قبل قذائف عبدالملك، ومكائد أبوعلي الحاكم، وتصريحات فليتة.

"هنوا النبي خير البشر بوصيه الثاني عشر"، هذه آخر تقليعة حوثية لغسل عقول أطفالنا.

مطلع نشيد يؤديه أطفال يمنيون في ملابسهم التقليدية، على خلفية مشاهد من مساجد ومراقد الشيعة في العراق وإيران، لتمجيد محمد العسكري المهدي المنتظر والإمام الثاني عشر في عقيدة الجعفريين والإثنى عشرية، الذي يؤمنون بغيابه في سرداب سامراء، ليس حباً في المهدي، ولكن خدمة وتمهيداً لعبدالملك.

لقد تجاوزت الجماعة مرحلة الولاية، وأطروحات المذهب الزيدي اليمني، إلى مرحلة متقدمة، خرجت من الحسينيات التي يقيمونها في شقق وعمارات وفلل صنعاء وعمران وحجة وصعدة وذمار وإب والمحويت، ويقومون بتعبئة عقول الأطفال والشباب بأساطيرهم الطائفية العنصرية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى تطييف المجال السياسي كهدف وغاية يريد عبدالملك وأولاد بدرالدين أن يتحكموا فيها برقاب ومستقبل اليمنيين وهم خاضعين لهم بأمر الله.

هل سمع هادي وعلي محسن والمقدشي يمين الولاية وقسم الموالاة لعبدالملك، ومعاداة من عاداه، يرتفع في طابور الصباح بمدارس صعدة والمحافظات الأخرى؟

هل سمعوا نفس القسم في جامعة إب وجامعة صنعاء؟

هل استمعوا إلى محاضرات نجيبة مطهر عن حسين الحوثي وفكره وملازمه في قاعات محاضرات أكبر وأعرق جامعة يمنية بصنعاء؟

هل سمعوا عن فتاة العود التي قاتلت الحوثيين حتى سقطت شهيدة؟

هل قرأوا قصائد خالد الدعيس، أو سمعوا عن قصته من الأساس؟

ألم يخجلوا من حديث عبدالملك وهو يستعرض منجزاته القاتلة ضد اليمنيين، ويغازل الجنوب ويمنح ويعطي وعداً ويتوعد كأنه امبراطور روما في ذروة مجده؟

هل قرأ أحدهم قصائد عامر السعيدي وهو يوثق بطولات اليمنيين في وجه جماعة كارثية استفردت بكل من رفع رأسه في وجهها، فقتلته بدم بارد، أو اعتقلته وعذبته بقسوة جلاد وحشي، أو لاحقت أسرته وقطعت عنها الغذاء والاتصال والدواء؟

هل شاهدوا عبدالكريم السدعي من مشارف مران ومعاقل عبدالملك، وهو يتوعد الحوثي بالقتال حتى آخر نفس، بدون طائرات ولا دعم من أحد، ويترجاهم فقط أن يوحدوا صفوفهم أمام هذه الكارثة التي حلت بالبلد؟

إنها مسألة وقت أمام الحوثي، كلما اقترب اليمنيون من مرحلة اليأس القاطع من الشرعية، وفقدوا الأمل في دورها وأدائها، وتوحدها لخوض معركة حقيقية ضد الحوثي، اقترب هو من تحقيق هدفه.

سيلتهم مناطق وقبائل وأرواح ومساعدات، وكل شيء يجده في طريقه.

سيستخدم أبواقه، وخطاباته ومحاضراته وملازمه وزوامله، ومخالبه وأنيابه وبنادقه وصواريخه إلى أبعد مدى.

إنه يوحد جبهته، فتفكك الشرعية جبهتها، يثور المواطنون فتخذلهم الشرعية ويأتي الحوثي فقط لحصد ثمار خذلانها لهم.

يخوض معركة لا يجد من يقف أمامه فيها، بل يسمع المقدشي يكشف فضائح جيش بناه هو ومساعدوه وقادته، لامتصاص دعم التحالف أسلحة وأموالاً كان يمكن أن تحرر أفريقيا وجنوب غرب آسيا معاً.

توحدوا يا من تدعون مواجهة الحوثي، أو انتظروا دوركم إلى معتقلاته ومقابر المجهولين في جبال وسهول البلد الذي خذلتموه وخذلتم أحراره وشرفاءه.

تلك هي النتيجة الطبيعية لمعادلة يعمل أحد أطرافها بكل جد، ويتخاذل الطرف الآخر بكل إخلاص، فانقذوا اليمن لتنقذوا أنفسكم وشرفكم وبلدكم، أو ارفعوا الراية البيضاء لأبوعلي الحاكم واتركوا الشعب اليمني يقرر مصيره، وسترون المعجزات حينها.