محنة شاب أخفته مليشيات الحوثي عاماً في سجونها

المخا تهامة - Saturday 11 May 2019 الساعة 11:40 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

عندما كان أحمد سلطان في طريقه إلى صنعاء استوقفته مليشيات الحوثي في نقطة الأقروض إحدى أكثر النقاط الأمنية انتهاكاً لخصوصية المسافرين، وفتشت هاتفه على نحو دقيق، وعندما عثرت على صور له وهو يجلس خلف مترس حجري مع بندقية أوقفته فوراً دون أن تتفهم لشرح الصورة التي حاول أحمد توضيحها.

بكل بساطة قال له أحد أفراد النقطة، أنت في ضيافتنا، في إشارة إلى قرار الاحتجاز الذي اتخذه قائد النقطة الأمنية، كان ذلك في شهر أغسطس من عام 2017.

قال أحمد، في لقاء مع محرر نيوزيمن، "أعتقد أني سابقى ساعة إلى ساعتين، ولذا بادرت بالترحيب عندما سمعت ذلك، لكن ما كنت أجهله لم يكن سوى مقدمة لعذاب نفسي استمر طيلة عام كامل، فقد اقتيد إلى مدينة الصالح بالحوبان، وهناك بدأت رحلة من الألم والعذاب النفسي الذي لا يمكن نسيانه.

وجهت للشاب البالغ من العمر نحو 26 عاماً تهمة الداعشية، وهي تهمة لطالما اتخذتها مليشيات الحوثي كوسيلة لابتزاز من ليس لهم تهم واضحة.

يضيف أحمد، الأشخاص الذين تشتبه بهم مليشيات الحوثي يتم الحقيق معهم مرة أو مرتين لأنها تعلم أنهم أبرياء، أما أنا فقد خضعت لسبع جلسات تحقيق منفصلة امتدت لساعات طويلة في كل مرة وتوزعت على أيام متفرقة.

مكث أحمد داخل شقة فسيحة بإحدى بنايات مدينة الصالح التي تحولت الى مركز اعتقال كبير يضم المئات من المخفيين قسراً، وتشارك في تلك الشقة مع العشرات ظروف الاحتجاز السيئة.

وحرم كغيره من المعتقلين من الطعام الجيد ومياه الشرب النظيفة، وكذا التواصل مع أهله، ولم تعلم أسرته بمكان اختفائه سوى بعد مرور عام كامل على اختفائه.

أدارت أسرته مفاوضات شاقة عبر وسطاء لإطلاق سراحه، لكن مليشيات الحوثي اشترطت دفع مبلغ مالي كبير، فضلاً عن إطلاق سراح مجموعة من أسرى المليشيات لدى فصائل المقاومة.

وبعد انسداد كافة الفرص في إطلاق سراحه استخدمت أسرته علاقتها مع المقاومة الشعبية في تعز والتي كان ابنها أحد أفرادها ليخرج أحمد في صفقة تبادل للأسرى مقابل الإفراج عن حوثيين ودفع مليوني ريال.