استدعاء مسئولية الرياض وأبوظبي.. وكارثية تصدُّع التحالف برعاية الشرعية!

السياسية - Saturday 24 August 2019 الساعة 03:48 pm
عدن، نيوزيمن، كتب/ أمين الوائلي:

هل تعرف كل من الرياض وأبوظبي، على وجه العناية والتمعن، كيف آلت الأمور في اليمن ومع التحالف العسكري العربي منذ إطلاق معركة استعادة الشرعية وإنهاء سيطرة الانقلابيين الموالين لإيران في مارس 2015 إلى معارك خطرة داخل معسكر الشرعية نفسها، المنقسمة بصورة حادة على نفسها، واطراداً داخل التحالف الداعم للشرعية؟

لا أحد يهتم الآن بتقديم إجابات، بينما الجميع منخرط في التداعي المتسارع للأحداث المؤسفة. ومن أسف أن تموضعات تغالب العلنية نشأت داخل جسم التحالف وليس فقط داخل الشرعية.

ويقودنا التداعي إلى أن نطرح السؤال المباغت: هل يكون ما نشهده هو سباق بين الشرعية وتحالف إنقاذها (لإتلافه؟) كما أتلفت (عبر عشرية كاملة) كل شيء وقعت يدها عليه وكل الدعم الدولي والإقليمي والمحلي، غير المسبوق، التي حصلت عليه منذ فبراير 2012.

هي إحدى اثنتين: إما إنقاذ الشرعية برعاية التحالف. أو تصدع التحالف برعاية الشرعية.

لا يمكن التنبؤ بالنوايا، لكن جريان الأحداث لهو أوضح من أي تبيان زائد عن مجرد متابعة المشاهد بالعين المجردة. وينبغي أن تكون الوصية الأولى -أو التوصية بالأصح- ليست لليمنيين ولكن للسعوديين والإماراتيين، في هذا التوقيت المحرج وفي هذه الأوقات الحرجة على الجميع.

إن السماح بحدوث واستمرارية التفاقم على جبهة الشراكة التحالفية العربية/الخليجية في اليمن يمثل أسوأ الاحتمالات على الإطلاق بعد خمسة أعوام من الجهد الباهظ. إيصال الأمور يمنياً إلى شاطئ الاستقرار والاستتباب المعقول والمأمون، ليست حاجة يمنية فقط وإنما هي حاجة مشتركة لا تنفصل..

قيل ويقال الكثير في شأن واجب اليمنيين، أطرافاً ومراكز وقوى وسلطات ونخباً معطلة وغائبة عن واجباتها وأدوارها. ولكن يجب أن يقال الآن وبإلحاح شديد أن الأمر منوط، أولاً وثانياً وثالثاً، بما هي من مسئولية وواجب الرياض وأبو ظبي بدرجة قصوى.

أما لماذا؟ فالأسباب كثيرة، ليس إلا أبسطها وأكثرها صراحة ومباشرة أن الأهداف التي تأسس ونشأ لأجلها تحالف القطبين الخليجيين في 2015 ما تزال دون متناول اليمنيين والخليجيين معاً. ومن التفريط بمكان -الآن- الاكتفاء بمشاهدة الصدوع تضرب عميقاً في أرضية التحالف بدافعية وطاقة الصدوع الداخلية المتعمقة يمنياً.

إن الخبر الأسوأ على الإطلاق، الذي يمكن أن يُمنى به اليمن والعرب جميعاً، هو احتمالية المآل إلى انقسام سعودي إماراتي (...) بينما انقضى نصف عقد من انتظار بشارة استعادة اليمن وتخليص صنعاء من مخالب إيران السامة.

فماذا أنتم فاعلون؟