تهور الجماعة وضعها في مأزق.. هل سقط مشروع الإخوان لابتلاع المناطق المحررة؟

السياسية - Sunday 25 August 2019 الساعة 11:49 am
عدن، نيوزيمن، جلال محمد:

يهيمن الارتباك والتخبط على مواقف قيادات ونشطاء وإعلام حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، بعد فقدان السيطرة على مدينة عدن ومحافظات أخرى.

ويرى بعض المراقبين، أن هذا الارتباك برز منذ مقاطعة دول الخليج ومصر لـ"قطر" الداعم الأول لجماعة الإخوان في اليمن، الأمر الذي أفضى إلى انقسام عناصر الإصلاح وقياداته، إلى جناحين، الأول التزم الصمت حيال الإجراءات ضد قطر، وهو الموقف البرغماتي الذي مثله محمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي، وآخر تبنى موقفاً معادياً لدول التحالف العربي في اليمن "الإمارات والسعودية" ومسانداً للدوحة.

ويرجح أن جماعة الإخوان، تعتمد سياسة تقاسم الأدوار فقط، بحيث تكون الغاية تقوية الجماعة واستحواذها على الدولة تحت ستار الشرعية، بانتهازية تلعب على كل المتناقضات الأيديولوجية والمذهبية تخدم مصالح دول خارجية على حساب اليمن.

الغاية تبرر الوسيلة

وتعمل جماعة الإخوان وفق قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة" وهي قاعدة يستمرون من خلالها في بناء إمبراطورية مالية ضخمة عبر استغلال التحالف وتحويل الدعم المقدم للإنجاز العسكري والتقدم في الجبهات إلى حسابات خاصة تتبع الجماعة، وكذا لبناء تشكيلات ميليشياوية تابعة وإضفاء صفة الجيش والأمن عليها، بحيث تضرب بها خصومها باسم الدولة.

وبعد أعوام من الموقف "الرمادي" للإصلاح، بدأت تتكشف حقيقة موقفه تجاه الحرب على الحوثي ومحاولات استعادة الدولة، حيث اتضح أنه هو العقبة الكبيرة في طريق إنجاز المهمة، إما بفتح معارك مع دول التحالف العربي أو خصوم الحوثي المحليين، أو رفض كل من لا يوالي الجماعة حتى لو كان يقاتل الحوثيين.

ويعزز هذا التصعيد الأخيرة للإخوان، تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي، وضد القوات المشتركة في الساحل الغربي، وصولا إلى التحريض ضد عائلات نازحة في ريف تعز بتهمة أنها تتكلم اللهجة الزيدية.

عدن كشفت الوجه الحقيقي

ومنذ سيطرة المجلس الانتقالي على عدن، تفاقمت الحالة الهيستيرية لدى جماعة الإخوان حيث اتجه أنصارها إلى إطلاق دعوات صريحة بالتقارب مع ميليشيا الحوثي لإنقاذ اليمن من التقسيم، حد زعمهم.

كما يقف التنظيم وقياداته خلف حملة سياسية وإعلامية تستهدف الإمارات العربية المتحدة، وتطالب بإخراجها من التحالف العربي، رغم الدور الريادي الذي لعبته الإمارات في معركة تحرير اليمن وكذا في بناء قوات محلية على درجة عالية من الكفاءة والتدريب.

مخطط القائد العسكري للإخوان

كشف عدد من الوثائق المسربة في عدة مناسبات، الدور النافذ الذي يلعبه الجنرال "الإخواني" علي محسن الأحمر في مؤسسة الرئاسة، واستخدامها لتحقيق مصالح حزب الإصلاح.

ويتحكم الأحمر من موقع نائب الرئيس، بما يسمى بالجيش الوطني وخصوصاً المنطقة العسكرية الأولى التي تمتلك عتادا عسكريا كبيرا، إلا أنّها لم تشارك مطلقاً في الحرب على تنظيم القاعدة، ولا مهمة لها غير استهداف المحافظات الجنوبية وحماية نفوذ الجنرال العجوز.