قرية بالمخا تقاوم عطش الصيف ببئر وحيدة والأهالي يناشدون المنظمات

المخا تهامة - Sunday 22 September 2019 الساعة 05:11 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

عند السادسة من صباح الخميس الماضي كانت الطفلة رقية، ذات الاثنى عشر عاماً، تسارع الخطى نحو البئر الوحيدة في قريتها المسمى الشرخ والحصيب بعزلة الجمعة التابعة لمديرية المخا، لتجلب منها المياه على ظهر حمارها قبل اشتداد الزحام.

كان جسد الطفلة النحيل يدل على الإرهاق الذي تعاني منه، فهي مكلفة بنقل المياه إلى أسرتها بمعدل 20 عبوة بلاستيكية زنة 10 لترات كل يوم.

لم يمض على إفراغ رقية ملء عبواتها بالمياه بضع دقائق، حتى بدأت البئر بالاكتظاظ، في مشهد يعبر عن حجم الطلب على مياه الشرب من تلك البئر الوحيدة التي تزود السكان بمياه الشرب النقية، إثر انعدام كافة المصادر الأخرى.

يقول عاقل القرية عبده ربه مراد لنيوزيمن، إن بلدته الريفية تفتقر إلى مشروع مياه، ولا يملك الأهالي سوى تلك البئر اليدوية التي يستخدمون فيها الدلاء لرفع المياه منها.

يضيف مراد: ما نخشاه هو نضوب المياه فيها، مع السحب المستمر وكثافة الأسر المعتمدة عليها والتي يصل عددها إلى 2500 أسرة، مما يهدد بحرمان سكان تلك القرية من حق الحصول على المياه.

وتبعث الأسر بأطفالها لجلب المياه على ظهور الحمير وتبقى تلك المهمة كبرنامج يومي لا يخلو من مشقة تفوق قدرات البعض منهم وتحرم آخرين من الذهاب إلى المدرسة.

يقول الأستاذ عبد الرقيب محمد، إن تخلف الطلاب عن دروسهم أصبح عادة يومية بسبب المهمة التي يؤدونها.

يضيف، إن أسر القرية تعتمد على الأطفال في جلب المياه، ولذا فإن أكثر ما نعانيه هو تغيبهم المستمر عن فصولهم الدراسية، فضلاً عن تدني تحصيلهم العلمي.

وبعث الأهالي بصور تعبر عن حجم الاكتظاظ الذي تشهده البئر الوحيدة، مناشدين المنظمات العاملة في المخا بمساعدتهم على تخطي معضلة افتقارهم إلى مشروع مياه يبعد عنهم شبح النضوب خصوصاً في فصل الشتاء، حيث يقل منسوب المياه في البئر بشكل كبير.