المخا.. انهارت قصورها الفخمة وأحرقها الأتراك وبقي اسمها لليوم يُذكر في كل ساعة بباريس ونيويورك وبرلين (صور)

المخا تهامة - Thursday 03 October 2019 الساعة 05:33 pm
نيوزيمن، كتب/نبيل الصوفي:

"المخا" كانت مرفأ الحضارة في اليمن وإفريقيا، وهي اليوم مقر للنشاط العسكري لليمنيين المحاربين للحوثي تحت قيادة التحالف، لكنها كتنظيم إداري ووضع اجتماعي واقتصادي ليس لها وكيل، لا صوت من أبنائها يتحدث عنها، وحين تحدثهم عن الماضي لا يعني لهم شيئاً، صار كل شيء في هذه المدينة بقايا خراب، وأولهم الناس لا يملكون سوى التبرُّم من كلّ شيء مقابل عدم رغبة في فعل شيء.. لكأنَّهم هم بقايا الرماد الذي خلَّفه الأتراك حين أحرقوها قبل قرنين من الزمن..

سيطرت عليها تركيا العثمانية، وكلّما وصل وفد تجاري لها أذاقه الأتراك الويل.

قبل "عدن" كانت بريطانيا ترسل مبعوثها التجاري إلى المخا.. فيمنعه الأتراك من التجارة فيها.
أرسلت فرنسا، هولندا..
كانت المخا بوابة الصين للتجارة..
كانت آخر مرافئ القادمين للحج بحراً..
تعيد تفويجهم..
انتهت الأقليات الدينيّة كيهود وبانيان ومسيحيين، ولكن لليوم لا تزال العرقيات في ضواحيها.
أناس عاديون يتحدثون لغتين ثلاث.
ومنها رحل التنوُّع كله إلى عدن وجيبوتي وكينيا..
حين أدركت تركيا الخلافة سقوطها، أحرقت المخا، هذه ليست جملة عادية، ظلّت تحرق في عمرانها الفخم 15 يوماً، وبدعوى أنها قد تصبح مسكناً للكفار.
قبل مائة عام وقليل، كانت هذه المدينة التي صارت خراباً الآن تضم 800 قصر، وفيها لليوم شارع يحمل اسم "صندل".. هذا الخشب الفخم المعطر، كان شيئاً عادياً فيها.
"المخا" ملف ضخم جداً من التجاهل، ومن المواجع.. ومن الخذلان..

>اقرؤوا هذه الترجمة المختصرة وبتصرف عنها

كل أنواع القهوة تأخذ اسمها من “كلمة واحدة” لا تعرفونها تعني “مدينة المخاء”، التي تقع في الجنوب الغربي من اليمن، مباشرة على البحر الأحمر، على ارتفاع 12 مترًا فقط من مستوى سطح البحر، وتعود إلى تاريخ طويل. ربما تكون أصول المدينة في موزع القديمة، التي كانت جزءًا من أهم طرق التجارة العالمية، ما يسمى طريق الحرير.

استقطبت المخا، البُن من إثيوبيا ومن المناطق المتاخمة لها في اليمن، وكانت الميناء الحصري للمتاجرة به، حتى نقل الأتراك القهوة إلى إسطنبول، وافتتحوا أول مقهى فيها في منتصف القرن السادس عشر، ثم انتقلت القهوة لكل مدينة وقرية في أوروبا.

في فترة الازدهار، كان هناك قانون يفرض على كل سفينة عابرة أن ترسو في ميناء Mokka. ويدفع أي شخص يسافر من العربية إلى البحر الأحمر أو العكس الضرائب المستحقة على البضائع.

في الفترة من الخامس عشر إلى أوائل القرن الثامن عشر، لم يكن Mokka أهم مركز تجاري للبن فحسب، بل كان أيضًا أحد أهم المراكز التجارية في المنطقة بأكملها. في ذلك الوقت، كانت المخا حاضرة تضم ما يصل إلى 30.000 من السكان والتجار من جميع أنحاء العالم.

احتفظ البريطانيون والهولنديون والفرنسيون والدنماركيون بالمستودعات والمصانع الخاصة لهم فيها، ولكن مثل كل شيء في الحياة، أصبحت قصة نجاح Mokka ماضياً.

“المخا” كمدينة اليوم لا معنى لها تقريبًا، ولا يزيد عدد سكانها عن 10.000 نسمة.

تدهورت المقاهي القديمة والمنازل التجارية أكثر فأكثر.
في الوقت الحاضر يعيش الناس في موكا بشكل رئيسي من الصيد والسياحة المهمشة. ومع ذلك، فإن المدينة تُذكر على شفاه الجميع يوميًا - في مقهى الرصيف في باريس، وكذلك في ستاربكس في مدينة نيويورك أو في مطاعم برلين.
انتهت الترجمة، وهي توقفت قبل خمس سنوات، فلم يعد هناك سياحة..

المخا اليوم تزدحم بالقادمين من خارجها، وينتشر فيها العمران، لكنها لا تزال بلا أي مشروع استراتيجي وليس لديها قيادة اجتماعية من أبنائها فكل من في المشهد هم وافدون من خارجها..