نبيل الصوفي
شرعية الأوطان بين المعتقدات المذهبية وحدود التطور الديني
"الهادي" مثل "الشافعي" و"ابن حنبل"، فقهاء زمانهم.. عاشوا حياتهم وفق وعي مرحلتهم.
لهم اجتهاداتهم الصالحة لليوم، ولهم اجتهادات لو عاشوا هم لليوم لرفضوها.
مثلما أرفض "القاعدة" و"داعش" وهي تدعي السير على نهج السنة والجماعة، أرفض "الحوثي" وهو يدعي التشيع ل"علي"، "جعفرياً" كان أو "هادوياً".
رفضي لهم، لا يجرِّم السابقين، رحمهم الله بصوابهم وخطئهم، بل يلتزم دينه ويعيش زمانه ومكانه عبادة لازمة لله وفقاً للدستور والقانون في حدود شرعية الأوطان التي لم يكن لها وجود قبل 200 سنة.
الدولة الوطنية تطور، ويمكن وفق دستورها النقاش وتطوير المعتقدات المذهبية بما يحقق للناس مصالحهم في الحاضر.
أن ننقسم، "حوثة" يدعون تمثيل "علي" و"الهادي و"جعفر الصادق" و"الحسين"، وقسم يشتم هؤلاء، يجعلنا مجرد وجهين لعملة واحدة من التطرف والتخلف والإرهاب.
في زمن "الهادي" و"الشافعي" و"المالكي" و"ابن حنبل"، رضي الله عنهم أجمعين، كانت الولاية والخلافة وغيرها من الأفكار، هي السائدة لدى كل الأديان والأماكن.. هكذا كان حدود التطور الديني والاجتماعي.
من يتهم "الهادي" كمن يدعي أنه ملتزم بقوله، يكفرون بصلاحية الدين لكل زمان ومكان، ويطالبون بحصر الدين في مرحلة من تاريخ البشرية.
صلاحية الدين تعني قدرته على إنتاج ما يحقق مصلحة الناس في كل زمان ومكان.
مصلحة الناس، لا التسلط عليهم والعبث بهم وإيرادهم للتهلكة.