الاحتلال الإيراني بقفاز الحوثي لصنعاء ومعظم شمال اليمن بقلبه الفارسي وعقله الخميني وبزته السلالية قد يطول وقد يستلزم معارك ضد هذا الاحتلال تأخذ سنوات طويلة.
صحيح أنه يملك القدرة على الاستمرار، لكنه لا يملك القدرة على الاستقرار..
علاقة العرب بإيران منذ القدم علاقة حرب واحتلال آخرها احتلال الأحواز والجزر الإماراتية ومعاركنا معها لن تنتهي، فهي ترى خليجنا العربي فارسي وترى المنطقة ضمن مشروعها الكبير لتصدير الثورة ونهب الثروة.
بعد مجيء الملالي إلى الحكم أصبحت إيران أكثر تغولا وتوحشا تنظر إلى محيطها الإقليمي بعين الأطماع لا بحق الجوار وخصوصا البلاد العربية، من زاوية أحقاد الماضي وخلافاته.
وهي خلافات لا تعني النظام في شيء إلا بوصفها وسيلة لتدمير الجوار الإقليمي، انطلاقا من أحلام إمبراطورية يجري استثمار الخلافات الدينية في الوصول إليها.
وهي مستمرة في محاولاتها التغلغل في البلاد العربية.
ليست معركتنا معها معركة سنة وشيعة فمثل هذا الطرح يسهم في عزل المواطنين الشيعة في البلدان العربية، وإلحاقهم بالمشروع الإيراني بوصفه "حامي الشيعة" في العالم.
راكمت إيران خلال العقدين الماضيين الكثير من الانتصارات، فقد أصبحت هي الفاعل السياسي الحقيقي في خمس دول عربية على الأقل، آخرها احتلال صنعاء وشمال اليمن وعينها على الجنوب والبحر الأحمر فهو الأهم حاليا لنظام الخميني الذي تحاول إيران اختراقه بشتى السبل، كون إيران لا تنتمي إلى النظام الأمني المخصص لدول هذه المنطقة المتشاطئة عليه، لكنها تحاول إيجاد سبيل إلى ذلك.
بدأت أطماع إيران في البحر الأحمر في أواخر عام 2001م، حيث أنشأ الخامنئي لجنة من الحكومة الإيرانية، ورئاسة الجمهورية، والمراجع الدينية، ومكتب قائد الثورة، تُعد مشروع الاستراتيجية الإيرانية لتحديد مستقبل إيران في الخارج، باعتبارها إمبراطورية مستقبلية وصدرت حينها "الوثيقة الإيرانية العشرينية" (من عام 2005م – عام 2025م)، أو الخطة الإيرانية العشرينية "إيران: عام 2025".
وهي تُعتبر "أهم وثيقة قومية وطنية بعد الدستور الإيراني"؛ كونها تضع التصورات المستقبلية للدور الإيراني خلال عشرين عامًا، خط خطوطها العريضة محسن رضائي، شملت خمس مناطق بحرية ستتواجد فيها إيران، أهمها منطقة البحر الأحمر، حيث تحتل منطقة البحر الأحمر الأهمية الأولى لإيران، باعتبارها قلب مناطق الكيان الإمبراطوري الفارسي المحتمل.
ولذا بدأت بنسج الاستراتيجيات والسياسات وتحشد الإمكانيات المادية والعسكرية للوصول للهدف المنشود.
على سبيل الختم:
الوقت ما زال بعيدا عن انتهاج إيران سياسة دولة وإقامة علاقات دبلوماسية متكافئة مع محيطها الإقليمي والدولي والحراك الإيراني الشعبي يستحق الدعم العربي والدولي كونه مقدمة في طريق طويل لاستعادة إيران عقلها وعقلنة فعلها الطائش ضد الداخل والخارج.
ليس من المبالغة القول إن نظام الخميني السياسي الممزوج بالمذهب هو محنة الشعوب العربية في العصر الحديث، منذ الحرب العراقية حتى اليوم وهو الخطر الأبرز دون كل الأخطار على كثرتها.