من ينحاز لمعاناة البسطاء، وآلامهم هو الذي سينتصر في النهاية، ومن ينتصر لأنين المقهورين وهمهوم الكادحين هو الذي سيصطف معه الجميع.
ومن يمثل الشعب سواء من رئيس أو وزراء، لا بد أن يمثلوهم في معاناتهم، وليس تمثيلا صوريا ومجالس تأتي وترحل، ووزراء يأتون ويذهبون، دونما أن يكون لهم أثر من شأنه التخفيف من هموم الناس، ولا يستفيدون منهم سوى التصريحات والاجتماعات المفرغة من معانيها، بينما واقع المواطنين بائس ومليء بالمظالم.
هكذا يريد اليمنيون مسؤوليهم وحكامهم، أن يكونوا قريبين من جروحهم، وبالتالي ها هم يترقبون ما سيسفر عنه الاجتماع في السعودية، ويأملون أن تكون مصلحة الوطن والمواطن هي القضية الأساسية لاجتماعاتهم مع الأطراف الخارجية.
فيجب أن يسألوا أنفسهم ماذا يحتاج المواطن الكادح المغلوب على أمره؟ وعليهم الإجابة فورًا بأنه يحتاج أولًا إلى إنهاء الحرب، إما بالسلم، أو بالإرادة القوية لإنهاء التمرد والفوضى وإحلال الدولة القوية.
يحتاج الشعب لتحسين وضعه الاقتصادي والمعيشي، فكثير من الناس ومن شدة الفقر والحاجة لا تستطيع حتى شراء رغيف خبز، ناهيك عن أرصفة تحوي العاطلين والمنقطعة رواتبهم، والذين جارت عليهم الأيام وباتوا يستجدون الشفقة وقد كانت نفوسهم عزيزة ذات يوم.
وبالتالي يحتاج الشعب لإعادة الأمن والأمان والعيش في وطن يرحم معاناتهم.
يحتاج لفتح الطرقات ولمحاسبة المخطئ وردع المجرمين وآكلي حقوق الضعفاء.
يحتاج المواطن لمعالجة ما خلفته الحرب من أوجاع وجروح.
وإعادة النازحين لبيوتهم وترميمها.
يحتاج لمرافق صحية آمنة يتعالجون فيها من الأوبئة والأمراض.
يحتاج لإدارة وطنية تعمل على انتشال المواطن مما يعيشه من غلاء وجعجعة وكد وشقاء في واقع ظالم، وحرب حملته ما لا يطيقه من الويلات والعذاب العظيم.
أهداف تشكيل المجلس الرئاسي كانت، ولا بد أن تكون، لأجل البسطاء، وهذا ما يأملونه، كونه يمثل كل أطياف الشعب ويجب على المجلس أن يتحلى بما أؤتمن عليه.. فما تبقى من اليمنيين أمانة في أعناقكم.
فالمجلس رئاسي للشعب وللوطن وللحياة الآمنة للجميع.