"لن تعود الأمور إلى طبيعتها، لأن الوضع الطبيعي كان هو المشكلة"... علينا أن نعي ذلك.
لم يكن الصراع في اليمن وليد ظرف طارئ، بل جملة من الأسباب والنتائج والإشكاليات والخطط والتعقيدات واللوبيهات والأحداث الإقليمية والدولية.
محلياً لا يمكن النظر للصراع على أنه صراع إمامي جمهوري فحسب، إذْ إن التركيبة الإمامية مختلفة تمام الاختلاف اليوم عن ماهيتها في الأمس، وتبدو أكثر فظاعة وأكثر استدعاءً للأبارتايدات المناطقية والطائفية والفئوية.
كما أن جمهورية اليوم تختلف عن جمهورية الأمس، تمتلك جمهورية اليوم فرصاً وخيارات عديدة، كما أنها مدعمة بوفرة من التقنيات والقدرات الحربية غير أنها، بخلاف جمهورية الأمس، تفتقد اليوم كثيرا لـ"جمهوريين حقيقيين"، وبشيء من الوضوح، نحن اليوم أمام جمهوريات مختلفة ومتقزمة.
إقليمياً لا يمكن النظر للصراع على أنه صراع سعودي إيراني فحسب، لكي يسهل مقارنته بصراعات الجمهورية الأولى، اليوم ثمة لاعبون إقليميون جدد وثمة أكثر من معادلة، أمام موجات مختلفة من المعادلات، تتباين الرؤى والأدوات وتتبدل بسرعة خاطفة، وما يعتبره أحد الأطراف صراعاً سياسياً أو جيوسياسي فإنه بالنسبة للآخر صراع عقائدي.
دوليًا ليس انعكاساً لصراع محوري أمريكا والصين أو أمريكا وروسيا، فالمصالح الدولية معقدة اليوم، قد يكون أحد تجليات نظرية الشرق الأوسط الجديد لأمريكا، غير أن هذه النظرية تصدم في اليمن اليوم بموجة من التعقيدات، ويتمخض عنها ولادة جديدة لإرهاب لا يتقوقع في الإقليم فقط بل سيصل تأثيره إلى أمريكا.
تعقيدات شائكة لا طريق لفك طلاسمها سوى بأن يؤمن كل فرد بقضيته، وفي النهاية يكون الانتصار دائماً للقضايا العادلة.
من صفحة الكاتب على الفيسيوك