حسين الوادعي

حسين الوادعي

تابعنى على

لماذا غابت نكسة 67 عن الأدب اليمني؟

منذ ساعتان و 49 دقيقة


سألت المذيعة المتألقة الأديب الراحل عبدالله البردوني عن سبب غياب نكسة 1967 في الإنتاج الأدبي والفكري اليمني، على عكس حضورها في الأدب والإنتاج الفكري العربي. فأجابها أن اليمن عام 1967 و1968 كان يعيش ما هو أخطر من النكسة؛ كان يعيش ظروف حصار السبعين يوماً، وتهديد سقوط الجمهورية، وعودة النظام الإمامي البشع الذي استبدّ باليمنيين وعزلهم لأكثر من ألف سنة.

لهذا كان اليمنيون مشغولين بما هو أخطر!

في عام 1948 كان اليمنيون أيضاً مشغولين بنكبتهم الخاصة التي لم تكن أقل مأساوية من نكبة العرب الكبرى: فشل ثورة 1948، وعودة الإمام الرجعي منتصراً بعد نهب صنعاء وإعدام الثوار.

وفي عام 1990، بينما كان العالم مشغولاً بأزمة الخليج الثانية، كان اليمن مشغولاً بصراعات الإخوة الأعداء، وعودة مليون مغترب، وانهيار الاقتصاد والسياسة اليمنية. دفع اليمن الثمن الأغلى رغم أنه لم يكن مركز حرب الخليج، لكنه كان الهامش الهش والحديقة الخلفية للانتقام.

وفي عام 2023 كان اليمنيون مشغولين بما لا يقل وحشية وبشاعة عن الإبادة الحاصلة في غزة: حملة التجويع والقمع والقتل والإبادة الثقافية التي تقودها الميليشيا الحوثية ضد اليمنيين. 4.5 مليون نازح، 20 مليون جائع، 5 ملايين طفل خارج المدارس، وأكبر أزمة إنسانية في العالم حسب تقارير الأمم المتحدة.

لم يكن اليمن أو اليمنيون معزولين عمّا يحدث في الجوار العربي، لكن الطعنة التي يتلقاها اليمني كانت الأقسى والأولى بالاهتمام.

ومن هنا برز تيار “الذاتية اليمنية” و”اليمن أولاً” كتعبير عقلاني عن أولوية الداخل اليمني على القضايا الأخرى. فالتجربة اليمنية أثبتت أن الأزمات الوطنية المتلاحقة لم تترك مجالاً لليمنيين كي يكونوا مجرّد متلقّين للأحداث العربية، بل فرضت عليهم أن ينشغلوا بما يهدد وجودهم ومصيرهم المباشر قبل أي اعتبار آخر.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك