ما هو الذي يمنع تجار تعز ورجالات أعمالها الكبار من العودة إلى مدينتهم التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب؟
إنهم يستطيعون العودة إلى عدن والاستقرار فيها والتنقل في شوارعها براحتهم وممارسة نشاطهم التجاري من دون مخاوف كبيرة، على الرغم من أن عدن العاصمة المؤقتة لليمن واقعة تحت قبضة مليشيات المجلس الانتقالي الخارجة عن النظام والقانون!
ويستطيعون العودة إلى صنعاء والاستقرار فيها والتنقل والسفر وممارسة نشاطهم التجاري وإقامة حفلات الأعراس الكبيرة على الرغم من أن العاصمة صنعاء واقعة منذ الانقلاب تحت سيطرة مليشيات الحوثيين الخارجة عن النظام والقانون!
ولكن تجار ورجال أعمال تعز لا يستطيعون العودة إلى مدينتهم الأم، حاضنة أنشطتهم التجارية، حيث بيوتهم ومقرات شركاتهم ومصانعهم، وحيث علاقاتهم الشخصية وارتباطاتهم الأسرية، ويبدو الأمر بالنسبة إليهم مُعقداً ومثيراً لكثير من المخاوف على الرغم من أن مدينة تعز تحررت من الحوثيين وهي الآن واقعة تحت سلطة الشرعية وتحت حماية الجيش الوطني!؟
أحيانا أقول خينا دلع من التجار على مدينتهم، وأنها فرصة يهربوا شوية من الدوشة ويأخذوا لهم فترة نقاهة خارج البلد بعيدا عن المحافظة المليئة بالمتاعب؟ وأحيانا أقول لا.. لا، يمكن أنهم في شوق كبير للعودة إلى تعز ولكن عادهم مُراعين للمقاول لما يخلص التشطيب!
هذا في اعتقادي هو الاحتمال الكبير والأرجح، انتظار الانتهاء من مهمة تشطيب تعز ليتسنى لهم العودة المريحة إلى المدينة من دون أية منغصات، وهو مبرر كاف للبقاء خارج البلد وخارج المحافظة خصوصاً وأن الإخوان في تعز، الله يعينهم، تاعبين مع الشرعية قوي قوي وتحملوا لوحدهم مسؤولية التشطيب في تعز بعد الحرب، وعيب حتى يسألهم الواحد: متى عتخلصوا التشطيب طيب يا جماعة؟ أو كم باقي من التشطيب يا خبرة؟ أو إيش عد باقي يتشطب أكثر مما قد تشطب إلى اليوم؟ ولا يفترض بأحد أساساً أن يتدخل في شؤون المقاولين المعتمدين من الشرعية للانتهاء من مهمة التشطيب في تعز المقلفدة!
يمكن لتجار تعز ورجالات أعمالها القيام بزيارات سريعة إلى مدينتهم لمشاهدة ومعاينة أعمال التشطيب وهي تجري على قدم وساق تحت شعار "جيشنا الوطني" ويمكنهم تفضيل البقاء والاستقرار في العواصم المحكومة تحت سلطة المليشيات على أن يعودوا إلى بيوتهم وحاراتهم للاستقرار لأن أعمال التشطيب في تعز مسؤولية وطنية صرفة يقوم بها الإخوان المقاولون لوحدهم متحملين الغبار والتراب والجعيث، وهي مهمة كبيرة وصعبة وشاقة وتحتاج إلى كثير من الوقت والجهد والمثابرة ومش من جاء قال تشطيب!
حتى أنا أشتي أرجع أعيش في حارتي "الجحملية" بمدينة تعز، لكنها مدمرة تماماً ومهجورة، وكان أبو العباس، الله يحفظه، قد قاول مهمة تشطيب الجحملية بالتعاون مع القاعدة وأجهزوا على كل شيء، والآن تركوها لمقاولين من الإخوان ليكملوا مهمة التشطيب براحتهم ليتسنى لنا العودة إليها بسلام، وكيف نرجع أصلاً وعاد المقاول يلقط البيوت والعقارات وما خلص تشطيب لليوم؟!