عادل صالح النزيلي
الإسلام السياسي غير قابل للحياة والتعايش
الإسلام السياسي غير قابل للحياة والتعايش، ولا فرق في الجماعات العابرة للحدود بين سنتها وشيعتها،
كلها عدوة للإنسانية وتستأثر بالسلطة والثروة.
المهم من أحداث تونس أن استنساخ الإسلام السياسي في المنطقة مرفوض شعبيا، ولو فرض من الخارج يبقى في إطار عوامل بقائه الخارجية ويسقط بزوالها.
* * *
حتى تونس البلد الصغير المستقر محدود المشاكل بلا نزعات مناطقية أو قبلية أو مذهبية أو تدخلات خارجية عجزت الدول الداعمة للربيع عن جعله نموذجا يفتخر به.!
عزوتنا في بلادنا.. أما يد الغرب مغلولة إلا عن الفتن والشعارات التي تستبيح من خلالها بلداننا العربية بحفنة من المتنطعين.
* * *
لا عجب بنعت الرئيس التونسي بأقبح الصفات من أصدقاء الأمس، على الأقل لديهم ما يبرر شتائمهم بالإجراءات التي اتخذها حيال البرلمان والحكومة.
فقد شتموا أخا لهم من قبل الذي كان يوما مرشحهم للرئاسة قبل أن يكون مرشح حزبه، وأساءوا إليه دونما سبب وجيه غير الإيعاز الخارجي من التنظيم الدولي بركوب موجة الربيع.
المفارقة أنهم كانوا شركاء في حكومة أخيهم وكان يعرض عليهم الانتخابات وتهربوا منها، ويعرض عليهم الحوار فيقتحمون المعسكرات، وبدل أن يزج بهم في السجون حاولوا اغتياله في بيت الله، وحين كانوا يتنعمون في قصورهم بالأمن الذي يوفره لهم النظام الذي ينعتونه بالدكتاتوري كان هو بالسلطات الرئاسية والتشريعية والاستشارية والحكومية في المستشفيات إثر جريمتهم الإرهابية في دار الرئاسة.
لم يسعوا لانتخابات مبكرة كما يدعو الرئيس التونسي دون أن يعتقل أيا منهم، بل في حادث إرهابي حاولوا قتل قيادة الدولة ولم يستحوا من فعلهم المشين، بل احتفلوا بصفقة تبادل مع الحوثيين بالإفراج عن منفذي الجريمة بكل صفاقة.!
وحين انتهت فترتهم الانتقالية فضلوا الحرب على الانتخابات، رغم بوادر خسارتهم بالحرب والسياسة يتمسكون بشارع في تعز أو سائلة في صنعاء طالما توفر لهم الإنفراد بالإيرادات على خوض منافسة ديمقراطية في عموم الجمهورية.
دائما يحسن الآخرون للإسلام السياسي فيردون الإحسان بالسيئة.
لو كانوا يثقون في شعبيتهم لقبلوا بالانتخابات باليمن في 2009 وفي2011 وفي 2014، ولقبلوا بانتخابات مبكرة في تونس كما قبل بها زعيمهم اردوغان في 2002 حين حل القضاء حزب الفضيلة الإسلامي المنتمي إليه وخاض انتخابات بحزبه الجديد "العدالة والتنمية" وكسبها ولا زال في كرسي السلطة لعشرين عاما، يسمى في نظرهم عشرون عاما ديمقراطيا طالما حفظ لهم السلطة والبقاء.
لا يثق الإسلام السياسي في شعبيتهم ولا يقبلون بالديمقراطية إلا إذا أفضت لصالحهم.
لهذا لا زالت غائبة عن قاموس خطاب نخب الإسلام السياسي، لأنها لا توفر لهم التفرد بالسلطة كما تفعل الحرب.
السلوك الأيديولوجي للتيارات الإسلامية يجعلها منغلقة على نفسها وفي تحد ليس كتباينات سياسية، ولكن كحلال وحرام أو كهوية إيمانية تكفر كل من لا ينتمي إليها.
اليوم يتساءل إخوان اليمن عن الديمقراطية في تونس وهم الذين مزقوا ديمقراطية اليمن وأفشلوها واحتكموا لبلطجة الشارع التي أقصتهم آخر المطاف من باب ما للحب المدود إلا الكيال الأعور، وخسرت اليمن كلها ولا زالت بلا أفق طالما الإسلام السياسي سيد الموقف وصاحب القرار في كفتي الصراع.
يقول الجميع، فلتمضِ أي إجراءات تفضي بقمع الإسلام السياسي المتوحش ضد الشعوب بعد تجربة مريرة لا يمكن محوها من تاريخ العرب.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك