إرهاب حوثي وتحريض ممنهج.. المؤتمريون يحيون ذكرى تأسيس حزبهم الـ43

السياسية - Sunday 24 August 2025 الساعة 07:52 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

رغم القيود والاعتقالات وحملات التحريض التي تمارسها وتنتهجها ميليشيا الحوثي الإيرانية، أقام حزب المؤتمر الشعبي العام في محافظة تعز، حفلًا جماهيريًا بذكرى تأسيسه الثالثة والأربعين التي تصادف 24 أغسطس، مؤكداً حضوره كقوة سياسية عصيّة على الإقصاء في الوقت الذي تحاول فيه الميليشيات تجريف الحياة الحزبية وتكميم الأصوات.

الاحتفال جاء تحت شعار: "معًا لتعزيز وحدة الصف الوطني الجمهوري لإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية الكهنوتية واستعادة مؤسسات الدولة"، وهي رسالة مزدوجة: تمسك الحزب بوجوده كقوة سياسية فاعلة، وتحدٍ لمحاولات الحوثيين محوه من المشهد السياسي.

وألقيت في الحفل عدة كلمات أبرزها كلمة الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب والأمين العام المساعد للمؤتمر، وكلمة الشيخ عارف جامل رئيس فرع المؤتمر بمحافظة تعز.  أكدوا أن المؤتمر الشعبي العام كان ولا يزال مدرسة سياسية وتنظيمية رائدة جمعت مختلف فئات الشعب تحت مظلة وطنية واحدة، وساهمت في تحقيق الاستقرار والتنمية لعقود. كما أشادوا بدور مؤسس الحزب الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، مؤكدين أن إرثه السياسي سيظل مصدر إلهام للأجيال، وأن تضحياته في مواجهة المشروع الحوثي تمثل منارة مضيئة في مسيرة الدفاع عن الجمهورية.

الحضور شددوا على أن المؤتمر سيظل في طليعة القوى الوطنية المقاومة للانقلاب الحوثي، داعين كل القوى السياسية إلى التكاتف في جبهة وطنية واسعة لمواجهة المشروع الإيراني واستعادة مؤسسات الدولة.

في المقابل، واصلت مليشيا الحوثي حملتها ضد حزب المؤتمر وقياداته في مناطق سيطرتها، حيث اعتقلت الأمين العام للحزب غازي الأحول ومدير مكتبه عادل ربيد وآخرين، في مسعى لإجبار قيادة الحزب على فصل أحمد علي عبدالله صالح من منصبه نائباً لرئيس الحزب.

الحملة الحوثية لم تتوقف عند الاعتقالات، بل امتدت إلى المساجد، إذ وزعت الجماعة خطباً مكتوبة على الأئمة تضمنت هجوماً حاداً على المؤتمر وأنصاره ووصفتهم بـ"أعداء الله ورسوله" و"أدوات للأميركي والصهيوني". كما اتهمتهم بتلقي أموال لإثارة الفتنة، ومحاولة إفشال فعاليات الجماعة مثل المولد النبوي. هذه الخطابات العدائية قوبلت باستنكار واسع من اليمنيين الذين رأوا فيها انعكاساً لحالة القلق داخل الجماعة مع اتساع رقعة التذمر الشعبي من سوء الأوضاع المعيشية.

بدوره جدد أحمد علي عبدالله صالح، نائب رئيس الحزب ونجل الرئيس الراحل، موقفه الداعم للمؤتمر وقياداته، مندداً بما وصفه بـ"الحملة الشرسة وغير المبررة" التي يتعرض لها الحزب من قبل الحوثيين. 

وفي كلمة له بالمناسبة، اعتبر أحمد علي أن الاعتقالات والحملات الإعلامية تكشف أن الحوثيين لا يؤمنون بالشراكة الوطنية ولا بالحوار والتعددية، مؤكداً أن المؤتمر سيبقى حزباً وطنياً تحكمه اللوائح والقوانين بعيداً عن أي إملاءات. وقال: "ما هي إلا سحابة صيف ستنقشع، فالمؤتمر سيظل ثابتاً على مبادئه، ولن تنجح أي محاولات لترهيب قياداته وأعضائه أو مصادرة إرادته، ولن ينجر إلى أي إملاءات أو محاولات لفرض الوصاية على قراراته. 

وقال: "نؤكد أن هذه الخطوات من قبل ميليشيا الحوثي تنسف كل جهود السلام التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن والأشقاء والأصدقاء، وتثبت للقاصي والداني أنها ميليشيا لا تؤمن بالسلام ولا بالحوار ولا بالمواثيق والاتفاقيات، بل تسير خلف أوهام لا وجود لها سوى في مخيّلاتها، وتُزيّفُ الحقائق بوجه كل من لا يؤمن بفكرها الدخيل على مجتمعنا.

وأضاف نجل صالح: "المؤتمر سيبقى حزباً وطنياً تحكمه اللوائح والقوانين المستمدة من دستور الجمهورية اليمنية، وسيظل وفياً لمبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر وقيم الوحدة والحرية والديمقراطية". داعياً أعضاء الحزب إلى الصبر والثبات ومواصلة النضال السلمي والوطني حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب. كما شدد على أن المؤتمر كان وسيظل رقماً صعباً في المعادلة السياسية، وأن استهدافه "لن يؤدي إلا إلى مزيد من التمسك بمسيرته الوطنية والوفاء لتضحيات قادته وشهدائه".

وإلى جانب الاعتقالات والتحريض، فرض الحوثيون حظراً على أي فعاليات إعلامية خاصة بذكرى تأسيس المؤتمر، ما دفع قناة اليمن اليوم وصحيفة "الميثاق" وموقع المؤتمر الشعبي العام الناطقين باسم الحزب إلى الاعتذار عن نشر المواد المخصصة للمناسبة.

وأكد القائمون على تلك الوسائل المؤتمرية في صنعاء أن القرار جاء استجابةً لتوجيهات قيادة الحزب التي ارتأت الامتناع عن تنظيم أي فعاليات في مناطق سيطرة الحوثيين، تجنباً لبطش الجماعة بحق الكوادر والإعلاميين.

وبينما احتفل المؤتمريون في تعز بذكرى تأسيس حزبهم بروح جمهورية وطنية، تواصل مليشيا الحوثي في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لها سياسة التضييق والاعتقالات والتحريض ضد الحزب وقياداته. مشهد يعكس عمق الصراع بين مشروعين: مشروع جمهوري يسعى لاستعادة الدولة، وآخر كهنوتي يسعى لتكريس سلطته عبر القمع وتكميم الأفواه.